تسرقنا الحياة إلى أقصى مدى ولا ننتبه إلى عدادات الخير والشر التي لا تفوت مثقال ذرة الى أن يضمنا قبرًا مظلمًا وباردًا بين جنباته! نفيق عندها ونحن نتمنى أن تتطاير صفائحنا إلى اليمين فقط ونتناسى النقاط السوداء التي تنافسنا على جمعها! نجعل من الدنيا ساحة عراك يغرينا فيها العسل الوهمي فنستبيح كل أنواع الشر فنأذي ونكذب ونقتل ونسلب ونتآمر وننافق ونظلم وندوس بأقدامنا على كل ضعيف.. نتوضأ لنصلي ونحن نفكِّر في كيفية إيذاء شخص آخر.. ننسى قدسية الصوم فنأكل لحم بعضنا دون أن نشبع.. نفكّر في الحج لأجل المباهاة ونعود لنواصل ما كنا نعمل ولقب حاج يسبقنا.. نطمع في قطم المزيد من كعكة الآخرين ونخبىء نصيبنا في أنانية مستشرية وننسى أن نفكر في ما تبقى لنا من عمر هل يكفينا لنستغفر أم يأتينا الموت على غفلة وندّعي أننا تفاجأنا فنبكي عندما نرى ملك الموت ونطلب الرحمة التي حرمنا غيرنا منها ونحن ندب في الأرض دون أن تقرأ الفاتحة على قبور المسلمين، لا نملك المقدرة على إعطاء الحياه تنهيدة راحة تشملها نظرة رضا؛ لأننا لم نعرف يومًا الصلاة الخاشعة التي تنتهي بالتصاقنا على الأرض في تواصل وجداني لا يوصف، الانغماس بين صفحتي المصحف دون الشعور بالوقت إحساس حرم الله منه الكثيرين ويا لها من راحة التي تعقب انتهاء تلاوة الصباح واستغفار المساء، تنعم بالرضا وتسأل سؤالاً حائرًا لماذا ننسى أننا سنموت؟!!.