يشهد التاريخ ان طه علي البشير قد لعب دوراً كبيراً ومهماً في تعيين مجلس الهلال الحالي مع اخوته من رموز الهلال وقياداته التاريخية التي تعتبر صمام أمان النادي ومرجعيته وملاذه عندما تدلهم الأمور حيث ظلوا في اجتماعات متواصلة لأكثر من شهر وتشاور مستمر مع السلطة الرياضية حتى اصدر الوزير قراره بتعيين مجلس التسيير.. كما بذل حكيم الهلال جهداً كبيراً في اقناع الباشمهندس الحاج عطا المنان بتولي رئاسة الهلال بعد ان اعتذر عنها بسبب الصراعات الادارية وحملات الهجوم التي تعرض لها ووصلت مرحلة اتهامه بالمريخية والتشكيك في ولائه للنادي الذي يجري حبه في دمه منذ سنوات صباه الباكر وشغلته السياسة وادارة العديد من المؤسسات الاقتصادية عن متابعته والإسهام الفاعل في دفع مسيرته.. وعقب تعيين المجلس واصل الحكيم دعمه المادي للمجلس الذي كان على ثقة تامة في قدرته على تخطي المشاكل والأزمات والعبور بالهلال نحو شواطيء الاستقرار والوحدة والانجاز ليشيد الحاج عطا المنان بتبرعه السخي ويصفه بأنه أكبر الداعمين للهلال الذي أرسل لمجلسه شيكاً على بياض في موقف يؤكد مدى حبه للنادي واستعداده لدعمه بأي مبلغ يكتب على هذا الشيك.. والغريب ان بعض الأقلام الهلالية حاولت تجريد تبرع طه علي البشير للمجلس المعين من أهدافه ومعانيه النبيلة بقولهم ان الهدف من تبرع طه هو الترويج لعودته لرئاسة الهلال وزادت على ذلك بأن تنظيم الصدارة قد عقد عدة اجتماعات وكون اللجان لحشد العضوية استعداداً لخوض الانتخابات وهو حديث لا أساس له من الصحة ولا علاقة له بالحقيقة من بعيد أو قريب وأذكر انني قد نفيت هذه المعلومة وقلت ان تنظيم الصدارة لن يشارك في اي انتخابات بعد ان وصل الى قناعة تامة ان العضوية المستجلبة التي يُعتمد عليها في العملية الانتخابية هي إفساد للذمم والضمائر وإفراغ للديمقراطية من كل قيمها ومعانيها وتحويلها الى سوق للنخاسة تباع فيه الأصوات وتشترى في وضح النهار وأكدت في مقالي ان طه علي البشير لن يترشح مرة أخرى لرئاسة الهلال بعد ان أدى ضريبة النادي من ماله وفكره وجهده لما يقارب الثلاثين عاماً تحمل خلالها أعباء الهلال الادارية والمالية الشيء الذي عبر عنه زعيم أمة الهلال الراحل الطيب عبدالله بقوله لقد حمل طه علي البشير الهلال على أكتافه لأكثر من عقدين من الزمان كان خلالها الداعم الأكبر للنادي، وأمس الأول اكد الحكيم في الخطاب البليغ الذي ألقاه في حفل تأبين الراحل العظيم عبد المجيد منصور صدق ما ذهبنا اليه منذ عدة اسابيع من انه لن يترشح مرة أخرى بعد ان أدى الضريبة لاتاحة الفرصة للوجوه الجديدة والأجيال الناهضة من أبناء الهلال لتولي المسؤولية مؤكداً ان توقفه عن العمل التنفيذي لن يؤثر على مساندته ودعمه لكل المجالس بالمال لأن هدفه ومبتغاه هو أن يكون الهلال دائماً قوياً وشامخاً ومنتصراً في كل المجالات.. وأمس كتب الأخ الأصغر أمير عبدالماجد رئيس تحرير الزميلة «الأسياد» في زاويته على «مقاعد المتفرجين» مايلي: «أمس في تأبين كبير الهلال طلب طه علي البشير من الوزير صراحة أن يمدد لمجلس الهلال.. قال للوزير مدد للمجلس ده.. غايتو طه دي اتقطع فيها.. كهلالي بشعر طوالي انو طه ده بعبر عن نفسو وعن اشواقو وماضيهو لا من يجيهو شعور مختلف لازم يعترف بيهو.. هلالاب معترفين.. بهذا وبوضوح.. أقر واعترف انو طه في الحتة دي عبر عني.. أول مرة يعبر عني.. ودي مناسبة الزول لازم يحتفي بيها.. طه بقى يعبر عن قاعدة الهلالاب.. غايتو رفع الدعم عن المحروقات خلانا فهمنا حاجة.. طه بقى يعبر عننا»..!! ورغم ان حكيم الهلال لم يتحدث يوماً عن نفسه أو يمتن ويتفاخر بما قدمه للنادي فان ما ذكره الأخ أمير عن تعبيره عن نفسه واشواقه وماضيه يجافي الحقيقة ولا علاقة له بشخصية طه الذي كان يعبر في كل كلمة يقولها في اجتماع أو ندوة أو تصريح عن جماهير الهلال التي تحمل في سبيلها كل ما تعرض له من سباب وتجريح ونقد غير موضوعي.. وطبيعي جداً ان يطالب طه بالتمديد للمجلس الذي شارك في تكوينه وسانده ودعمه حتى التفت الجماهير حوله وأصبحت المطالبة بالتمديد له مطلباً شعبياً عبر عنه طه كما عبر عن رفض الجماهير لسياسات مجلس البرير في ادارة النادي في العام الماضي بنادي الهلال والذي عكس ما يدور في دواخل الجماهير تجاه المجلس السابق.. وهكذا يعبر طه دائماً عن مطالب الجماهير وليس عن نفسه وأشواقه.. وأخيراً اذا لم يعبر طه عن الجماهير بعد كل هذا العطاء المتصل لثلاثة عقود فمن الذي يعبر عنها؟ واذا كان طه يتحدث عن نفسه وعطائه فماذا يمكن أن نقول عن صلاح ادريس والكاردينال اللذين لم يتوقفا يوماً عن الحديث عن نفسيهما وأعمالهما وانجازاتهما..! ويبقى السؤال المهم جداً لماذا كل هذا الهجوم على رجل أعطى الهلال بلا حدود وترك الجمل بما حمل ولم يجد غير الجحود والنكران في المجتمع الأزرق الذي عرف عبر تاريخه بالوفاء والتقدير لكل من يبذل في سبيله حبة عرق..!