صديقي/ شجرابي.. ازيك يا زول يا رائع.. والتهاني لك.. ولكل عشاق الأزرق الدفاق في الداخل والخارج بعدد النجوم تضرب على تسعين بمناسبة التعادل الايجابي الذي حققه مارد السودان العملاق مع مضيفه ليوباردز الكنغولي بملعب دينيس ساسونوغوسو بمقاطعة دليزي في ذهاب ثمن النهائي لدوري ابطال القارة السمراء.. والتعادل في تلك الأدغال يا صديقي بطعم النصر ونكهة التأهل وحلاوة العبور بالنسبة لنا ومرارة الاقصاء والابتعاد للفهود السوداء.. وتعادل ابطال السودان اسعدنا وزرع الآمال الخضراء في دواخلنا وطرد الهواجس والأحزان.. ومن غيرنا يا شجر يعطي لهذا الشعب معنى ان يعيش وينتصر..! لقد لعب أبوالهل العظيم مباراة تاريخية وفرض سيطرته التامة على الملعب طولاً وعرضاً وتألق بشكل لافت وحبس أنفاس الجمهور الكنغولي وأدخل في قلوبهم الرعب والخوف.. وقبل انتصاف الحصة الأولى للقاء باغتهم المهاجم المرعب والهداف الماكر مدثر كاريكا بهدف السبق.. وقبله أضاع رماة الأزرق ثلاث فرص مضمونة أبرزها سانحة كوليبالي..! إن أداء الهلال في الشوط الأول كان رائعاً ومتميزاً فكشر عن أنيابه وحاصر أصحاب الأرض في ملعبهم الخاص الشيء الذي أجبر رئيسهم ريمي اوكونغو لاقتحام غرفة الحكام في فترة ما بين الشوطين وكان للاقتحام اثره البائن والواضح فتعرض الهلال للظلم والاجحاف من قاضي الجولة السنغالي ومعاونيه فقام بانذار خمسة لاعبين بالبطاقة الصفراء واكثر مساعدوه من احتساب حالات التسلل.. وكانت الفضيحة الكبرى اهدائه ركلة جزاء وهمية من رسم خياله المريض للفهود السوداء ولكن العناية الإلهية ويقظة الفتى الابنوسي جمعة جينارو حارس البوابة الزرقاء تمكنت من إبعادها فتبددت أحلام المتآمرين وأصابت الخيبة الحكم الجائر والرئيس الظالم والجمهور المغلوب على أمره.. وأصبح هلال السودان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ دوري المجموعات.. ان الوصف الحي للمباراة الذي سمعناه بصوت الخبير المعتق الرشيد بدوي عبيد اكد لنا ان الفرسان الأشاوس خاضوا معركة ضارية.. حامية الوطيس.. دافعوا عن شعارهم دفاعاً مستميتاً.. ولعبوا بخطة متوازنة واربكوا منازليهم ولخبطوا حساباتهم وجرعوهم كؤوس الفشل والاحباط وازدادوا كيل بعير..! والأنباء الواردة من هناك اكدت ان الجماهير الكنغولية صفقت لأبطال الهلال بحرارة وأعجبها العرض القوي والأداء الرجولي.. وحاصرت البص المخصص لنقل البعثة وهذا ان دل انما يدل على الرضا التام لهؤلاء الفرسان الذين قدموا درساً قاسياً لخصومهم في أرضهم ووسط جماهيرهم.. وأنصار الفهود السوداء أثبتوا للجميع انهم يعشقون اللعبة الحلوة والعرض الجيد وانهم ضد التعصب الأعمى والانحياز السافر لفريقهم.. والهلال أصبح مثل مطر العافية اينما وقع نفع.. ما يحط رحاله بدولة من الدول ويلعب فيها الا ويجد التشجيع والمساندة والمؤازرة من جمهورها الذواق.. وما يزور بلدة الا ويجد الاستقبال الخرافي.. وما تطأ أقدام بعثته أرض يباب أو بلقع إلا وتصير رائعة جذابة.. وتكتسي بالخضرة السندسية, ومن حقنا يا شجرابي ان نفرح ونعتز ونفتخر بالانتماء لهذا الكيان التاريخي الجامع, ولو ما كنا من أهله وأنصاره كانت الندامة ستحيط بنا.. وكانت الحسرة تملأ قلوبنا وجوانحنا.. وكنا نكون عايشين في ذل واحباط وخسارة.. ونحمد الله حمداً كثيراً على نعمة الانتماء للهلال وعشق الأزرق الزاهي..! التحية والتجلة والانحناءة لكتيبة النصر المؤزر بقيادة معلمها وضابط ايقاعها ورمانة وسطها عمر البخيت.. والتحية لمساوي القمر الضاوي وللمتألق دوماً اتير توماس.. وللأشول المسلول عبداللطيف بوي وملك الرواق الأيمن سليمانو سيسيه وللماكوك الفضائي وأحد أبطال الملحمة نزار حامد.. وللشغيل جمل الشيل.. والتحية القلبية الخالصة لثلاثي المقدمة الهجومية الهداف المرعب وعريس المعركة مدثر كاريكا والمزعج جداً بكري الدرة والمحترف كوليبالي وان ننسى لا ننسى المهندس بشة والواعد محمد عبدالرحمن جكسا.. والتحية بطعم العسل ونكهة اللارنج للحارس الأمين وجبل الثبات جمعة جينارو الذي صد ركلة الجزاء الظالمة وكان نجماً فوق العادة.. والتحية للاطار الفني المقتدر بقيادة التونسي محمد نصرالدين النابي الذي يعرف من أين تؤكل كتف الانتصارات ولطاقمه المساعد.. والتحية لمجلس الادارة بقيادة المهندس الحاج عطا المنان ادريس واركان حربه الميمون.. والتحية لرئيس البعثة الفاضل التوم التهامي الفأل الحسن للجماهير الزرقاء.. والتحية لشركات صابر شريف الخندقاوي التي تكفلت بنفقات وفد الاذاعة السودانية الى الكنغو فعايشنا الوصف التفصيلي للمعركة من داخل الاستاد.. والتحية لحملة الأقلام الزرقاء ورسل الكلمة المقروءة.. وإن شاءالله ربنا يدينا الفي مرادنا..! أخي شجرابي.. ان مباراة الاياب تعتبر مباراة جماهير في المقام الأول فمن هذا المنبر اناشد أمة الهلال العظيمة في انحاء بلادي المختلفة بالزحف المبكر للاستاد يوم المباراة حتى نحقق النصر ونخطف بطاقة الصعود لدوري المجموعات ونحلق مع الثمانية الكبار في سماء القارة الافريقية.. ونخلف الكي للشامتين والمتربصين واعداء النجاح والذين لا يعجبهم التأهل ولا يسرهم الانتصار ولا يبطرهم علو راية السودان..! ان المعركة معركة جماهير وقد اكد لي الأعزاء جداً عزالدين محمود الحدربي وعثمان صالح المكاوي «الفنجري» القياديان البارزان في رابطة أهل الهلال بحجر العسل انهما في الرابطة قاما بحجز عشر حافلات لنقل الجماهير الى الخرطوم لمؤازرة الفرسان الزرق والوقوف من خلفهم بقوة وصلابة حتى يخطفوا بطاقة التأهل لدروي المجموعات..! وأبداً ما هنت يا سوداننا يوماً علينا.. والله اكبر ولا نامت أعين الجبناء.. أخوك في العشق الهلالي الصادق حسن السيد عبدالله «حجر العسل»