ظلت إشكالية المنشورات المالية بولاية شمال دارفور على فترات ليست بالقصيرة محل شد وجذب بين وزارة المالية واتحاد العمال وقبل أن يعالج برزت المعالجات الأخيرة بعد الإصلاحات الاقتصادية ومنها أيضاً الهيكل الراتبي الجديد للعمال والموظفين إلا أنه أيضاً أصبح حديث الكل خاصة بعد أن استلم العمال بالولاية مرتبات شهر أكتوبر الماضي ناقص، واعتبرت كسلفية وأكمل فيما بعد، الآن برز خلاف في مرتب نوفمبر حيث في خطوة مفاجئة ولأول مرة وغير متوقعة أصدر اتحاد العمال بشمال دارفور الأحد الماضي بياناً دعا فيه جميع الموظفين والعمال بالولاية بعدم صرف مرتب شهر نوفمبر إلا وفق الهيكل الراتبي الجديد لسنة 2013م، وتم إلصاقه في شبابيك الصرف بالوزارات والمحليات والوحدات، وتحصّلت (الإنتباهة) على نسخة منه بتاريخ 9/12/2013م بالنمرة اع ن/ وش د/ 37/ أ وأكد البيان أن المكتب التنفيذي لاتحاد عمال ولاية شمال دارفور قرر بالإجماع عدم صرف مرتب شهر نوفمبر 2013م إلا وفق الهيكل الراتبي الجديد لسنة 2013م، وأشار البيان بذلك لتوجيه اللجنة المركزية للاتحاد القومي لنقابات عمال السودان في دورة انعقاده بيوم 1/12/2013م ووجه البيان كل الهيئات النقابية والفرعيات والوحدات العمل بما جاء في هذا القرار. وفي ذات الخصوص امتنع العمال خاصةً المعلمين قطاع الثانوي والأساس علاوة على قطاع الصحة من صرف مرتب نوفمبر إلا البعض من موظفي المكاتب، وقد سارعت أمانة الحكومة بإصدار بيان بتاريخ 9/12/213م تحصلت (الإنتباهة) على نسخة منه وأذيع البيان على إذاعة الفاشر المحلية، وبدأ البيان بأن حكومة الولاية درجت على الاهتمام بمرتبات العاملين وجعلتها أهمية قصوى وخطاً أحمر وجعلتها بعد الأمن مباشرة، وأن بخصوص مرتبات شهر نوفمبر قد صدر منشور ديوان شؤون الخدمة الاتحادي رقم (4) لسنة 2013م في أكتوبر الماضي، ووصل الولاية في 7/ أكتوبر /2013م، ولظروف عيد الأضحى فقد دفعت وزارة المالية الاتحادية مبلغاً تقريبياً صرف كسلفية مرتب وبعدها أوفدت لجنة اتحادية بذات الخصوص لتحديد فرق الهيكل الراتبي والذي بلغ بناءً على تقريرها «تسعة ملايين وثلاثة وتسعين ألف جنيه»، بينما قدرت الوزارة الاتحادية مبلغ «ستة ملايين وثلاثمائة ثمانية وثمانين ألف جنيه» بعجز بلغ «اثنان» أودعت كل المستندات المؤيدة لهذا المبلغ باتفاق الأطراف (حكومة الولاية اتحاد عمال الولاية اللجنة الوزارية الاتحادية) لدى وزارة المالية الاتحادية، وأشار البيان أن والي شمال دارفور خاطب نائب رئيس الجمهورية بهذا الخصوص والذي خاطب بدوره المالية الاتحادية، وقال البيان إن الدعم الذي وصل الولاية في نهار الخميس الموافق 5/12/2013م هو نفس المبلغ الذي صرف في شهر أكتوبر الماضي بنقص «اثنين مليون وسبعمائة وخمسة ألف جنيه»، وقد تم تنوير اتحاد عمال الولاية بهذا الخصوص، وأكد بيان الحكومة أهمية المرتب وهو حق مستحق فإن جهود حكومة شمال دارفور تستمر لاستجلاب هذا العجز الذي طرأ جراء تطبيق الهيكل وتتيح الفرصة للعاملين لصرف مرتبات نوفمبر كسلفية مرتب إلى حين وصول متبقى العجز، وقال مصدر مطلع بمحلية الفاشر ل (الإنتباهة) إن القروش التي وصلت أقل من المرتب المعدل بالهيكل الراتبي الجديد وأكثر من القديم وأضاف المصدر أن كل مرتبات العاملين مرتبة خارج البينشيت في أوراق فلسكاب عادي، وأشار إلى أن هذه المرتبات إذا لم تصرف سوف تعود للمالية كمرتجع، فيما قال رئيس حزب العدالة بشمال دارفور محمد الفاتح بخيت ل (الإنتباهة) إن المرتبات حق من حقوق العاملين وأي تأخير هي معاقبة للأسر، وطالب بعدم التكاسل والإيفاء بمرتبات العاملين، وفي حالة عدم صرفها خلال خمسة أيام يطالبون كحزب العاملين بالاعتصام المدني باعتباره حقاً مشروعاً وأنهم يؤكدون موقفهم الثابت مع العاملين حتى ينالوا حقوقهم كاملة، وأكد الفاتح أن هذا الأمر يؤكد فشل حكومة الولاية، وأردف قائلاً: ما دامت حكومة الولاية عاجزة عن دفع مرتبات العاملين أفضل لها أن تغادر الساحة لإفساح المجال للآخرين. وقال عدد من المعلمين ل (الإنتباهة) إنهم على الرغم من التزاماتهم المالية تجاه البنوك خاصة الذين لهم أقساط شهرية والأوضاع المعيشية الصعبة إلا أنهم لا يقبلون بصرف مرتباتهم ناقصة ويطالبون بحل عاجل حتى لا يضطروا إلى إيقاف الدراسة والرجوع للخلف مرة أخرى ويناشدون كل الجهات النقابية والحكومية الإسراع في إيجاد حل أسرع وأفضل من إصدار البيانات والمنشورات والبلبلة على حد قولهم.