تصريحات.. واجتماعات.. واجتهادات.. ثم تصريحات.. ومناقشات وورشات.. وندوات.. ودوشات.. و.. مداولات على أعلى مستوى.. وغيرها من «القومات والقعدات» من أجل حل مشكلة أتلفت أعصابنا وشوهت «أمخاخنا» ونشرت العكننة و«البشتنة» و«الزغللة» بيننا.. وجعلت من ليس في قلوبهم رحمة ينشبون مخالبهم المسمومة في رقابنا «الكملانة» من اللحم والعظم!! إنها المشكلة المزلزلة التي أصبح من الصعب حلها.. وأصبحت «رمزاً» للسودان على جميع القنوات والإذاعات والصحف المحلية والعالمية. إنها طامة الغلاء الفاحش.. والجشع البشع.. والارتفاع الجنوني في الأسعار.. و«الطمع» الفظيع الذي لم يتوقف عنه حتى أصحاب المليارات المهولة!!. مجلس الوزراء يجتمع ويوجه.. ووزير المالية يصرح.. ومحافظ بنك السودان يؤكد.. والوالي «يتشدد» والجميع يطعن في ظل الأزمة ويترك «الفيل» يسرح ويمرح ويدوس على ما تبقى لنا من رمق. وأبشع وأفظع وأشنع هم الأفيال الشرسة.. التي لم تراع ذمة ولا أمناً في الغلابة.. ربنا سبحانه وتعالى قال في محكم تنزيله :«الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف». لكن الذين لا يشبعون أبداً يريدون أن يحرموا حتى أطفالنا من «اللبن» ويريدون أن يخوفونا بذراعهم الطويلة التي بدأت في نهش ما تبقى من لحمنا «الحي» بلا وازع من ضمير.. وبلا شفقة وبدون أن ترمش لهم شعرة جفن واحدة!!.. ّهؤلاء يا حكومة «يا مسؤولة أمام الله.. ويوم يقوم الناس لرب العالمين.. لم يكونوا في يوم من الأيام «فزاعة».. إنما كانوا «فزعاً» حقيقياً على أمورنا الاقتصادية والمعيشية.. ونتحدى من يثبت أنهم قد أفادوا البلد باستثماراتهم الضخمة.. أو عادت مصانعهم وشركاتهم المتعددة على المواطن العادي بالخير الوفير والأسعار المناسبة؟! أتدرون ماذا يحدث الآن..؟ وماذا يفعلون؟ وإلى ماذا يرمون ويخططون؟! الكتائب المدججة «بالكاش» التابعة لهم تجوب هذه الأيام ضواحي العاصمة ومضاربها وزرائبها القريبة والبعيدة لإغراء وتحفيز أصحاب حظائر الألبان الكبيرة والمتوسطة والصغيرة وحثهم على بيع إنتاجهم فوراً أو «حكراً» لسيادتهم!!.. أحد الأصدقاء قال لي وهو يرتجف غضباً وغيظاً: تتخيل «بتاع اللبن» «طمم» بطني وفاجأني بأنه ما حا يجي تاني لأنه جا لأبوه «نفرين» بعربية فارهة تابعين للرجل «الغني» فلان سلموه «200» مليون جنيه قيمة كمية معتبرة من اللبن يشيلوها كل يوم من الزريبة.. وبشرط ما يبيع أبداً لغيرهم!! حتى بتاعين «الحمير» والبكاسي الجائلين لم يسلموا من «عروضهم» المغرية.. «عشان كده» يا والي الخرطوم رطل اللبن وصل في بعض المناطق إلى «2» جنيه «طق طرق»!! طيب لماذا يعملون ذلك؟ هل يريدون أن يجعلوا من السودان سلة «جوع» العالم ويجيبوا عاليها واطيها بهذه الممارسات «الماسونية»؟! ولماذا يجتهدون الآن في حرمان الأطفال من الحليب.. وكسر رقبة الغلابى والمساكين «بالاحتكار» والتكويش على أهم سلعة غذائية «كانت» في متناول يد الجميع؟!! المساكين يرفعون أكفهم آناء الليل وأطراف النهار.. ويتضرعون للواحد الجبار.. أن يطمس ويخسف على كل من يتعدى «بالاحتكار» أو غيره من الأساليب «اليهودية» الأخرى على أدنى حقوق الشعب السوداني «الصابر»