نتيح الفرصة مرة أخرى لحبيبنا الصوفي أمير بدوي في شهادته لصالح والي الجزيرة كما يلي : ينبغي للإعلامي أن يكون له لسان مخزون، وقوله موزون، وقلبه محزون، وفكره يتجول فيما كان وما يكون، جميل المنازعة لا يتحدث إلا بالصدق، وعندما يكتب عليه أن يتذكر أن الكلمة قد تهوي بصاحبها سبعين خريفاً في جهنم. يروى أن الشيخ المكاشفي وصف الجزيرة «بامرأة رجلين»، يعني النيل الأزرق والنيل الأبيض، فلولا فلاحة الجزيرة لما جمعت بين عنفوان الأزرق الهادر والأبيض الهادئ الوادع، وعرف أهلها الثروة منذ خمسينات القرن الماضي، وآثروا تقسيمها رغم الخصاصة. وفي عهد الفريق سر الختم ونائبه ووزير ماليته تقزم دورها، وفقدت هيبتها، وأصيبت بفيروس العصبية والجهوية .. وبدأ تدهور مشروع الجزيرة بدخول مؤسسة الحفيرات العريقة قاعات المحاكم عام 2006م، فدفعت القيادة بأصلب الرجال وأصدقهم بروف الزبير بشير طه والياً لها، وهو يمضي يمنة ويسرة على خطى الشهداء عابر السلام سليمان والمشير الزبير محمد صالح ورفاقهم الأماجد، وعرفته توريت وهو أكثر زهداً، لكن عهد الشهداء والواجب الديني فرض عليه قبول التكليف. عندما حضر للجزيرة وجد خزنتها عنكبوتية ، ومديونية مليارية، وخدمة مدنية خربة، وتعرض لمعارضة نفسها شيطاني مطالبة بإعفائه بمسوغ أن أقوى رجاله أزهري خلف الله جاء لتصفية حساباته مع سدنة سر الختم لأنهم قبلوا استقالته في اجتماع مكتبهم القيادي، وأفلحوا في إبعاده عن الجزيرة وحرموها من خبرته وكفاءته وعطائه. وزجوا بمكر ودهاء ببروف الزبير وودبدر في صراعهم وسعوا لنصب الكمين للمستشار عبد الله محمد علي الذي أحسن إليهم وقرّبهم من الوالي.. أما الطاقم المتميز الذي اصطحبه معه للجزيرة فقد أخلص وصدق، وعمل بضمير مع البروف، وكان له الفضل في نجاح برنامج الوالي الخدمي والتنموي والسياسي الذي حقق نتيجة مشرفة في الانتخابات السابقة. وبعد مغادرته عادوا لحظيرة الحزب في جلسة «ما منظور مثيلا» وأعلنوا مساندتهم لحكومة البروف، متسربلين بعباءة الوفاق ووحدة الصف الوطني من أجل المحافظة على الاستوزار وعودة عهدهم الذي «ابتسم لهم فيه الحظ في ودمدني».... وقد استطاع بروف الزبير ووزير ماليته صديق الطيب ضبط المال العام بجهود شاقة، وقفزت إيرادات الولاية وأفلح وزير المالية في توفير آليات للطرق وتمت زيارات الوالي الميدانية لقرى أبوقوتة «غير المعلنة»، والتي فاقت الاثنين وخمسين زيارة، وكانت خيراً وبركة كفكفت الدمع، ووفرت مياه الشرب، وسجلت الولاية أعلى معدلات التنمية في ولايات السودان، ونقل معتمد أم القرى المحلية من الريف إلى المدينة فأحرزت المركز الأول في ملحمة السيول والامطار بصورة أدهشت كل من زار المحلية وألسنتهم تلهج بالشكر والتقدير والإشادة، فهو رجل مرتب وذكي وله أفق سياسي عال وقد أدار مع المهندس أزهري خلف وعبد الله محمد علي ومجموعتهم معركة الانتخابات الأخيرة بحنكة ونهج متقدم أثمر النتيجة التي شرفت الجزيرة وبروف الزبير، وهذا هو ما جلب له الحسد والغيرة من سدنة سر الختم، وأكد ذلك حديث رئيس تشريعي أم القرى المثير للجدل، والمقيم في موقعه منذ عهد سر الختم، حيث ذكر في حوار صحفي معه أنهم التقوا بالكامل وقال لهم إن معتمد أم القرى عند الوالي صحابي والله المستعان أصبروا عليه لحدي ما يقنع منه. وعندما امتطى بروف الزبير فرس الجهاد إلى أبو كرشولا قالوا عنه إنه درويش حائر ومتهرب من إدارة الولاية وعليه مغادرتها ليتركها لهم. ونسوا أن المجاهد بروف الزبير رمزيته كانت مهمة في ميادين العزة وحضوره أشعلها حماساً وأنه بعد أحداث اثنين مدني الأسود الذي كشف عورتهم وكذلك معركتهم مع صديق الطيب التي فضحت أمرهم وإثارتهم الإعلامية لأحداث أم القرى، وما حدث في اتحاد عمال الحصاحيصا الذي كشف حالهم فقد وضع بروف الزبير ممارساتهم تحت عدسة مجهره الأكاديمي وعلم النفس الأخلاقي وهي العدسة التي هيأت له بيئة صالحة وتربة خصبة لزراعة حكومة جديدة تشبه الجزيرة والمرحلة، وتعز البروف والأمة وتمطر خيراً وبركة، ونماءً واستقراراً، ووعداً وقمحاً وتمني لقلب السودان، فالضجة الإعلامية المفتعلة، والإثارة المغرضة حول البروف لقتله معنوياً هي غاية سدنة سر الختم التي تبرر إقامتهم الدائمة في مواقعهم التي ابتسم لهم فيها الحظ سنين عددا، ومشهد الجزيرة يطرح سؤالاً مشروعاً هو: هل ينجحون هذه المرة في السيطرة على مفاصل الجزيرة، ويجعلون بروف الزبير تحت رحمتهم ويحتفظون بابتسامتهم، أم يغادروا الاستقرار ويدعوهم بروف الزبير بصورة تذكارية. أمير بدوي النور - ولاية الجزيرة - أبو عدارة