كان يكتب لنا من القضارف كل من/ محمد إدريس والحاج الشكري وياسر محمد الهادي وبسبب من هذه المنافسة كنت أمر بلحظات عصيبة ومحرجة في تفضيل مقال أو المفاضلة بين مساهمة وأُخرى وألجأ أحياناً لسياسة توزيع الفرص بينهم وقد وجد هذا الثالوث وقتئذ حكومة ولائية تقدر الدور الذي تقوم به الصحافة وتجله فقد كان والي القضارف في ذلك العهد هو الدكتور/ عبد الرحمن أحمد الخضر وكلنا يعلم الاهتمام الذي يوليه الدكتور/ عبد الرحمن الخضر للصحافة الورقية ثم دارت دورة الأيام وجرت مياه كثيرة تحت الجسر فقد ذهب الخضر من القضارف والياً على ولاية الخرطوم وجاء (كرم اللَّه عباس الشيخ) ثم ذهب (كرم اللَّه) وجاء الدكتور الضو محمد الماحي في منصب والي ولاية القضارف وغاب صوت القضارف في (برلمان الشرق).ويبدو أن (حيوية) الدكتور/ عبد الرحمن الخضر هي السبب في هذا الغياب فقد كان يتابع ما يكتبه (ثالوث القضارف) عن قضايا الولاية ويدعمهم بالمعلومات المطلوبة بل يدعوهم لحضور الفعاليات الثقافية والاجتماعية التي تجرى بالولاية والآن لا صوت للقضارف ها هنا رغم أنها مدينة الكُتاب والمبدعين بل هي مدينة فقيد الصحافة السودانية الهرم الكبير (الريفي)! الذهب في (هيا) لا ينسكب كان الشاعر الراحل/ أبو آمنة حامد يكتب زاوية صغيرة تحت اسم (دبايوا) بصحيفة (ألوان) وحين يأتي لاستلام مستحقاته المادية نظير التعاون مع الصحيفة كنت أحرص ألا يذهب دون أن يضيف لتجربتنا الصحفية من قفشاته وتعليقاته الساخرة، قلت له ذات يوم أنت يا أستاذ أبو آمنة أكبر إضافة وضعها الشرق في مسيرة الأدب وأعجب كيف تمكن هذا الهدندوي الجبلي من تطويع العبارة الجزلى (سال من شعرها الذهب) (فتدلى وما انسكب) ولدهشتي كانت إجابته الساخرة: (اختصر لأني ماشي أصرف قروشي) قلت له: (القروش ملحوقة) وإنت تعلم مقدار محبتي لكم لذلك رأيت أن تسمح ومن باب التكريم لعطاءك الثر دعنا نتقدم بمقترح لحكومة ولاية البحر الأحمر حتى يطلقوا اسمك على مدينة (هيا) تكريماً لمسيرتك وإسهامك في خارطة الغناء والأدب! انتفض واقفاً وهو يقول: إنت مستهبل معقول (هيا) مدينة و(لندن) مدينة؟ ثم أكمل وهو يضحك: (يا أخي «هيا» دي واقعة بين «صنفورين» ولما القطر يصفر يكون دخل «هيا» وفات)! رحم اللَّه الشاعر الفذ/ أبو آمنة حامد وأسكنه فسيح جناته وجعل البركة في ذريته إلى يوم الدين. المجد عوفي إذا عوفيت والكرم تدافعت أعداد كبيرة من أبناء الشرق بالخرطوم نحو منزل وزير الزراعة المهندس/ إبراهيم محمود حامد وذلك لتهنئته بالنجاة من الحادث الذي تعرضت له الطائرة التي كانت تقله والوفد المرافق له في زيارته لولاية نهر النيل بغرض تفقد حصاد القمح ومتابعة التحضيرات للموسم الجديد، وقد تلقت (برلمان الشرق) العديد من الاتصالات من قيادات الشرق بالخرطوم وولايات كسلاوالقضارف والبحر الأحمر والتي حرص من أجراها على تهنئة المهندس/ إبراهيم محمود حامد بالسلامة بصفته من أبرز أبناء الشرق الذين دفعت بهم ثورة الإنقاذ الوطني إلى الصفوف الأُولى بل هو من أبر أهل الشرق بالشَّرق وأهليه. المجد عوفي إذا عوفيت والكرم