أهلنا في شمال كردفان دائماً ينتظرون حلول شهر يوليو بقدر كبير من الشوق والترقب، وذلك لأن هذا الشهر هو البداية الفعلية لموسم الخريف، وقبله بقليل تظهر «أم بشار» أو «صفيحات الغُزُل» وهي أول سحب تبشر الناس بقرب نزول المطر وإخضرار الأرض بالزرع والعشب وامتلاء الضرع بالحليب والحفائر بالماء، وخلال الأسبوع الأول أو الثاني من يوليو يبدأ «الضراع» وهو أول نوء في الخريف، وإذا جادت فيه السماء بالمطر نجح الموسم بأكمله بإذن الله تعالى. إلا أن يوليو هذا العام ستكون له نكهة خاصة لدى سكان هذه الولاية، إذ سيحمل لهم أكثر من بشرى سارة، نقول هذا استناداً إلى ما جاء على لسان مولانا أحمد هارون إبّان زيارته الأخيرة لمحلية جبرة الشيخ التي استضافت جلسات مجلس وزراء الولاية لمدة ثلاثة أيام. ومن هنا أسمح لي أخي محمد التيجاني عمر قش، أن أطل عبر «ومضات» وعبر صحيفة «الإنتباهة»، هذه الإصدارة الرائدة التي دأبت على تناول قضايا شمال كردفان ومطالبها، بتغطيتها المستمرة لكل ما يدور في هذا الجزء العزيز من أرض الوطن؛ ولهذا لا غرو أن صارت الصحيفة الأوسع انتشاراً والأكثر قراءً في شمال كردفان على وجه الخصوص. وأود أن أتناول في هذه المساحة الزيارة التي قام بها السيد الوالي مولانا أحمد هارون وأعضاء حكومته إلى محلية جبرة الشيخ واستمرت لمدة ثلاثة أيام بليلاتها، وحفلت بكثير من الأنشطة والفعاليات الثقافية والزيارات التفقدية لمختلف إداريات المحلية، فقد كانت تلك الزيارة الميمونة فاتحة خير على المحلية بأكملها، وعلى مدينة جبرة الشيخ خاصة، لما فيها من بشائر وفوائد تحدث عنها ووعد بها مولانا هارون، وحسبنا أن الرائد لا يكذب أهله. أولاً بشرنا السيد الوالي بأن العمل في تنفيذ طريق «أم درمان جبرة بارا» سيبدأ بمشيئة الله في الأول من شهر يوليو لهذا العام 2014م، بعد أن اكتملت معظم الترتيبات المطلوبة لانطلاق هذا المشروع العملاق الذي ظل مواطنو شمال كردفان يطالبون به وينتظرونه منذ فترة ليست بالقصيرة، فقد ذكر سيادة الوالي أن وزير المالية الاتحادي قد سدد القسط الأول من المكون المحلي المطلوب لتنفيذ الطريق خلال زيارته إلى الصين أخيراً، وبذلك انحلت إحدى العقد، علاوة على هذا رأينا بأم أعيننا سيارات وآليات تابعة للشركات التي ستقوم بتنفيذ الطريق وهي تجوب مناطق شمال كردفان، لتقوم بالمسح الهندسي الأولي، وهذا في حد ذاته لأمر يثلج صدور مواطني الولاية وخصوصاً سكان محلية جبرة الشيخ. ومن نافلة القول إن هذا الطريق يعني الازدهار والتطور ليس لشمال كردفان وحدها، بل لكل ولايات الغرب، كما سيفيد العاصمة نفسها، سيما أنه يحمل الأمل في عودة الحياة والنمو لمناطق تمتد من أم درمان وحتى الجنينة غرباً. وأنا شخصياً سبق أن تناولت هذا الشأن بتاريخ 14/7/2013م حينما ذرف النائب مهدي أكرت الدموع تحت قبة البرلمان وهو يتحدث عن الطريق، ولذلك أُبشّر السيد النائب بأن الطريق على وشك أن يتحول إلى حقيقة واقعية، وسوف يحفظ له التاريخ هذا الصنيع. ومن جانب آخر شهدت الزيارة