قال علماء إن هناك بحيرة ضخمة كانت تقع قديماً في أراضي السودان المعاصرة، وكانت موطناً للمهاجرين الأوائل إلى أوروبا، وكانت مساحتها «45» ألف كيلومتر مربع، ويرى الباحثون أن الأراضي المتاخمة للبحيرة كانت قبل «100» ألف عام بمثابة مركز مهم في طريق المهاجرين الأفارقة الأوائل إلى آسيا وأوروبا. وقد لاحظ علماء جيولوجيا آثار البحيرة القديمة، لكنهم لم يستطيعوا تحديد عمرها وموعد اختفائها حتى بواسطة الكربون المشع، ولجأ العالمان في جامعتي أديلايدا وأكسي تيرا مارتين ويليامس وتيم باروز إلى طرق أخرى لتحديد العمر، فتوصلا إلى استنتاج مفاده أن عمر البحيرة يبلغ «109» آلاف عام. وقال العالمان إن طول البحيرة بلغ «650» كيلومتراً، وعرضها «80» كيلومتراً. وكانت البحيرة تمتد حسب العالمين بمحاذاة النيل الأبيض. ويدل تحليل جينات الحمض النووي للإنسان البدائي أن هجرته إلى أوروبا وآسيا بدأت قبل «70 72» ألف عام، ويعني ذلك أن الإنسان البدائي كان يتوقف في طريقه إلى أوروبا وآسيا على شاطئ البحيرة ليصطاد السمك. وبيَّنت الدراسات الأخيرة أن عدد سكان السودان ازداد قبل «100» ألف عام حين كانت البحيرة غزيرة المياه.