تفاجأ أنصار الهلال قبل أيام بوصول لاعب المريخ السابق استيفن وارغو الى الخرطوم للانضمام الى كشوفات الفريق بعد ان أدار معه مجلس ادارة النادي حواراً سرياً عبر وكيل أعماله اثمر في النهاية عن موافقة النيجيري بالعودة مرة أخرى الى العاصمة السودانية لخوض تجربة احترافية جديدة. وبدأ انصار الأزرق بين مصدق ومكذب لخبر انضمام وارغو الى فريقهم والدفاع عن ألوانه في الموسم الجديد قبل ان يقطع مجلس ادارة النادي الشك باليقين ويقيد اللاعب رسمياً بعقد احتراف يمتد لثلاث سنوات في خطوة وجدت المباركة من الكثيرين، فيما أبدى البعض تحفظه خصوصاً وان تجربة النيجيري السابقة مع المريخ لم تكن مبشرة، ومع ان ادارة الازرق لم تكشف عن قيمة صفقة الاتفاق مع لاعب خط الوسط القصير الذي قدم نفسه كأحسن ما يكون في دوري ابطال افريقيا عام 2007 حينما قاد انيمبا لتحقيق الفوز برباعية على الهلال وتوج معه بلقب البطولة لتفتح امامه ابواب الطلبات بعد ذلك من العديد من الاندية الا ان القيمة قد لا تتجاوز الأربعمائة الف دولار للمواسم الثلاثة.. ويبدو ان اللاعب الذي استغنى عنه المريخ الموسم الماضي بعد ان قضى معه اربعة مواسم وحصل منه على ما لا يقل عن ثلاثة ملايين دولار في صفقة كانت الأعلى ولا تزال في تاريخ الكرة السودانية مع المتغيرات الاقتصادية في السودان، ووافق على العرض الهلالي خصوصاً وانه ظل بعيداً عن الاضواء بعد ان غادر ديار المريخ. ويستعد وارغو لكتابة تاريخ جديد مع الكرة السودانية عبر بوابة الهلال لكن مهمته لن تكون سهلة في ظل الزحمة التي يشهدها الفريق على مستوى خط الوسط. تاريخ جديد لم يكن اي من انصار الأزرق يتوقع ان يرتدي النيجيري وارغو شعار الفريق ويدافع عن ألوانه بعد تجربته التي لم تكن ناجحة مع المريخ خلال اربعة مواسم الا ان مجلس ادارة النادي فاجأ الجميع باحضار اللاعب الى الخرطوم بعد ان وصل الى اتفاق معه عبر وكيله.. وما بين مصدق وغير مصدق حل وارغو بالخرطوم من جديد واجتاز الكشف الطبي سريعاً ثم وقع بعد ذلك في كشوفات الازرق بعقد احتراف يمتد لثلاث مواسم، ويستعد النيجيري لكتابة تاريخ جديد مع الازرق بعد ان واتته الفرصة من جديد ويأمل ان يسعفه الحظ بتحقيق النجاح هذه المرة ليرد على منتقديه، وقد عاد اللاعب الى السودان من جديد وهو مسلح بخبرة جيدة ليس على المستوى الفني فقط وانما حتى على مستوى المعرفة والدراية بثقافة البلد وعاداته وتقاليده مما يفرض عليه هذه المرة ان يكون اكثر جدية وانضباطا ليقدم الافضل لفريقه ويخلق لنفسه وضعاً على واجهة الأحداث. صفقة سرية أثار انضمام وارغو الى المريخ عام 2008 ضجة كبيرة وظل حديث المجالس والصحف لفترة طويلة اذ انه حصل على ثلاثة ملايين دولار في صفقة وجدت الانتقاد حتى من ائمة المساجد. وقد ظلت القيمة المادية لوارغو ملازمة اذ ان الانتقاد يتجاوز أداءه الفني مع كل اخفاق مرتبطاً بما حصل عليه من مال مما شكل عليه ضغطاً كبيراً تسبب في النهاية في عدم تجديد