تشكل المخدرات واحدة من حلقات التدمير المنظم للأمم باستهداف شبابها وعقولهم كما تستهدف الاقتصاد القومي والكثير الكثير من المكونات المجتمعية، ولتوضيح ذلك فلنعيد ما خطه قلم الدكتور مجاهد الشيخ الفادني بقرعه لهذا الجرس المهم. جرس وأم جرس وأبوه يدق يومياً، ولكن لمن تقرع هذه الأجراس التي ترن وتئن يومياً، للحكومة أم المجتمع العريض أم الأسرة الصغيرة؟ حالة مزعجة وفوق الاحتمال هل تصادف هذا الازدحام للخطر القادم من الخارج أم أنه القتل البطيء السريع ضمن نظرية المؤامرة؟ إن يستهدف شباب أمة بهذه الهجمة الشرسة القاتلة فهو في مقتل وليست طلقة طائشة؟ فالصيحة للجميع إذا لم توقظكم هذه الأجراس المزعجة إلى حد اضطراب العقل الأجراس المتعاقبة على صفحات الصحف اليومية خاصة في الصفحات المتخصصة التي تتناول قضايا الإجرام ومنها: تمكنت إدارة جمارك القضارف شعبة اللكدي من ضبط عربة لوري يحمل «30» جوالاً من مخدر القات الحبشي بغابة الكردية مع أربعة متهمين بينهم اثنان أجانب لاحظ هذه المرة «مخدر قات». وفي اليوم التالي «الصحيفة» شاب يروج الشاشمندي من داخل شقة في بحري وتجري محاكمته في جنايات بحري وسط، الذي كانت قد أوقفته إدارة مكافحة المخدرات وحركت الإجراءات القانونية. وفي أخبار اليوم الجمعة 28/مارس «المحكمة تصدر عقوبة السجن المؤبد عشرين عاماً لتاجر مخدرات بمنطقة الصالحة بأم درمان. يكاد لا تخلو يومياً من خبر تتناقله الصحف عن ضبط مخدرات أو إبادتها أو محاكمة المتعامل معها. وكما قال سنيكا الأكبر المجادل والكاتب الروماني إن «الكلام مرآة العقل». نلتقي فى تجوالنا أشخاصاً تُعرف عقلهم من خلال كلامهم خلاف أولئك الذين تعرفهم من خلال المظهر. ضبطيات المخدرات بأنواعها المختلفة «بنقو شاشمندي مخدر قات خرشة» كثرت مع تعدد الأنواع وتعني «سطلني وتفنن»، مما جعل معظم صواني العاصمة محجوزة بوضع اليد ونخشى أن يكون الصراع القادم على الصواني. نقدر ونحيي الجهود والتضحيات الكبيرة التي تسرنا بها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بقيادة سعادة اللواء المكي محمد المكي الصوفي المحب والإعلامي المتمرس والبوليس كما نحي أركان حربه لانجازاتهم الضخمة. والإدارات الشرطية التي تساعد فى ذلك بحكم طبيعة عملها أو موقعها كإدارة أمن المجتمع ومكافحة التهريب والمباحث فلهم التحية وهم يدرأون عن البلاد أسباب الفساد العقلي والأخلاقي. والحقيقة المُرة أن هذه الكميات المختلفة نوعاً وحجماً وزماناً ما كان لها أن تجد مرتعاً في البلاد إلا إذا وجدت المروج والمشتري والمستعمل للسلعة فتكثر العروض عند كثرة الطلب. فلك أن تقرع الأجراس، لأن لكل فرد دورا في مكافحة هذه السموم كيف ومتى؟ هذا ما تحدده أنت وتلتزم به، فهيا بناء لجادة الطريق.