خديجة صقر البرزن: تعتبر مستشفى الخرطوم قلب الصحة في السودان باعتباره مؤسسة علاجية تشخيصية تعليمية قومية لتوطين العلاج بالداخل، وهو المستشفى المرجعي والبحثي الأول في السودان، وقد تأسس في عام 1904م، وطوال هذه الفترة التاريخية ظل يقدم خدماته للمرضى بولاية الخرطوم والمرضى المحولين من الولايات السودان المختلفة، ولكن رغم السيرة الطيبة التى يتمتع بها المستشفى أضحى اليوم مهدداً بالإزالة والتكسير من خلال سياسة ممنهجة من أجل تجفيف موارده البشرية والمادية، إلا أن وزارة الصحة بولاية الخرطوم ظلت تدافع عن سياستها الخاصة بنقل الخدمة إلى الأطراف، بينما هناك أطباء يمارسون العمل بمستشفيات طرفية يرون أن الأطراف غير مؤهلة لنقل الخدمة حالياً، وظل الأمن العلاجى أحد المهددات الأمنية في بلد يحلم مواطنوه بغدٍ واعد ومعافى من الأمراض، ومازال مسلسل التجفيف بالمستشفى هو سيد الموقف الآن، فقد طال قسم الولادة أيضاً، وتشير الأنباء الى أن هناك حدوث حالات ولادة بالشارع العام نسبة لإغلاق قسم الولادة. وبحسب الأمين العام للهيئة الفرعية سعاد أحمد سالم فإن قسم النساء والتوليد غير ملوث وفقاً لنتائج المعمل القومى، وأن العينات التى تم أخذها من أربعة اطفال حديثي الولادة جاءت نظيفة، فيما أكد مستشار أمراض النساء والتوليد د. حسن عبد القادر ل «الإنتباهة» أن هناك خطة واضحة لتجفيف مستشفى الخرطوم من قبل وزارة الصحة لإغلاق قسم الولادة وغرفة حديثي الولادة والقاينة، مفنداً ادعاء الوزارة بوجود بكتيريا بقسم الولادة، متسائلاً: ما دخل قسم القاينة بما يحدث فى قسم الولادة؟ ولو أن هذا القسم مستمر لتأكد أن هنالك فكرة للتطوير وتجويد الأداء، ولكن الإغلاق شمل كلاً من القسمين ولا علاقة لهما بذلك فى الأصل، مشيراً إلى ما قامت به وحدة نقابة المهن الصحية من عملية صيانة لغرف التوليد وعنبر حديثي الولادة من أموالهم الخاصة، وأكد أنه منذ تاريخ 6/3 والى الآن مازال القسم مغلقاً ولم يزره كادر من وزارة الصحة الإ أول أمس، حيث جاء وفد من وزارة الصحة وقاموا بجولة على أقسام المستشفى، وأوصوا بتغيير «فرش الملايات» بغرفة الولادة وعنبر حديثي الولادة دون تحديد زمن لافتتاح القسم مجدداً، وأكد أن مستشفى الخرطوم هو المستشفى المرجعى الوحيد الذي تلجأ إليه كل ولايات السودان، وأن المستشفيات التى يتم التحويل اليها لا ترقى إلى مستوى مستشفى الخرطوم في اكتمال معداته، ولا يوجد مستشفى في السودان به كل الإمكانات وله باع طويل غيره، وأوضح أن هناك نائب اختصاصي يقوم بتوجيه حالات الولادة التي تصل إلى المستشفيات الأخرى مثل إبراهيم مالك ومستشفى الدايات وسعد أبو العلاء، وحدثت حالة ولادة مستعجلة وقام باتخاذ الإجراءات اللازمة فيها نائب الاختصاصي وقابلة، مستنكراً الدمار الذي طال أهم الأقسام مما تسبب في هجرة الكوادر الطبية بالبلاد وفيهم من ترك المهنة، وبين أن البكتيريا موجودة بكل مستشفيات العالم ولا تسبب الذعر الذي حدث وتعالج بالمضادات الحيوية عند أو قبل ظهورها كوقاية، وان الذى يحدث مقصود ومخطط له وتربص لنهاية هذا القسم بالمستشفى، وأكد أن الأيام كفيلة بأن تؤكد ما ذهبوا إليه بعمل مقنن وخطة محكمة لزعزعة المستشفى. وأفاد بأن الوزارة وعدت ببناء مبنى خاص داخل المستشفى للنساء والتوليد، وصمم الاطباء الخرائط من مالهم الخاص، ورضخوا للأمر، وكعادتها تخلت وزارة الصحة عن عدها، ومن المتوقع أن تعمم هذا السيناريو التجفيفي في كل أقسام المستشفى.