وقَّعت قبليتا البني هلبة والقمر بجنوب دارفور على اتفاق صلح نهائي أمام نائب رئيس الجمهورية بنيالا أمس بعد مضي قرابة العام من المفاوضات بين الطرفين طوت به صفحة دامية من الاقتتال بمناطق الصراع بمحليتي عد الفرسان وكتيلا. وأكد وفدا الطرفين التزامهما التام ببنود الاتفاق وإنزاله على الأرض بأعلى درجات المسؤولية. وقال رئيس وفد القمر عبد الرحمن عبد الله حمد الله إن ما حدث بينهم من عمل الشيطان الذي يجري بين الناس مجرى الدم، ولم يجدوا من وراء فعله إلا الخراب والدمار والأرامل والأيتام، معلناً للسودان تجاوزهم لتلك المرارات والأحداث وعودتهم لله تائبين، بينما أشاد رئيس وفد بني هلبة آدم عبد الرحمن البشاري بالجهود التي قادها نائب رئيس الجمهورية لتحريكه ملف المصالحات لطي صفحة الصراعات التي عطلت مسيرة الأمن والتنمية بالولاية. وقال البشاري إن الصلح هدية لأهل دارفور. من جانبه، قرر نائب الرئيس د. حسبو محمد عبد الرحمن النزول ميدانياً على الأرض بمناطق القبائل المتصالحة بعد الفرسان وكتيلا اليوم الإثنين ليقف بنفسه على نتائج الصلح. ووجه حسبو آلية الصلح التي شكَّلها والي الولاية أمس، بالتوجه فوراً ليجدها بالميدان اليوم، معلناً عودة الناموسية لعد الفرسان، وأضاف قائلاً: «اليوم أسميها الناموسية المعقَّمة لنقضي على البعوضة التي نقلت ملاريا الصراعات القبلية لتلك المنطقة»، وقال إنه جلس ليلة أمس «16» ساعة متواصلة مع الأطراف من أجل هذا الصلح الذي تحقق، وأثنى على استجابة القبيلتين له، وقال إن القضية ليست في التوقيع على الورق إنما في الهمة والعزيمة لإنزاله على الأرض وإعادة النسيج الاجتماعي، وأكد حسبو أن جنوب دارفور بهذا الصلح قد انتقلت من صفحة الصراعات إلى صفحة التجارة.