النادي له بعد ان اخفق في الكثير من المباريات. وقد اختلف الوضع الآن بعد مرور خمس سنوات وخروج اللاعب من القلعة الحمراء اذ ان سرية تامة فرضت على قيمة صفقة انتقال اللاعب الى الهلال لكن من المرجح انها لا تتجاوز الاربعمائة الف دولار للسنوات الثلاث. يأتي ذلك في ظل ارتفاع قيمة الدولار مقابل العملة المحلية جراء الوضع الاقتصادي بالبلاد في مقابل تقييم تجربة اللاعب مع المريخ وانحسار الاضواء عنه بعد الاستغناء عن خدماته. مهمة صعبة لن تكون مهمة وارغو سهلة مع الازرق رغم انه كان نجماً متألقاً في انيمبا قبل ان ينتقل الى المريخ ويبقى معه لاربعة مواسم في تجربة جاء تقييمها النهائي بانها شبه فاشلة اذ انه سيجد نفسه في وضع صعب في ظل ازدحام خط وسط الأزرق وبأكثر من سبعة لاعبين متميزين في هذه الوظيفة حيث يمتلك الهلال وفرة في خط الوسط الذي ظل عماد الفريق والذي اعتمد عليه كل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الازرق خلال السنوات الاخيرة، فهناك مهند الطاهر اللاعب الجماهيري والمتميز مع الفريق والمنتخب الوطني والى جانبه محمد احمد بشة وهو لاعب منتخب ايضاً ومعهما ايضاً المالي سيدي بيه الذي تألق بشكل لافت مع الفريق خلال النصف الثاني من الموسم المنتهي اضافة الى نزار حامد وخليفة احمد ومجموعة اخرى تلعب في ذات الوظيفة وسيجعل هذا الامر من مهمة النيجيري صعبة ويفرض عليه مضاعفة جهوده من اجل إيجاد مقعد ثابت. نظرة إلى الأمام سيكون انتباه وارغو مركزاً ومصحوباً نحو الغاية التي انتدبه الازرق واستعان به من اجل تحقيقها وسيكون حريصاً على تقديم الأفضل مع الفريق خصوصاً وان ادارة النادي وانصار الفريق وإعلامه سيعملون على توفير بيئة جيدة للنيجيري من اجل الانطلاق من جديد. وستكون تجربة اللاعب مع المريخ حاضرة لكن من اجل الاستفادة من دروسها ومنعطفاتها واتخاذ منصة للانطلاق الى الامام لتحصد الغايات والاهداف المرجوة، وبالقاء نظرة سريعة لتجربة وارغو السابقة في السودان فان تقييمها يبدو في غير صالحه اذ انه لم يقدم خلال الاربعة مواسم التي تخللتها تجربة في ليبيا مع فريق الاتحاد ولم تسعد انصار الاحمر ولا ادارة النادي ولا حتى المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق. ولم يحقق النيجيري ما كان متوقعاً منه وقد تعرض لانتقادات حادة بسبب مستوى ادائه من اعلام المريخ واعلام الهلال على السواء لكن كل من زاويته. وقد سجل اللاعب عشرة اهداف في مسابقة الدوري الممتاز، وظل اسيراً لدكة البدلاء طوال موسم 2012 بسبب الاصابة فيما لم يذكر له تاريخه اي تألق لا على مستوى دوري الابطال ولا الكونفدرالية. وقد انتقد اللاعب الاوضاع في السودان وقال ان العادات والتقاليد قد حدت حركته وفرضت عليه قيوداً كان لها تأثيرها على مستوى ادائه قبل ان يصرف النادي النظر عنه بعد نهاية مدة عقده. ويرنو وارغو الى الأمام ويتطلع لتحقيق بطولة خارجية مع فريقه الجديد لكن طريقه لن يكون مفروشاً بالورود.