انعقدت بقاعة الصداقة صباح أمس فعاليات الدورة السادسة لمنظمة المرأة العربية واجتماع المجلس الأعلى السادس.. احتفى المكان وتزيَّنت القاعة الرئاسية بالحضور الأنيق الذي ضم الوفود المختلفة من الدول العربية الأعضاء في منظمة المرأة العربية، وكان معظمهم برئاسة ممثلات للسيدات الأول؛ والوفود من لبنان برئاسة الدكتورة فادية كيوان وموريتانيا برئاسة معالي وزيرة الشؤون الاجتماعية والطفولة السيدة/ عيش فال فرجس والعراق برئاسة السيدة سحر جابر عطا مستشارة في وزارة حقوق الإنسان ومصر ورئيسة الوفد السيدة السفير ميرفت تلاوي رئيس المجلس القومي للمرأة. والبحرين ورئيس السفير الشيخ راشد بن عبد الرحمن آل خليفة والجزائر رئيسة الوفد الدكتورة سعاد بن جاب الله وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا الأسرة وفلسطين برئاسة فريال سالم وعمان برئاسة معالي الشيخة عائشة بنت خلفان ومن جامعة الدول العربية برئاسة السيدة إيناس سيد مكاوي مدير إدارة المرأة والأسرة الطفولة ومن منظمة المرأة العربية وفد بقيادة الدكتورة شيخة سيف الشامسي ومن المغرب برئاسة الوزيرة بسيمة الحقاوي. كلمة الاجتماع بدأ الاجتماع بكلمة معالي الوزيرة مشاعر الدولب عضو المجلس التنفيذي للمنظمة عبَّرت فيها عن فخر البلاد باستضافة الضيوف الكرام وبانعقاد الاجتماع السادس للمنظمة العربية، وتؤكد التزام السودان الأصيل بدعم قضايا المرأة العربية والتزام السودان بمقررات وتوصيات اجتماعات المنظمة وتوصياتها ومخرجات منتدياتها الفكرية بحيث جعلتها من ضمن المرجعيات التي استند إليها في وضع الخطط والسياسات المتعلقة بالنهوض بالمرأة ومعالجة قضاياها. ولأجل النهوض بالمرأة وتمكينها على المستويين العام والخاص ومن هذه الآليات وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي.. وتلعب مؤسسات المجتمع المدني دوراً كبيراً في ذلك.. ومن القضايا الهامة التي يتضامن فيها السودان مع إخوته العرب مجال الصحة وتبنت الدولة إستراتيجية لخفض نسب وفيات الأمهات من خلال التوعية والاهتمام بالصحة الإنجابية، وكذلك تواصلاً للتمكين الاقتصادي للمرأة وتمكيناً لها وتخفيضاً لحدة الفقر ارتادت المرأة القطاعات الصناعية والتجارية واتاحت لها الدولة التمويل الأصغر ومؤسسات التمويل والمحافظ الخاصة بالمرأة لتمويل المشروعات الصغيرة وفي جميع ولايات السودان، وتبنت الدولة الجائزة الوطنية للأسر المنتجة وفتحت الآفاق لتسويق الإنتاج وفتحت المعارض لذلك.. وتحدثت عن تعاظم اهتمامات الدولة لمراجعة التشريعات الخاصة بالمرأة وتمت مراجعة «25» قانوناً بينهم قانون الأحوال الشخصية وقانون العمل وقوانين الخدمة المدنية.. علماً بأن السودان كان من أوائل الدول في منح المرأة لكثير من الحقوق منها حق التصويت وحق الترشح في الانتخابات ودخول أول امرأة البرلمان «1964م» وأصبحت الآن عضويتها «25%» في البرلمان والمجالس التشريعية.. وقالت إن ما تقوم به دولة السودان للنهوض بالمرأة جزء من الحراك العربي الكبير حتى تنهض الأسرة وينهض المجتمع العربي وتنهض بذلك الدول العربية وبمساهمة كل مواطنيها ويكون المعيار هو المواطنة.. وتؤكد كان نتاج تنسيق الجهود العربية والتي كان من أنجح مخرجاتها إنشاء منظمة المرأة العربية تنفيذاً لهذا التنسيق وهذا العمل المشترك.. أصبحت المنظمة العربية عنصرًا فاعلاً في المجتمع الدولي والإقليمي.. وهذه الاجتماعات اجتماعات المنظمة على المستويين الأعلى والتنفيذي لمناقشة قضايا المرأة لتحقيق نهضتها. وللوفود