مشروع كهرباء شرق السودان الذي ينتظر أن يتم إنفاذه بولايات الشرق الثلاث القضارفكسلا والبحر الأحمر هو واحد من المشروعات التنموية الكبرى ويتم عبر تمويل من الصندوق الكويتي للتنمية بمبلغ مقداره مئتي مليون دولار وذلك لإنارة أكثر من ستمائة قرية بجانب إمداد التيار الكهربائي للمناطق الصناعية والبستانية كما يهدف المشروع إلى إنارة قرى الشرق العريقة مثل «طوكر» و«همشكوريب» و«أوسيف» وذلك عبر محطات التوليد الحراري التي يوفرها هذا المشروع الكبير، ونحن إذ نقول هذا لا بد من بعض إبداء بعض الملاحظات التي نحسب أنها جديرة بالاحترام وأول هذه الملاحظات هي ضرورة استيعاب أكبر عدد من أبناء الشرق في هذا المشروع سواء أكانوا عمال أو فنيين أو مهندسين وذلك لضمان استفادة مجتمعات الشرق من هذا المشروع لأن كل عامل أو فني أو مهندس ممن يتم استيعابهم في هذا المشروع يعول أسرة وهكذا يتدفق الخير العائد من هذا المشروع للكثير من الأسر في شرقنا الحبيب وحينها يحس المواطن البسيط أن التنمية التي تجري حوله تعود عليه بالكثير من الفوائد وأقلها أن ابنه أو أخيه يعمل ضمن طاقم المشروع ويأخذ مقابل هذا العمل أجراً يفيد به أسرته الصغيرة ولتحقيق هذه النقطة ينبغي الشروع قبل التنفيذ الفعلي للمشروع في استيعاب هؤلاء العمال والفنيين والمهندسين والعمل على تدريبهم وتأهيلهم ليتم استيعابهم ضمن هذا المشروع وبذلك نضمن تجاوز السلبيات التي ظهرت في المشروعات السابقة تلك التي تمت في مجال القطاع الخدمي كالصحة والتعليم والمياه فهناك مراكز صحية تم انشاؤها ولكنها ظلت تعاني من عدم وجود الكادر الصحي وهناك منشآت مياه تم العمل فيها دون أن يكون هناك عمال أكفاء لإدارتها بعد الفراغ من تجهيزها وهناك مدارس مكتملة ولكن بلا معلمين، إن عملية استيعاب عمال أو فنيين أو مهندسين في إطار هذا المشروع الكبير هي مسألة في غاية الأهمية خاصة إذا علمنا أن ملف المسرحين لا زال ينتظر إغلاقه بمعالجة جذرية، صحيح إن السلطات مبالغ كمرتبات لهذه الشريحة ولكن هذه المعالجة المؤقتة ليست هي الحل الأمثل والذي نحسب أن الوقت قد حان لإنفاذه عبر هذا المشروع وذلك باستيعاب أكبر عدد من أبناء الشرق وتدريبهم وتأهيلهم ليكونوا غداً هم من يقود النهضة المنشودة لمجتمعات الشرق بل هناك الآلاف من العاطلين عن العمل ممن ينتظرون على أحر من الجمر مثل هذه المشروعات للعمل فيها فليت القائمين على إدارة مشروع كهرباء شرق السودان يخصصون نسبة مقدرة من العمالة لأبناء المنطقة بل ليت إخواننا في جبهة الشرق وهم شركاء في التنمية التي ينجزها صندوق الشرق ليتهم ينظرون لهذا الجانب بجدية وعزم لأن العاطلين عن العمل والمسرحين من جبهة الشرق جزء لا يتجزأ من ملف التنمية وينبغي أن يجد هذا الجزء حظه من الاهتمام لدى القيادة الثلاثية لجبهة الشرق ونعني بذلك السيد/ موسى محمد أحمد والدكتور مبروك مبارك سليم والدكتورة آمنة ضرار، هذه القيادة الثلاثية لجبهة الشرق مطالبة بالارتفاع لمستوى طموحات منسوبيها وبخاصة المسرحين والعاطلين عن العمل ممن يتسكعون في طرقات مدن الشرق وممن يقضون سحابة نهارهم في «المقاهي» بلا عمل يفيد أو أمل يرتجى ومن أجل هؤلاء ينبغي أن تنهض القيادة الثلاثية لجبهة الشرق لمستوى مسؤولياتهم وذلك بالتوصية بتخصيص نسبة من العمالة والفنيين والمهندسين لأبناء الشرق حتى يساهموا في تنمية مجتمعاتهم بالبذل والعرق لا بالجلوس على الرصيف! اللهم قد بلغت اللهم فأشهد