خلال المؤتمر الصحفي لبيب غوارديولا مدرب بايرن ميونخ الالماني سأله احد الصحافيين عن معرفته بالمريخ السوداني وهل اختار مواجهته بالدوحة فأجاب «لا أعرف فريق المريخ السوداني مع كامل احترامي له، وبالتالي لم أتعمد اختياره، وما حدث أنني طلبت خوض مباراتين وديتين خلال فترة المعسكر وتم تحديد فريق المريخ السوداني من ضمن الفريقين اللذين سنلعب معهما ودياً». هذا حديث غوارديولا بالنص وإليكم ماستقرأونه في صحف اليوم بعد أن تبادلت مواقع التواصل هذه الجزئية بالتندر على الزعيم فهي لا ترى في المريخ شيئاً جميلاً، ستفرد صحف بعينها مانشيتات للسخرية من المريخ استناداً إلى حديث المدرب الكبير للفريق الأكبر على مستوى العالم هذه الأيام فقط لأنه قال الحقيقة ولا ندري ما هو المعيب في حديثه، فطبيعي ألا يعرف غوارديولا أو ريبيري أو غوتزة أو روبن شيئاً عن المريخ والسودان. لكن اليوم يعلم غارديولا وكل لاعبي البايرن ومشجعوه وألمانيا وصحافة وقنوات العالم أن البايرن بطل العالم سيلعب في التاسع بعد غد الخميس أمام المريخ بطل السودان، وهذه هي النظرة للجزء المليء من الكوب والتي ينبغي ان تنظر بها صحافتنا لمقابلة «المريخ بايرن» بعيداً عن تعزيز الدونية في نفوس شعب يبحث عن شيء يرفع هاماته المطأطأة. علينا أن نفخر بترديد اسم الوطن عبر القنوات والصحف العالمية مقروناً ب «جمال» بعد أن أدمنت الآلة الإعلامية الغربية على دمغه بكل ماهو «قبيح»، الحدث الذي صنعه المريخ ورجالاته في الدوحة يمكن له ان يحقق من الايجابيات لهذا الوطن الممزق ما يفوق عشرات المرات ما عجزت عن تحقيقه المؤتمرات وملتقيات التصالح. هذه المباراة اكبر مما تحمله في تسعين دقيقة ونتيجتها لا تحتسب بعدد الأهداف المحرزة فيها، فحتى هذه اللحظة المريخ يحقق للسودان فوزاً كبيراً ولو تلقى دستة من الأهداف في شباكه فحتماً هو الفائز بحسابات أخرى لا تراها عين بها رمد. لو اهتمت الحكومة بالرياضة وعلمت بدورها الإستراتيجي الذي تلعبه في تقريب الفرقاء في الداخل والإنفاق عليها لتلعب دور الدبلوماسية الشعبية الأمثل في الخارج لجنبتنا كثيرًا من الحرج والتغبيش المتعمد لصورتنا في الوسائل العالمية. اعتباراً من الخميس سيعلم العالم أن للسودان شعبًا محبًا للكرة ويشجعها بجنون، فملعب السد ستتوحد فيه الألوان «احمرها وابيضها» لتتشكل لوحة الوطن الجميل ونحمد الله ان صحافة الغرب وقنواته لا يصلها بعض غثاء صحافة الغرض. لمسة أخيرة أجمل خبر من معسكر الدوحة ان الألماني كروجر خص الصاعد إبراهومة باهتمام خاص وظل يرفع من حماسته ويثني على موهبته .