افتتاح عدد من المشروعات الحيوية، فقد بدأ العمل في مشروع شبكة المياه لمدينة جبرة الشيخ، وجُلِب مولدان للكهرباء لإنارة المدينة، بالإضافة إلى إعادة تشييد المسجد العتيق بجبرة، وبناء قاعة مؤتمرات لاتحاد المرأة بالمحلية، وتشييد فصل لروضة الأطفال بمدرسة الحميراء، والتصديق بإنشاء إستاد رياضي بالمدينة. وفي إدارية حمرة الوز التزم السيد الوالي بإعادة تأهيل المستشفى ومحطات المياه وبناء قسم كامل ومؤهل للشرطة. وفي مدينة كجمر تعهد مولانا أحمد هارون بتحويل المستشفى إلى مستشفى ريفي وتأهيل مدرستي البنات والبنين الثانويتين. كما أرجو أن تسمح لي، أخي محمد التيجاني، أن أعبر عن إعجابي بحكومة الولاية التي جاءت بشكل رشيق، إذ تعد أصغر حكومة ولاية على مستوى السودان، وثمة سبب آخر لهذا الإعجاب هو الانسجام التام بين الجهاز التنفيذي والجهاز التشريعي في الولاية. ولا يفوتنا في هذا الصدد أن نسدي الشكر أجزله للأستاذ حافظ محمود وزير المالية، والسيد معاوية المنا وزير الصحة، والأستاذ إسماعيل مكي وزير التربية، والسيد وزير التخطيط العمراني الحاج تبن، ووزير الزراعة كمال عوض، والأستاذ حبيب الله المحفوظ وزير الثقافة وغيرهم من كبار المسؤولين بالولاية لتشريفهم لمدينتنا الحبيبة بهذه الزيارة. وشكرنا موصول أيضاً لرئيس المجلس التشريعي بالولاية السيد سليمان بلة، وشيخ العرب بشير خوجال رائد المجلس، وشريف الفاضل نائب رئيس المؤتمر الوطني، والإخوة المعتمدين سعادة اللواء، وشيخ العرب إبراهيم حمد على التوم والعميد الهادي حامد مرجي، وإبراهيم حسن وبقية الركب المبارك. ولقد قضى هؤلاء النفر الكريم أيام الزيارة بين ظهرانينا ولم نحس طيلة مدة إقامتهم معنا بفرق بين وزير أو معتمد أو مواطن عادي، وهذا لعمري فضل وتواضع جم ومعهود من أمثال هؤلاء الرجال الذين جاءوا من رحم هذه الولاية المعطاءة. هذا وقد شهدت مدينة جبرة الشيخ انعقاد جلسة مجلس الوزراء بالولاية، وتمخضت عن ذلك لجنة لترفع احتياجات المحلية ومطالبها إلى السيد الوالي خلال أسبوع واحد حتى تدرج في مشروع نهضة شمال كردفان، وقد صاحب الزيارة مهرجان تراثي تمثل في سباق الهجن، حيث قدم السيد الوالي الهدايا للمتسابقين. كما أقيمت ليالٍ فنية وثقافية شارك فيها الفنان الكبير عبد الرحمن عبد الله والمطرب وردي الصغير والشعراء والشباب والمرأة. ومن جانبه نظم اتحاد الشباب مباراة في كرة القدم بين فريقين من فرق المحلية، وقدمت الجوائز من الوالي ومعتمد محلية جبرة الشيخ الهمام سعادة اللواء أمن عبد الرحمن محمد نورين الذي بذل جهداً مقدراً من أجل الإعداد لهذه الزيارة واللقاء التاريخي. واجتماعياً شهدت المحلية صلحاً بين أهلنا الدواليب سكان الجبال البحرية والكبابيش والهواوير، وعادت بذلك اللحمة إلى النسيج الاجتماعي في المنطقة، وذلك بحضور الأمراء التوم حسن على التوم وقرشي دوليب وحسن آدم نمر. ونيابة عن مواطني المحلية أتقدم بجزيل الشكر للسيد الوالي وحكومته على تشريفهم محلية جبرة الشيخ. النور حامد عبد الله الفضل