أواصل عرضاً لبعض الفقرات الموجزة مما تضمنه الكتاب القيِّمٍ في بابه الموجز المختصر الذي جمع موضوعات كثيرة، على درجة عالية من التوثيق في المعلومات والنقول، مضمونه: توجيه أسئلة وإلزامات «عقلية» للرافضة الشيعة؛ وبتجردهم وإجاباتهم عن تلك التساؤلات والتزام الإلزامات فإنهم سيوفقون لأن يسلكوا طريق الحق الواضح الذي لا يتضارب ولا يتناقض، وهذا ما حصل بالفعل وعنوان الكتاب المتاح في تنزيله من شبكة الاتصال «الإنترنت»: «أسئلة قادت شباب الشيعة إلى الحق» لمؤلفه الشيخ سليمان الخراشي، وقد رأيت أن أعرض بعض تلك التساؤلات والإلزامات، محبة للخير لمن قد يغتر بمذهب الشيعة الرافضة سائلاً الله تعالى أن ينفع بها، فمن تلك الإلزامات ما يلي: * من المعلوم أن الحسن رضي الله عنه هو ابن علي، وأمه فاطمة رضي الله عنهما، وهو من أهل الكساء عند الشيعة، ومن الأئمة المعصومين، شأنه في ذلك شأن أخيه الحسين رضي الله عنه، فلماذا انقطعت الإمامة عن أولاده واستمرت في أولاد الحسين؟ فأبوهما واحد وأمهما واحدة وكلاهما سيدان، ويزيد الحسن على الحسين بواحدة هي أنه قبله وأكبر منه سناً وهو بكر أبيه؟ هل من جواب مقنع؟! * يروى الشيعة عن الإمام جعفر الصادق مؤسس المذهب الجعفري حسب اعتقادهم قوله مفتخراً «أولدني أبو بكر مرتين» لأن نسبه ينتهي إلى أبي بكر من طريقين: الأول: عن طريق والدته فاطمة بنت قاسم بن أبي بكر. والثاني: عن طريق جدته لأمه أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر التي هي أم فاطمة بنت قاسم بن محمد بن أبي بكر. ثم نجد الشيعة يروون عن الصادق روايات كاذبة في ذم جده أبي بكر رضي الله عنه! والسؤال: كيف يفتخر الصادق بجده من جهة ثم يطعن فيه من جهة أخرى؟! إن هذا الكلام قد يصدر من السوقي الجاهل، ولكن ليس من إمام يعتبره الشيعة أفقه وأتقى أهل عصره وزمانه. ولم يُلزمه أحد قط لا بمدحٍ ولا بقدحٍ. * يعتقد الشيعة أن علي بن أبي طالب أفضل من ابنه الحسين، فإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا تبكون عليه في ذكرى مقتله كبكائكم على ابنه؟! ثم ألم يكن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل منهما؟ فلماذا لا تبكون عليه أشد من بكائكم السابق؟! * لو كان مجتمع الصحابة كما يصفه الشيعة مجتمعًا متباغضًا يحسد بعضه بعضًا، ويحاول كلٌ من أفراده الفوز بالخلافة، مجتمعًا لم يبق على الإيمان من أهله إلا نفر قليل، لم نجد الإسلام قد وصل إلى ما وصل إليه من حيث الفتوحات الكثيرة، واعتناق آلاف البشر له في زمن الصحابة رضي الله عنهم. * يعتقد الشيعة أن القرآن حذفت منه وغيرت آيات من قِبَل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما! وها هنا أسئلة محرجة للشيعة منها: الأول: ما دام أن أبابكر وعمر قد حرفا هذه الآيات فلماذا لم يقم علي بعد أن صار خليفة للمسلمين بتوضيح هذا الأمر؟! أو على الأقل إعادة هذه الآيات في القرآن كما أنزلت؟! لم نجده رضي الله عنه فعل هذا، بل بقي القرآن في عهده كما كان في عهد الخلفاء من قبله، وكما كان زمن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه محفوظ بحفظ الله القائل: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ» (الحجر: 9)، ولكن الشيعة لا يعلمون. * لقد وجدنا اثنين فقط من الأئمة حسب مفهومكم توليا الخلافة: علي وابنه الحسن رضي الله عنهما! فأين إتمام النور ببقية العشرة؟ ونص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكررون الاحتجاج به على أئمتهم الاثني عشر؛ فيه أنهم «خلفاء» أو «ولاة أمر» أو «أمراء»؛ فأين خلافة أو إمارة بقية العشرة؟! * لقد ذكر أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبين والأربلي في كشف الغمة، والمجلسي في جلاء العيون أن أبا بكر بن علي بن أبي طالب كان ممن قتل في كربلاء مع أخيه الحسين رضي الله عنهما، وكذا قتل معهم ابن الحسين واسمه أبو بكر! «ومحمد الأصغر المكنى أبا بكر». فلماذا تخفي الشيعة هذا الأمر؟! وتركز فقط على مقتل الحسين؟! السبب هو أن اسم أخ الحسين، واسم ابنه كذلك: «أبو بكر»!! وهذا ما لا تريد الشيعة أن يعلمه المسلمون، ولا أتباعهم الغافلون؛ لأنه يفضح كذبهم في ادعاء العداوة بين آل البيت وكبار الصحابة وعلى رأسهم أبو بكر