لأن هيثم مصطفى كابتن الهلال وقائده السابق كان مستهدفاً ومحارباً من مجلس البرير والمدرب غارزيتو فقد دافعنا عنه بقوة وقاتلنا في سبيل بقائه بالهلال وطالبنا بعدم التفريط فيه احتراماً لتاريخه وعطائه ودوره الكبير في قيادة الفريق لكل الانتصارات والانجازات الداخلية والخارجية خلال السبعة عشر عاماً التي قضاها في رحاب النادي الأزرق.. ورغم تدخل كبار الهلال ورموزه بقيادة طه علي البشير والفريق عبدالرحمن سرالختم ومولانا أحمد حسب الرسول ومطالباتهم ورجاءاتهم ومناشداتهم لمجلس الهلال بمعالجة موضوع هيثم داخل الأسرة فقد أصر مجلس الإدارة على شطب هيثم لتصفية حسابات شخصية ودون اي اعتبار لردود الفعل والتداعيات التي فجرت أكبر انقسام جماهيري في تاريخ النادي والذي تسبب في نسف استقراره ووحدته وحوله الى مرجل يغلي بالصراعات والخلافات التي أدت لفقدان الفريق لبطولة الدوري التي احتكرها لسنين طويلة وخروجه من دور ال 32 لبطولة الأندية الافريقية لأول مرة منذ فترة طويلة وهي مسائل كان من الممكن تجنبها لو عالج مجلس الهلال الموضوع بحكمة بعيداً عن العناد والتحديات في هذه القضية التي كان الهلال ككيان وجماهير وفريق هو الخاسر الأكبر فيها.. وعقب شطب هيثم بذلنا جهداً كبيراً للحيولة دون توقيعه للمريخ حتى لا يمسح تاريخه العظيم في الهلال الذي بناه بفنه وجهده وتضحياته ويفقد المكانة الكبرى التي احتلها في قلوب الجماهير التي أحبته بصدق وأطلقت عليه الألقاب بعد أن أمتعها وأطربها بتمريراته الذكية التي أحرز منها المهاجمون مئات الأهداف خلال هذه المسيرة الطويلة وقد أصر هيثم في لحظات الغضب والانفعال من انهاء تاريخه في الهلال بهذه الطريقة المهينة على التوقيع للمريخ لإثبات انه لا زال قادراًعلى العطاء وان شطبه كان للمكايدة ولتصفية حسابات شخصية وليس لأسباب فنية كما أدعى المجلس وغارزيتو الذي كان مخلب القط في هذه الجريمة والسبب الأساس في إشعالها وتفجيرها باستفزازاته المتواصلة لهيثم والحط من قدره ومكانته بإخراجه من التشكيلة الأساسية واستبعاده من دخول المعسكرات والسفر مع الفريق في الرحلات الخارجية ومطالبته بالتدريب مع الشباب بعد ما يقارب العشرين عاماً من العطاء المتواصل للنادي، ولأن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله فقد دفع غارزيتو الثمن بتخلص مجلس الهلال عنه بطريقة اعتبرها غير لائقة في حقه كمدرب كبير وبعدم منحه مستحقاته وكما يقول المثل السوداني «التسوي كريت في القرض تلقاهو في جلدها».. واعتقد ان هيثم لو تخلى عن الإحساس الفظيع بالظلم ورفض التوقيع للمريخ أو ارتداء شعار أي فريق غير الهلال لأصبح بعد ذهاب مجلس البرير بطلاً أسطورياً واستقبل بنادي الهلال استقبال الفاتحين ولعاد الى موقعه كقائد للفريق وهامته تحيط بها أكاليل الغار والفخار لصموده وثباته على المباديء من أجل الهلال وجماهيره التي أحبته وساندته وبشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ النادي الطويل.. والمؤسف انه بعد كل التضحيات التي قدمها هيثم بالموافقة على اللعب للمريخ استبعده الخواجة كروجر من دخول المعسكر والتشكيلة التي لعبت مباراة كمبالا سيتي والتي خسرها المريخ وتأكد من خلالها أهمية وجود هيثم في فريق يفتقد للقائد وصانع الألعاب لتتجدد جراحه من الهلال والمريخ وهو الذي يعتبر أفضل من أنجبته الملاعب السودانية في العقدين الأخيرين ولكنه زمن الجحود والنكران وحتى لو تمت معالجة مشكلة هيثم في المريخ والتي تحتاج إلى جهد كبير فإنه سيبقى غريباً على مجتمع المريخ مهما وجد من المعاملة والإشادة لأنه نما وترعرع وأزهر وأثمر في الهلال الذي سيبقى الى الأبد في دواخله رغم جرح الكرامة الذي ما زال غائراً في نفسه..! وأخيراً لا نملك إلا ان نقول لك الله يا هيثم وأنت بين ناري الهلال والمريخ رغم كل ما قدمته للناديين والذي لم يجد ما يستحقه من التقدير والوفاء..!