يصادف غداً الثالث والعشرون من أبريل اليوم العالمي للكتاب، وهو اليوم الذي أقرته اليونسكو للاحتفال بالكتاب منذ العام 1995م.ورصدت مبالغ مالية للدول التي تشجع مواطنيها على القراءة، سواء بتوفير المكتبات العامة، والمكتبات المدرسية، وتشجيع طباعة وإنتاج الكتب، وتشجيع حركة النشر والترجمة . وفي العام 2000، انبثقت من اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، مبادرة أخرى صادرة عن المنظمات المهنية وحظيت بدعم اليونسكو ومساندة الدول، وهي مبادرة العاصمة العالمية للكتاب، حيث قامت بتسمية مدينة معينة كل عام لتكون عاصمة عالمية للكتاب، وكانت أول مدينة فازت باللقب هي مدريد في أسبانيا العام 2001م والإسكندرية بعدها، ثم نيودلهي وأنفير في بلجيكا 2004م ومونتريال في كندا 2005م والعام 2008م خصص ليكون عاماً دولياً للغات .وفي 2009م كانت بيروت عاصمة للكتاب. والمدينة المختارة تأخذ على عاتقها، عبر مجموعة من المبادرات والأنشطة، زخم الاحتفال باليوم العالمي طوال ذلك العام . وكان اختيار اليوم 23 أبريل لأنه ارتبط بوفاة أو ميلاد أحد العمالقة من الكتاب والروائيين والأدباء العالميين مثل وفاة «شكسبير» و«سرفانتس» وغيرهما من كتاب آخرين.. وكما مر الكتاب فى تاريخنا العربي والإسلامي بحوادث جلل - وقد مرت بي في مقال رائع للدكتور أحمد سلامة نشر في مجلة دبي الثقافية في أبريل 2010م - وحكى فيه عن يوم اجتاح التتار ديار العرب والمسلمين في سنة 1258م فهدمت وأحرقت دور الكتب، وألقت بالكتب في الأنهار، حتى أسود لونها حينما تحلل حبرها ، و ذكرى يوم إحراق مكتبة الإسكندرية، التي أحرقها الرومان عام 48 قبل الميلاد، و معظم الروايات تؤكد أنه لم يكن قد تبقى من المكتبة أي أثر حينما فتح العرب مصر عام 642م ، ذلك اليوم الذي أحرقت فيه كتب ابن رشد رائد المعرفة والحكمة، الذي أثر فكره وعلمه في ثقافة الغرب، أو ذلك اليوم الذي توفي فيه أديب العربية الأول «الجاحظ» بين كتبه، أو يوم أحرق أبو حيان التوحيدي كتبه... ومن تلك النكبات التي حلت بالكتاب وإلى اليوم، وما نفعله أو فعلناه بالكتاب من إهمال وعدم تسهيل مهمة الكاتب أو الناشر، إلى منافسة الكتاب الإلكتروني، وإلى تجاهلنا لأمات ونوادر الكتب، وعدم الحرص على إعادة طباعتها مرة ثانية وثالثة، قبل أن تندثر ويختفي أثرها .. وأكبر دليل على تجاهلنا للكتاب، ما يدور في معارضنا العربية للكتاب، مقارنة بالمعارض العالمية ، وإذا قارنا كما قرأنا بإحدى سنوات معارض كتاب فرانكفورت للكتاب، نجد أن العناوين المقدمة في المعرض بالمئات، وفي معارضنا بالعشرات .وحال معارضنا لا يخفى على من زارها ، ومما يذكر في الفعاليات المصاحبة في معرض فرانكفورت تكون هناك أكثر من ألفي ندوة وبمشاركة أكثر من ألف باحث، من مختلف أنحاء العالم، بعكس ما يحدث وما نقرأ عن أخبار معارضنا الداخلية والعربية ..