اتهم الرئيس سلفا كير ميارديت، الأممالمتحدة بمحاولة الاستيلاء على جنوب السودان، وقال إن المنظمة الدولية ترغب في أن تكون حكومة، وليس بعيداً أن تسمِّي رئيس بعثتها رئيساً مشاركاً بدولة الجنوب. ووجّه سلفا كير بحسب صحيفة سودان تربيون، انتقادات للأمم المتحدة، وطالب الأمين العام بان كي مون، بتوضيحات بشأن وضع بعثة اليوناميس هناك. وأضاف وفقاً للصحيفة، أن بعثة الأممالمتحدة ترغب في أن تكون حكومة لدولة الجنوب، وليس بعيداً أن تسمِّي رئيس بعثة اليوناميس رئيساً مشاركاً بدولة الجنوب. وزاد: «على الأممالمتحدة أن تخجل من تصرفاتها في جنوب السودان». وقال إنه في حال كان ذلك يمثل موقفاً للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فينبغي أن يكون واضحاً بشأن رغبة الأممالمتحدة في الاستيلاء على دولة الجنوب. واتهم المنظمة الأممية بمعاملة مشار كأنه قائد حكومة. وأعرب سلفا كير ميارديت عن استعداد بلاده لإطلاق المعتقلين ولكن «بعد التحقيق معهم»، وقال سلفا كير في مؤتمر صحفي أمس الأول إن جوبا مستعدة للعفو عن المعتقلين بعد التحقيق القانوني معهم، وأضاف أن «المعتقلين ليسوا سجناء بل في ظروف مريحة». وأشار سلفا كير إلى أن على نائبه السابق رياك مشار أن يفهم أن «الانقلاب ليس ممكنًا وسيعزله دوليًا»، ودعاه وجماعته إلى «وضع أسلحتهم والانضمام لجهود بناء الدولة». وقال سلفا إنه يلتزم بالتحقيق في كل الخروقات ومحاكمة المدنيين، ودعا لفتح حوار سياسي وطني. وأضاف: نريد وقفًا غير مشروط للأعمال القتالية فورًا، وقد سمحنا لفريق مفاوضينا بأن يوقعوا اتفاق وقف إطلاق النار في محادثات أديس أبابا. وقال سلفا كير، إنه ملتزم بالعملية السلمية برعاية دول الإيقاد لإنهاء أعمال العنف بين قواته والمتمردين بقيادة مشار. وأعلن سلفا عن خارطة طريق للخروج من الأزمة الراهنة، تبدأ بمغادرة المواطنين لمقرات الأممالمتحدة في مدن البلاد التي شهدت أعمال عنف والعودة إلى ديارهم، وتشمل إجراء تحقيقات شاملة في الجرائم والانتهاكات التي ارتُكبت منذ «15» ديسمبر في قيادة الحرس الجمهوري وفقًا لقانون ودستور الجنوب. ودعا إلى تشكيل لجنة للمصالحة والسلام، ولجنة لمراجعة الدستور وإعادة تنظيم الأجهزة المدنية والأمنية بالبلاد، وقال، إن «التحضيرات للعملية الانتخابية التي ستجرى في العام المقبل وإجراء التعداد السكاني يمكن أن تبدأ»، مشيدًا بالجهود التي تبذلها الدول الصديقة لجنوب السودان من أجل السلام والاستقرار في بلاده، وحدد دول أوغندا وكينيا وإثيوبيا والسودان، وجميعها لديها حدود مشتركة مع جنوب السودان. إلى ذلك خرج المئات من أنصار سلفا كير ميادريت في جوبا ظهر أمس احتجاجًا على وجود بعثة الأممالمتحدة في البلاد وممثلتها هيلدا جونسون. من ناحيتها أجرت رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي نكوسازانا دلاميني زوما، مباحثات مع سلفا كير والمعتقلين في جوبا وأكدت زوما ضرورة تشكيل لجنة تحقيق في الانتهاكات التي وقعت والاتفاق على وقف العدائيات. وأكدت زوما وفقاً لبيان صحفي صادر عن الاتحاد الإفريقي الحاجة الملحة للتوقيع الفوري وغير المشروط لإبرام اتفاق لوقف الأعمال العدائية لإنهاء عمليات القتل التي لا معنى لها ووضع حد للمأساة الإنسانية، وشدَّدت على أن أهداف لجنة التحقيق ستكون لمعالجة محنة ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان ومساعدة حكومة وشعب جنوب السودان في تحديد العوامل اللازمة لتقوية مؤسسات الدولة، بجانب توفير فرص المصالحة وتضميد الجراح، وقال البيان إنه على الرغم من أن كلا الطرفين قدما تفسيرات مختلفة للأسباب الجذرية للأزمة الراهنة، لكنهما اتفقا على أن القضية الأساسية هي مشكلة سياسية داخل الحزب الحاكم، وهو ما يتطلب الحل السياسي بدلاً من الحل العسكري. من جانبهم أكد المعتقلون، وفقاً للبيان، موقفهم: بأن الإفراج عنهم لا ينبغي أن يُستخدم شرطاً مسبقاً لإبرام اتفاق وقف العدائيات، وأضافوا: «لا يوجد شرط يمكن أن يبرِّر أخلاقياً استمرار القتل الذي لا معنى له».