عثرت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على جثث ما لا يقل عن خمسين شخصاً في شوارع مدينة ملكال بدولة الجنوب. وقال المتحدث باسم القوة الدولية جو كونتريراس أمس في تصريحات لصحيفة «جورتونج»: «هناك فوق ذلك عمليات تخريب فى كل مكان طالت أيضاً أحد البنوك فى المنطقة». وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن أطباءها عالجوا خلال الأيام الماضية أكثر من «150» جريحاً بالمدينة. في وقت كشف جيش جنوب السودان أنه يستعد لشن هجوم لاستعادة مناطق خارجة عن سيطرته بملكال عاصمة ولاية أعالي النيل، بينما أفاد مسؤول بالولاية أن نحو «150» مدنياً لقوا مصرعهم غرقاً في النيل أثناء محاولتهم الفرار من القتال. وقال المتحدث باسم جيش الجنوب فيليب أقوير إن جيش الحكومة يتقاسم مع المتمردين السيطرة على ملكال، مضيفاً أنه يمكن توقع إطلاق النار بالمدينة في أية لحظة، وأوضح أن الجيش الحكومي يعد العدة لشن هجوم بهدف استعادة المناطق التي يسيطر عليها المتمردون بقيادة النائب السابق للرئيس رياك مشار. واتهم المتمردين بقتل عدد من الأشخاص في مستشفى وكنيسة بملكال، دون أن يوضح ما إذا كان بين القتلى عسكريون. ومن جهته، قال وزير الإعلام مايكل ماكوي لرويترز، إن هناك جيوب مقاومة في ملكال، مؤكداً بدوره أن المدينة مقسمة بين القوات الحكومية والمتمردين. فرار وغرق قال مسؤول في ولاية أعالي النيل، إن نحو «150» مدنياً لقوا مصرعهم غرقاً في نهر النيل، بينما كانوا يحاولون الفرار من القتال الدائر بين الجيش الحكومي والمتمردين في ملكال. وأوضح وزير الإعلام في أعالي النيل فيليب جابن لوكالة الأناضول عبر الهاتف، أن الكثير من الأشخاص الذين كانوا يهربون من مدينة ملكال، حاولوا عبور نهر النيل، لكن المتمردين الموالين لمشار أطلقوا النار على قواربهم، فقفزوا في الماء وغرقوا، ووفقاً للمسؤول الحكومي فإن هذه الحوادث المميتة وقعت يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين عندما هاجم المتمردون من مكمنهم القوارب وأطلقوا النار على الناس، فأجبروهم على القفز في المياه. وأضاف قائلاً: «رأيت بعض الجثث تطفو على سطح الماء»، فيما قدر أن نحو «150» شخصاً لقوا حتفهم، من بينهم الرجال والأطفال والنساء. الجدير بالذكر أن الحادثة هي الثانية عقب غرق «300» مدني أثناء فرارهم من القتال منتصف يناير الماضي. دعوة للوحدة وفي ذات الاتجاه دعا نائب رئيس جمهورية جنوب السودان جيمس واني إيقا إلى التمسك بالوحدة، خاصة في هذه الفترة الحرجة التى تمر بها بلاده، مؤكداً أن حكومة جوبا تسعى لتقديم الخدمات اللازمة والإسراع في عمليات التنمية لرفاهية المواطن. وناشد إيقا خلال لقائه مع مواطني مقاطعة كاجوكيجي جنوب العاصمة جوبا وفقا لموقع صحيفة «المصير» بجنوب السودان أمس، الانخراط فى الزراعة والعمل لاستعادة الاستقرار والتنمية بالبلاد، مطالباً بضرورة الإسراع في تقديم المساعدات للنازحين الذين فروا من ولاية جونقلى إلى مقاطعته، موضحاً أن النازحين يواجهون ظروفاًَ قاسية، خاصة أن فصل الصيف على الأبواب، وأن عدد النازحين بلغ أكثر من ألفي شخص. هجمات وفي سياق متصل كشف وزير الإعلام المكلف بولاية واراب بجنوب السودان بول ضل أن ولايته شهدت هجمات من قوات قوامها «1500» هاجموا مقاطعتي تونج الشمالية وتونج الشرقية، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين، ونهب نحو أربعة آلاف رأس من البقر والماشية. وأشار إلى أن المواطنين قاموا بقتل «120» من عناصر القوات المهاجمة، واستولوا على أكثر من خمس عشرة قطعة سلاح، كما أصيب أكثر من «16» مواطناً يتلقون العلاج بالمستشفى، بينما توفي «7» آخرون. وقال بول إن حاكم ولاية الوحدة المكلف وجه كل الولايات التي تقع على الحدود مع ولايته بأن تكون على أهبة الاستعداد لصد الهجمات. قلق دولي أعرب أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون عن قلقه البالغ إزاء تقارير عن تجدد القتال العنيف في مدينة ملكال في ولاية أعالي النيل بجنوب السودان لما لها عواقب وخيمة على السكان المدنيين. وحثَّ مون في بيان صدر في نيويورك أمس، جميع أطراف النزاع في جنوب السودان إلى احترام حقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني وضمان حماية المدنيين، مشدداً على ضرورة تقديم المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت ضد المدنيين هناك إلى المحاكمة. وأكد مون ضرورة تنفيذ الأطراف لاتفاقيات وقف الأعمال العدائية وتصويب أوضاع المعتقلين التي وقعت يوم «23» ديسمبر والتعاون الكامل مع آلية الرصد والتحقق التابعة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية «إيقاد» التي تقف الأممالمتحدة على أهبة الاستعداد لدعمها. ودعا الأطراف إلى الانخراط في مفاوضات سياسية جادة باعتبارها الوسيلة الوحيدة لتحقيق السلام في جنوب السودان.