بعد توقيع اتفاقية نيفاشا التي نزعت فتيل الحرب بين الشمال، اتجهت إسرائيل الداعم للحركة الشعبية إلى دارفور لزعزعة الاستقرار ولخلق بؤرة مشتعلة تهدد أمن واستقرار السودان فوجدت ضالتها في حركات دارفور المسلحة التي هي صناعة إسرائيلية. فعبر الحركة الشعبية دخلت إسرائيل إلى دارفور وقد اعترف ياسر عرمان القيادي بالحركة الشعبية بأنه كان المسؤول عن ملف الحرب في دارفور، دفعها إلى دعم الحركات المسلحة في دارفور هدفها في إسقاط نظام الإنقاذ. فقد طالب نتنياهو الكونغرس الأمريكي بإسقاط كل الأنظمة في الشرق الأوسط وبالتحديد النظام السوداني، وساعدها في خلق دارفور بؤرة مشتعلة تدفق الأسلحة على دارفور منذ أيام الحرب الأهلية التشادية. فقامت إسرائيل بدعم التمرد في دارفور فاتصلت بالحركات الدارفورية المتمردة ورتبت إريتريا لقاءات بين الحركات وإسرائيل ولاحتواء الخلافات التي نشبت بين الحركات المسلحة الدارفورية أعدت إسرائيل وساهمت في وضع خطة سياسية لتحالف الحركات تمت صياغة تلك الخطة في الخارجية الإسرائيلية ولإنفاذ الخطة التي تحتاج للمال جمعت إسرائيل عبر اللوبي الإسرائيلي التبرعات من الجماعات اليهودية في الولاياتالمتحدة وعن طريق إريتريا رتبت لاجتماع التحالف الفيدرالي وتم الاجتماع بين التحالف ومسؤولين إسرائيليين في السفارة الاسرائيلية بكينيا. وذهبت إلى أكثر من ذلك إذ أنها أرسلت بعثة طبية اسرائيلية إلى معسكرات اللاجئين السودانيين في تشاد فاجتمعت البعثة مع مواطنين لاجئين سودانيين فاسرائيل استطاعت أن تصل بمشكلة دارفور إلى مجلس الأمن عبر جماعات المنظمات والضغط من أوروبا الغربية وأمريكا في الوقت الذي لم تصل فيه مشكلة الجنوب إلى مجلس الأمن.. فمن مجلس الأمن خرجت قرارات كادت تعصف بسيادة الدولة السودانية وما المحكمة الجنائية الدولية وقراراتها المعيبة والظالمة التي لم تستند إلى قانون إلا واحدة من صنع اسرائيل فأحداث دارفور تحركها اسرائيل مستغلة اللوبي الاسرائيلي في المؤسسات الدولية بدءاً بالمحكمة الجنائية وانتهاءً بلجنة حقوق الإنسان. صحيح أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الحركات المسلحة المتمردة في دارفور والحركة الشعبية لكن الداعم الأول هو اسرائيل فبعض قادة الحركات الدارفورية كانوا على اتصال مع المسؤولين الاسرائيليين وأظن اللقاء الذي تم في أسمرار بين الجنرال بنيامين يوشع نائب مندوب (الموساد) وعبد الواحد محمد نور تأكيد على العلاقة الوثيقة بين اسرائيل والحركات المسلحة. بل إن المتمرد عبد الواحد محمد نور افتتح مكتباً لحركته المتمردة في تل أبيب. بل ولأول مرة في تاريخ السودان يدخل سودانيون إلى اسرائيل. فالمتمرد عبد الواحد محمد نور أدخل عدداً من أبناء دارفور إلى اسرائيل وهنا يبدو سؤال لماذا اسرائيل في دارفور؟ اسرائيل تهدف إلى إنفاذ مخطط يؤدي إلى تفكيك السودان إلى دويلات. ويبدأ تنفيذ هذا المخطط من دارفور ثم الشرق ثم جنوب كردفان والنيل الأزرق. هذا هو مخطط اسرائيل للوصول الى غايتها الكبرى الهيمنة على المنطقة لصالحها، لكن بقراءة خارطة الواقع الآن نجد أن المخطط الاسرائيلي قد سقط تماماً فإريتريا اليوم ليست إريتريا 2002 وتشاد اليوم ليست تشاد 2007م فالعلاقة السودانية مع إريتريا وتشاد أصبحت علاقات جوار مبني على المصالح المشتركة علاقات إخاء بين شعوب فصلتها الحدود السياسية لا الحدود الجغرافية. فالحركات المتمردة تحولت إلى مليشيات مرتزقة تؤجر بالمال لتحارب في دولة الجنوب أي أن السبب.. فالعدل والمساواة التي تحارب مع سلفا كير هي النهاية.. مليشيات مرتزقة والحركات الأخرى تحولت إلى عصابات للنهب والسلب. عصابات لترويع المواطنين من دارفور. فسقط الرهان الإسرائيلي في دارفور. «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين».