تمضي تحضيرات المريخ للموسم الجديد بالكيفية التي خُطِّط لها ولولا موافقة رئيس البعثة والمدير الفني على قطع البرنامج المعد مسبقاً للعب امام الهلال في احتفالية الجمعة الماضية لقلنا ان هذه افضل بداية على الاطلاق لتحضيرات فرقة سودانية لخوض غمار بطولات الدوري والكأس المحليين ودوري الأبطال الإفريقي. وقف الجميع على تجربة المريخ وبايرن ميونخ سواء من داخل الملعب او عبر شاشات التلفزة وكان اكثر ما اطمأن إليه الحضور يومها التنظيم الدفاعي الممتاز والتركيز العالي في الضغط على الخصم خصوصاً في الثلاثين مترًا الأخيرة وإجادة الدفاع وحارس المرمى في التعامل مع الكرات العكسية. تجربة زينت الروسي توقعنا أن تكون أفضل من سابقتها لتحرر لاعبي الأحمر من رهبة اللعب أمام فرق الصف الأول على مستوى العالم بعد مواجهة كبيرهم البايرن، ولكن حدث العكس تماماً، وبالذات في شوط اللعب الأول الذي قبلت فيه شباك الأحمر هدفين رغم ان كروجر زاد من متانة التنظيم الدفاعي وهو يدفع بثلاثة محاور امام اربعة مدافعين. هذا الحذر الشديد بدلاً من منح المريخ افضلية افتكاك الكرات تسبب في ولوج هدف يصلح انموذجاً امثل للتراخي و«الاتكالية» حيث عبر مهاجم زينت هالك اكثر من اربعين متراً وتخطى خمسة لاعبين دون مضايقة قبل ان ينفرد بالمرمى ويسجل. اختبر كروجر في لقاء بايرن تكتيكاً دفاعياً بحتاً ونجح بنسبة كبيرة في طمأنة جمهور النادي على مقدرات دفاعاته وكان منتظراً ان يتحرر من الحذر الزائد ويلعب امام زينت على اقل تقدير بذات الشكل والتنظيم مع بعض التحرر هجوماً لاختبار مقدرات فرقته في الصناعة والتهديف فحدث العكس ومارس كروجر «خندقة» غير مبررة اطلاقاً. طالما ان كروجر لا يبحث عن النتائج في فترة الاعداد وانما يطمح الى تجريب كل عناصره واختبار قدراتهم فلا مبرر اذاً لتركيزه على الدفاع واغفال ثلثي الملعب الباقية لأن ماينتظر المريخ في الدوري وابطال افريقيا خصوصاً في الادوار الاولى ليست فرقًا تنتهج اسلوباً هجومياً بحتاً وتعتمد على الارسال الطويل في معظم اوقات المباراة. الكاتيناتشيو هي اشهر طرق اللعب الدفاعية البحتة، واشهر من يطبقونها الايطاليون وجاء انتشارها اوساط الفرق الضعيفة لمقارعة وايقاف الفرق التي تلعب باسلوب هجومي شرس، واكثر ما جعل هذه الطريقة تندثر هو الانتقاد الكبير لها لأنها غير ممتعة وتقتل مباريات الكرة. كروجر في طريقه لإعادة الكاتيناتشيو للوجود مرة أخرى عبر المريخ وإن وجدنا له العذر امام البايرن للفوارق الكبيرة بينه وبين المريخ فما الداعي لتكرار التجربة امام زينت؟ آخر لمسة ننتظر من كروجر ان يترك طريقته العقيمة هذه وليعلم انه عائد للعب في دوري سوداني وسيواجه كمبالا سيتي وليس مانشيستر سيتي.