استنجد وزير دفاع جنوب السودان كوال ميانق بالبرلمان الجنوبي لاعتماد ميزانية إضافية للجيش تبلغ «500» مليون جنيه جنوبي ما يعادل «158» مليون دولار لمحاربة المتمردين بقيادة د. رياك مشار. وقال كوال لمراسل الأناضول: «البلاد بحاجة لهذا المال لمساعدة الجيش، فحملة مثل التي نقوم بها تتطلب الغذاء والوقود والأسلحة وغيرها من المتطلبات العسكرية للقوات». إلى ذلك اتهم المتمردون في دولة جنوب السودان حكومة بلادهم بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار عن طريق القيام بهجوم واسع تمكنوا في نهايته من استعادة مدينة «اللير» بولاية الوحدة النفطية، التي ينحدر منها زعيمهم رياك مشار. وقال المتحدث باسم المتمردين لول روي كونغ في بيان له إن القوات الحكومية ومليشيا حليفة لها دخلت المدينة ودمرت كل ما كان في طريقها، وأضاف أن قوات الرئيس سلفا كير أحرقت المدينة بكاملها وكل القرى المجاورة. في ذات الاتجاه قالت الأممالمتحدة، إن تقديراتها تشير إلى أن «3.7» ملايين من سكان جنوب السودان أضحوا بحاجة ماسة إلى الطعام نتيجة الحرب الأهلية الدائرة، وأكدت أن الذين باتوا بحاجة إلى معونات غذائية يمثلون ثلث سكان البلد. وقال منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في جنوب السودان توبي لانزر، ل «بي بي سي»، إن مهمة التعامل مع هذه الأزمة تتطلب توفير «1.3» مليار دولار. وقال لانزر إن الحرب كانت لها آثار مدمرة لاقتصاد البلاد نتيجة تخريب الأسواق والصعوبات التي يواجهها السكان في التنقل، وقال المسؤول الدولي: «لم يتوقع أحد في أواسط ديسمبر الماضي حجم المأساة التي نواجهها اليوم، ونحن نعمل كل ما في وسعنا لتجنب وقوع كارثة حقيقية»، وأضاف أن عدد الذين باتوا بحاجة إلى معونات غذائية يمثل ثلث سكان جنوب السودان تقريباً، وقال إنه في مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل، هاجم مدنيون مخزناً لمواد الإغاثة ونهبوه، مضيفاً أن معظم أعمال النهب ارتكبها أناس يشعرون بحاجة ماسة للمساعدات ولم يتمكنوا من الانتظار، وقال لانزر إنه من المشردين ال«863.000»، ما زال «740.000» في جنوب السودان بينما فر الآخرون إلى دول مجاورة. في اتجاه مواز لقي ما لا يقل عن «42» شخصاً مصرعهم وجرح آخرون في هجوم شنه رجال مسلحونو يرتدون الزي العسكري في مقاطعة مايوم بدولة الجنوب. وقال شاهد عيان ل «سودان تربيون» أمس إن عدداً من الجرحى لقوا حتفهم قبل تمكنهم من الحصول على الرعاية الطبية. وبالرغم من عدم إعلان جهة بعينها مسؤوليتها عن الحادث، فقد أكد مسؤولون محليون للمصدر أن الهجوم كان مخططاً له ونفذ بواسطة رجال يرتدون الزي العسكري ومدربون تدريباً جيداً على استخدام الأسلحة، فيما أكد محافظ قوقريال للموقع مقتل أكثر من «42» شخصاً وجرح آخرين، قائلاً: «عرفنا أن هناك هجوماً قد وقع أمس وكل المعلومات التي لدينا تشير إلى مقتل ما لا يقل عن «42» شخصاً وجرح آخرين».