كلمة تحدثت من الأردن رئيسة الوفد موجهة حديثها إلى السيدة الفضلى وصاحبات المعالي ونقلت تحيات جلالة الملكة رانية العبد الله وتمنياتها للاجتماع التوفيق والسداد والشكر لشعب السودان للترحيب والضيافة وللسيدة الأولى اهتمامها المتميز بقضايا المرأة وللإعداد لهذا الاجتماع الذي يتزامن مع مرور المنطقة العربية وشعوبها بمرحلة حاسمة، ومع الحريات والحقوق التي نالتها المرأة في المنطقة العربية في الحياة العامة إلا أنه لا يزال هناك الكثير من العوائق الثقافية والاجتماعية تعوق تحقيق المواطنة الكاملة والمساواة.. قبل نصف قرن شاركت المرأة الأردنية في المجلس الوطني الاستشاري وفي أوائل السبعينيات من القرن الماضي احتلت المرأة الأردنية أول منصب وزاري، وأضافت أن بفضل الدعم المستمر من القيادة الأردنية تنعم المرأة الأردنية بفرص واسعة للمشاركة في الحياة العامة، وفي مستويات صنع القرار ولاشك أن المرأة العربية في عدد من دولنا العربية قد حققت مكاسب كبيرة، ولكننا لن نطمئن إلا بمواصلة المسيرة خاصة مع التقلبات التي تمر بها المنطقة العربية، ولايمكن أن نتغلب على المعوقات إلا بتعاون حكومي ورسمي وبشكل قرارات تساند تلك المسيرة وأن حركة التغيير ستنعكس حتماً على المرأة لذلك وجب الحرص وذكرت قبل أكثر من عشر سنوات تم إعلان تأسيس منظمة المرأة العربية في عمانبالأردن برئاسة جلالة الملكة رانية العبد الله وترأست جلالتها الدورة الأولى للمجلس الأعلى للدورة، واليوم ومع مرور السنوات وتغير المتغيرات وما يدور في عالمنا العربي هناك حاجة لمراجعة المنظمة العربية لإستراتيجياتها وبرامجها لأجل مواجهة تحديات اليوم. وعمل لجان من الدول العربية للعمل على تطوير هذه المؤسسة العريقة لتواكب المستجدات. وقدمت مقترحات بوضع إستراتجيات عمل للمنظمة من «2015م 2025م» وإعداد خطة عمل للمنظمة نابعة من هذه الإستراتيجية والمباشرة بها. ومن الجزائر تحدثت الدكتورة سعاد وتوجهت بالشكر للسيدة الفاضلة وداد بابكر على دعوتها الكريمة والامتنان للحفاوة والتنظيم، وللمنظمة الشكر لتمكينها للمرأة ودعت المنظمة أن تواجه التحديات برؤية جديدة وأن تزيل العوائق من أمام المرأة العربية. ومن العراق الأستاذة سحر جابر عطا نقلت تحيات الحكومة العراقية وما يمر به العراق وتأثر المرأة هناك بذلك والمجهودات التي تقدم من الحكومة العراقية من اهتمام بشؤون النساء بواسطة مؤسسات الدولة كافة وفي التشريعات والقوانين.. وتحدثت عن تمكين المرأة اقتصادياً في العراق ومشاركتها في صنع القرار.. ومن فلسطين الأستاذة فريال سالم التي بدأت حديثها بنقل تحيات السيدة أمينة عباس السيدة الأولى وقالت إنه لكي نصل إلى الهدف المنشود للمنظمة علينا وضع نصب أعيننا المتغيرات في العالم ومواجهة التحديات ونقلت تحيات المرأة الفلسطينية لأهل السودان. ومن لبنان تحدثت الدكتورة فادية كيوان رئيسة الوفد حيث نقلت تحيات سيدة لبنان الأولى السيدة وفاء سليمان إلى السيدة وداد وشكر جمهورية لبنان إلى السودان الشقيق وأن عنوان المؤتمر القادم المقام في السودان والمواضيع التي ستناقش فيه تجعله محطة مهمة ومنعطفاً هاماً في مسار المنظمة.. والأهم كان لقاء الإخوات العربيات والتداول والمشاورة وأننا عززنا التقارب فيما بيننا وبلادنا يسودها التوتر والعدو الإسرائيلي يزيد عدد مستوطناته في فلسطين المسلوبة. وطرحت تساؤلات عدة على الاجتماع وختمت بتحية المرأة السورية والمرأة المناضلة التي تعاني يومياً وتمر بظروف قاسية دون أن نقدم لها