رضي الله عنه. لأنه لو كان كافرًا مرتدًا، قد اغتصب حق علي وآله كما يزعم الشيعة لما رأينا آل البيت يتسمون باسمه! بل هذا دليل محبة لمن تأمل. ثم: لماذا لا يقتدي الشيعة بعلي والحسين رضي الله عنهما ويسمون أبناءهم « بأبي بكر»؟! * بما أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما قد نجحا في تنحية علي رضي الله عنه عن الخلافة كما تزعم الشيعة ، فما هي المكاسب التي حققوها لأنفسهم؟! ولماذا لم يخلف أبو بكر أحد أولاده على الحكم، كما فعل علي؟! ولماذا لم يخلف عمر أحد أولاده على الحكم كما فعل علي؟! * تروي بعض كتب الشيعة عن جعفر الصادق أنه قال لامرأة سألته عن أبي بكر وعمر: أأتولاهما؟! قال: توليهما. فقالت: فأقول لربي إذا لقيته إنك أمرتني بولايتهما؟! قال لها: نعم. وتروي أن رجلاً من أصحاب الباقر تعجب حين سمع وصف الباقر لأبي بكر رضي الله عنه بأنه الصديق، فقال الرجل: أتصفه بذلك؟! فقال الباقر: نعم الصديق فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولاً في الآخرة. ما الذي أجبر أبا بكر رضي الله عنه على مرافقة النبي عليه الصلاة والسلام في هجرته؟! فلو كان منافقًا كما يقول الشيعة فلماذا يهرب من قومه الكفار وهم المسيطرون ولهم العزة في مكة؟! وإن كان نفاقه لمصلحة دنيوية، فأية مصلحة كان يرجوها مع النبي تلك الساعة، والنبي صلى الله عليه وسلم وحيد طريد؟! مع أنه قد يتعرض للقتل من الكفار الذين لن يصدقوه! تم تحرير المسجد الأقصى في زمن عمر رضي الله عنه، ثم في زمن القائد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله. فما هي إنجازات الشيعة على مدار التاريخ؟! وهل فتحوا شبراً من الأرض أو نكأوا عدواً للإسلام والمسلمين؟! * يعتقد الشيعة أن الأئمة تحملهم أمهاتهم في الجنب، ويولدون من الفخذ الأيمن!! أليس محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء وأشرف البشر حمل في بطن أمه وخرج من رحمها؟! يعتقد الشيعة أن أغلب الصحابة كانوا منافقين وكفارًا إلا قلة قليلة جداً، فإذا كان الأمر كذلك: لماذا لم ينقض هؤلاء الكفار على القلة القليلة التي كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم؟! إن قالوا: بأنهم إنما ارتدوا بعد وفاته صلى الله عليه وسلم إلا سبعة، فلماذا لم ينقضوا على المسلمين القلة ويرجعوا الأمر كما كان عليه آباؤهم وأجدادهم؟! * لماذا لم يلطم النبي صلى الله عليه وسلم عندما مات ابنه إبراهيم؟! ولماذا لم يلطم علي رضي الله عنه عندما توفيت فاطمة رضي الله عنها؟! * إذا كان الصحابة ارتدوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم كما تزعمون فكيف قاتلوا المرتدين من أصحاب مسيلمة وأصحاب طليحة بن خويلد وأصحاب الأسود العنسي، وأصحاب سجاح وغيرهم وأرجعوهم إلى الإسلام؟! فهلا كانوا مناصرين لهم، أو تاركين، ماداموا مثلهم مرتدين كما تدعون؟! * السنن الكونية والشرعيَّة تشهد بأن أصحاب الأنبياء هم أفضل أهل دينهم، فإنَّه لو سئل أهل كل دين عن خير أهل ملتهم لقالوا: أصحاب الرسل. فلو سئل أهل التوراة عن خير أهل ملتهم لقالوا أصحاب موسى عليه السلام ، ولو سئل أهل الإنجيل عن خير أهل ملتهم لقالوا: أصحاب عيسى عليه السلام وكذلك أصحاب سائر الأنبياء، لأنَّ عهد أصحاب الرسل بالوحي أقرب وأعمق، ومعرفتهم بالنبوة والأنبياء عليهم السلام أقوى وأوثق. فإذن ما بالُ نبينا محمد عليه الصلاة والسلام الذي اختصَّه الله بالرسالة الخالدة الشاملة، والشريعة السمحة الكاملة، والذي وطَّأ لظهوره الرسل والأنبياء من قبله، وبشَّرت به الكتب السماويَّة السابقة، يَكفُرُ به في زعمكم أصحابُه الذين آمنوا به ونصروه، وعزروه ووقروه؟! فأيُّ معنىً أبقيتم لهذه الرسالة المحمديَّة؟! وأيُّ وزنٍ أقمتم لهذه الشريعة الربانية؟! بعد أن تخلَّى عنها في زعمكم خواصُّ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وارتدُّوا على أعقابهم؟! فمن جاء بعدهم أولى بالكفر والارتداد والخسران، ممَّن فارقوا لنصرة الرسول الأهل والأوطان، وقاتلوا دونه الآباء والإخوان، وافتتحوا من بعد وفاته الأقطار والبلدان، بالعلم والقرآن والتبيان، ثمَّ بالسيف والسنان. اللهم ارض عن صحابة نبيك الأبرار وأهل بيته الأبرار واحشرنا معهم جميعاً في الجنة دار القرار.