عندما كنا نتحدث عن عودة ريمة لعادتها القديمة في استجلاب العضوية بنادي الهلال لم نكن نرجم بالغيب لأنه لا يعلم الغيب إلا الله ولكن كنا نتحدث من خلال دلائل تشير كلها الى انه لن تكون هناك انتخابات حرة ونزيهة بعد عودة العضوية المستجلبة التي يتم شرائها بالمال لتصوت لمن يدفع لها وليس للأكفأ والأجدر..! واليوم نحن لا نتحدث عن مؤشرات وتوقعات بل عن وقائع تحدث يومياً في مجال العضوية المستجلبة التي يعتبرها سماسرة العضوية ومقاولو الأنفار فرصة سانحة لتحقيق الاستفادة المادية من أثرياء الهلال والمتطلعين للمناصب الذين يريدون حكم الهلال بأموالهم وليس بأفكارهم وبرامجهم ومشاريعهم التي تجعل النادي في الوضع الذي يليق بتاريخه ومكانته وشعبيته التي تجاوزت العشرين مليوناً..! والمؤسف انه بعد كل الدمار الذي سببته عملية الاستجلاب والتي أفرزت أضعف وأسوأ المجالس فقد بدأت عضوية الحافلات والأمجاد في التوافد على النادي من مختلف انحاء العاصمة والذين يتم انزالهم في شوارع جانبية بعيدة عن النادي واحضارهم مشياً على الأقدام ليطلبوا ارانيك العضوية والتي يقوم بملئها نيابة عنهم السماسرة ورؤوس المجموعات في وجود بعض أعضاء النادي من المنتمين للتنظيمات ليقوموا بعملية التزكية للعشرات بل المئات لاكتساب العضوية بعد ان داسوا على الإجراءات والضوابط التي وضعت للحد من العضوية المستجلبة التي لم تر النادي في حياتها ولا يربطها به أي ولاء أو انتماء وكل ما يهمها هو الحصول على الأموال مقابل التصويت للجهة التي استجلبتهم ليبصموا على قائمتها ويذهبوا في سبيل حالهم بعد ان انتهت مهمتهم..! ونهار أمس اتصل بي هاتفياً مشجع الهلال الكبير أحمد العوض الذي نال عضوية الهلال في الستينات وهو في غاية الغضب والحزن لما شاهده من ممارسات فاسدة يقوم بها البعض بحشد أكبر عدد ممكن من الأعضاء لحصولهم على العضوية عن طريق الإغراء بالمال لصالح بعض الجهات، وقال انه شاهد امرأتين تقومان بتزكية عدد كبير من النساء المستجلبات اللائي يبدو انهن لا علاقة لهن بالهلال والرياضة ولا يعرفن عن النادي الذي يسعين للحصول على عضويته شيئاً..! ورغم مطالبتنا المستمرة بعدم تزكية أي عضو لأكثر من شخصين للحد من تسرب العضوية المستجلبة إلا ان عملية تزكية العشرات ما زالت مستمرة دون أي مراقبة أو تدخل من لجنة العضوية التي أدت القسم للالتزام بالاجراءات والضوابط التي تمنح العضوية لمن يستحقها وليس لمن يعتبر العضوية وسيلة للحصول على المال..! وكما قلت سابقاً وأكرر اليوم انه ليس هناك من سبيل لإيقاف العضوية المستجلبة وإطفاء نيران الحرب التي بدأت تشتعل بين البرير وصلاح إدريس والمحافظة على مسيرة الاستقرار والانجازات التي حققها مجلس الهلال الحالي إلا بالتمديد له لعام آخر بعد انتهاء فترته في مايو المقبل وبذلك يتفادى الهلال الصراع العنيف الذي سيدور على العضوية المستجلبة والذي ستنعكس آثاره وتداعياته على استقرار النادي والفريق الذي سيواصل الخروج من البطولات كما حدث في المواسم الماضية وعليه فإنه لا خيار لنا سوى الدخول في مراحل عملية لتنفيذ الفكرة التي طرحتها قبل عدة أيام في هذه الزاوية لعمل حملة لجمع ما لا يقل عن خمسة آلاف توقيع نقدمها لوالي الخرطوم ووزير الشباب والرياضة الولائي نطالب فيها بالتمديد لمجلس الحاج عطا المنان لعام آخر للمحافظة على استقرار النادي وتنفيذ الكثير من المشاريع المهمة التي ستضع الهلال على طريق التطور المنشود ولتفادي العودة لمجالس العضوية المستجلبة التي لم يجن منها الهلال سوى الصراعات والخلافات وتراكم الديون وفقدان البطولات وعشوائية العمل الحسابي وعدم المؤسسية والديمقراطية والتكريس للفردية والديكتاتورية في نادي ظل عبر تاريخه أنموذجاً للممارسة الديمقراطية السليمة في جمعياته العمومية ومجالس إداراته..