شيئاً بل ننتظر الآخرين ليفعلوا. ومن مصر تحدثت السفيرة ميرفت التلاوي ومن أبرز ما قالت إن القرارات والمواقف السيئة التي يقوم بها الرجال غالباً ما تكون ضحيتها المرأة. ومن جامعة الدول العربية كلمة ممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية السيدة إيناس سيد مكاوي؛ بعد الشكر والتقدير للسيدة الأولى نقلت تحيات الأمين العام لجامعة الدول العربية وتمنياته بالنجاح وتحدثت عن دور المنظمة واهتمامها بأوضاع المرأة في المنطقة وإطلاقها الإستراتيجيات الخاصة بالمرأة وبالتعاون مع المنظمة العربية.. وقدمت تقديرها لما تقوم به المنظمة من دور ونشاطها الدؤوب لأجل المرأة العربية وأضحت أهمية المرأة والاهتمام بها في جامعة الدول العربية وأن المرأة على رأس موضوعاتها دوماً. وأن هذه المرحلة التي يمر بها المجتمع العربي تتطلب توحيد العمل والتكاتف.. ولم تنسَ المرأة السورية ضرورة العمل لأجلها.. وتحدثت عن حماية المرأة من كل أشكال العنف وتبني الجامعة إستراتيجية لذلك مع كل الدول العربية، وذكرت آن الأوان لمناقشة قضايا المرأة العربية وبكل شفافية أن التحولات التي شهدتها المنطقة العربية جاءت تؤثر سلباً على المرأة ولا بد من حفظ حقوق المرأة التي حفظها لها الإسلام.. كذلك تحدثت رئيسة الوفد الموريتاني وسردت في كلمتها ما تحصلت عليه المرأة الموريتانية وما تسعى الدولة الموريتانية لتقديمه للمرأة. الدكتورة شيخة مدير المنظمة قالت إنه منذ بدء المنظمة عملت في نشاطات متعددة تصب جلها في تمكين المرأة العربية وتخليصها من الفقر والتهميش الاجتماعي وبناء قدراتها إضافة إلى اعداد الدراسات وتشجيع البحث العلمي والمنح وعن أهمية توعية الشباب بدور وأهمية المرأة العربية.. والاهتمام بالتمكين السياسي للمرأة والدورات التي تقدمها ومشروعات المرأة ودعم العمل الخاص بالمرأة وكذلك دعم المرأة في المهجر بالمعلومات التي تفيدها في موقعها وحياتها ومواكبتها. وبعد ختام الكلمات قدمت الأستاذة روضة الحاج قراءة شعرية كانت بردًا وسلامًا على الجلسة أثلجت الصدور وأرضت الحضور كلمة وألقاء كما كانت الأستاذة إسراء زين العابدين كعادتها متمكنة متألقة الأداء. ختامها مسك السيدة وداد بابكر وكان ختام الجلسة الافتتاحية للاجتماع حديث السيدة الأولى ورئيس المنظمة للدورة الحالية السيدة وداد بابكر حرم رئيس الجمهورية وبعد أن تسلمت شعار المنظمة من الدكتورة شيخة الشامسي كان ختامها مسك حيث خاطبت الجلسة ذاكرة أن من الأهداف السامية التي تتبناها المنظمة وتعمل على تحقيقها هي تنمية الوعي اللمرأة وتضع المنظمة أهمية قصوى لجعل قضايا المرأة من أولوياتها. ودعت لتبادل التجارب والقدرات لتحقيق تلك الأهداف السامية وتثمن جهود المنظمة تلك لأجل المرأة والشباب والدور الطليعي للمدير العام للمنظمة وأن هذه الجهود أدت إلى كثير من المكاسب للمرأة العربية وللنهوض بدورها وجعلتها شريكاً فاعلاً في التنمية واتخاذ القرار والدعوة لبذل المزيد من الدراسات وتكثيف الجهود.. تحدثت عن دور السودان وما قام به تجاه المرأة عبر الإستراتيجيات المختلفة وخطط النهوض بالمرأة إضافة إلى الخطط المختلفة سواء تلك الخاصة بالأيدز والتشرد وغيرها.. وكل المجالات الأخرى الصحة والتعليم وغيرها.. من دواعي الفخر أن يقام هذا الاجتماع بالسودان وأن المنظمة أسست لعهد جديد للمرأة، الآن تمر المنظمة بمرحلة تقييم ودراسة للأخطاء ومراجعة للاستفادة من التجارب.. وتحدثت في الختام عن المؤتمر الخامس بالسودان في يناير القادم.