لقد ظل العالم يتفرج على أطول مسلسل وهو مسلسل كريه تفوح منه رائحة النتن. يُدخل الحزن كل يوم بما يُشاهد من القتل والسحل. ظل هذا المسلسل الذي يعد من أطول المسلسلات أو قل أطول مسلسل ويعرض على شاشات التلفزيون وتتبعه الإذاعات سادتي اسم هذا المسلسل (الاغتصاب) فيلم غير إنساني يتفرّج عليه الناس بكل رضى. ظل مسلسل الاغتصاب يعرض منذ (1948م). إن مسلسل اغتصاب درة الإسلام فلسطين بلغ الذين ولدوا معه سن الستين وزيادة. إن هذا المسلسل غير الإنساني ينبغي أن يقف اليوم قبل غدٍ. هناك مبررات لغير المسلمين أن يتفرجوا على هذا المسلسل ويطلبون أن تمتد الحلقات. ذلك لأن المسلسل تشرف عليه وعلى تنفيذه وإخراجه قوى الشر المتمثلة في التنصير والاستشراف والاستعمار والصهيونية العالمية. وهي أخطر المؤسسات التي تعمل على هدم الإسلام من حيث المعاني والمباني. وهي عندنا قوى شر شرسة على الإسلام. وما الهجمة الصليبية المعاصرة إلا امتداداً يهدف لاستمرار هذا المسلسل الوقح. وقضيته أن العالم الإسلامي يصنع أسلحة الدمار الشامل (قضية العراق). والحصار المضروب على العالم الإسلامي مقصود منه تحقيق أطماع الغرب لم يقتنع بأن زرع إسرائيل في قلب العالم الإسلامي ولم يطمئن أنه دق اسفيناً في قلب الوطن الإسلامي. فلا بد أن يطول المسلسل زمناً ومكاناً ويبدو أن احتلال إسرائيل ما فتح شهية العالم الغربي حتى يمكنه من ثم ازدراد ما تبقى من أراضي العالم الإسلامي. والسؤال من يضع حداً لهذا المسلسل؟ ومن يقف أمام هذه الهجمة الشرسة. أمل ضعيف في قادة العالم الإسلامي أن يقفوا أمام هذا المسلسل. قادة العالم الإسلامي لا سيما الجزء العربي يصرحون في أجهزة الإعلام بما يدل على أن المسلسل يستمر ما دامت الزعامات الآن تقود العالم الإسلامي. هذه الزعامات التي فرضت نفسها على العالم الإسلامي وليتها عملت لصالح الوطن الإسلامي ولكأنهم يقولون لا بد أن تحفظ الولاياتالمتحدة الأمن في العالم هم يعهدون للذئب بحماية الغنم. إن العالم الإسلامي الآن يتم خنقه وتطويقه وتطويعه بغية أن يستمر المسلسل، فالناظر إلى خريطة العالم الإسلامي بجدة الآن فقد فقد السيادة على أراضيه القواعد الحربية تنصب في شرقه وغربه بهدف أن تضرب من هذه القاعدة أهدافاً عربية وإسلامية. لقد هدفت مؤسسات التنصير الاستشراف والاستعمار والصهيونية العالمية إلى: 1/ القضاء على الإسلام في نفوس المسلمين واتخذوا لذلك وسائل عديدة في الثقافة والتعليم والإعلام. 2/ القضاء على وحدة العالم الإسلامي واعتبروا التبشير بالنصرانية شيئاً مهماً في كسر شوكة الوحدة الإسلامية. 3/ محاولة وقف انتشار الإسلام وهو هدف لأن الإسلام ينتشر والمسيحية تنسحب وحاولوا أن يقفوا سداً أمام انتشار الإسلام. 4/ حتى يستمر المسلسل في أرض الإسلام وعلى رأسها فلسطين تسببت المؤسسات الثلاثة المشرفة على المسلسل في إدخال هزيمة نفسية في نفوس المسلمين. 5/ ظلت العلاقة مربوطة بين هذه المؤسسات ولا سيما بين التنصير والاستعمار. إن معظم قادة الغرب النصراني كانوا أعضاء في حركات التنصير وهذا يدل على مدى التعاون بين التنصير والاستعمار. 6/ خدمة الصهيونية العالمية من أهداف المؤسسات التي رعت ولا زالت ترعى هذا المسلسل خدمة للحركة الصهيونية. لقد قامت النصرانية بدور خطير وكبير بالتمهيد لهذا المسلسل المسيء والنتن والوقح تحت اسم (الاغتصاب) اغتصاب فلسطين وأخذها من أهلها وتشريدهم وتسليمها لليهود حسب وعد بلفور عام (1917م) الذي يعبر عنه الذي لا يملك بلفور أعطى ما لا يستحق اليهود. 7/ إنشاء جيل من المسلمين يحب ويحمل أفكار الغرب وهذا الجيل هو الذي يساعدهم في استمرار هذه المشاهد القذرة التي نراها في العالم الإسلامي من خلال شاشات التلفزيون. 8/ تحاول قوى الشر متمثلة في الولاياتالمتحدة وإنجلترا.. إلخ. التنفيس عن الصليبيين وذلك نتيجة للهزائم التي مني بها الصليبيون طوال القرنين السابقين. وحتى يقف هذا المسلسل الذي يرنو أن يكون مسرحه العالم الإسلامي كله بدلاً من فلسطين لا بد من العودة إلى المبادئ التي لولا غيابها ما وجد أعداء الإسلام هذه الفرصة لجعل العالم الإسلامي مسرحاً يفعلون فيه ما يريدون. ولا بد من قيادات زاهدة في الدنيا مقبلة على الآخرة. إذاً لا بد من عودة الإسلام لقيادة العالم والعالم الإسلامي بالذات. عندها فقط سيقف هذا العرض وهذا المسلسل الوقح الذي دام زهاء الستين عاماً. ولقد عبر أحد الغربيين المنصفين بقوله لو كان محمداً موجوداً لحل مشكلات العالم على فنجان قهوة. ووجود محمد صلى اللَّه عليه وسلم يعني لو كانت مبادئ محمد صلى اللَّه عليه وسلم موجودة هذا هو المعنى. فالمبادئ بين أيدينا يمكننا أن نحل بها مشكلاتنا ومشكلات العالم.