الأم ليلة زفاف ابنتها تكون شاردة الذهن ومذهولة سعياً لاكرام ضيوفها. وليلة الزواج تلك تحدد قبل وقت كافٍ لتجهيز كل المستلزمات، ولكنه حال اهل السودان لا يجتهدون في اتمام النواقص الا في اللحظات الحرجة. وهذا الحال يكون اكثر وضوحاً ايضاً ليلة الوقوف بعرفة وآخر يومين في شهر رمضان الكريم مع اقتراب العيد. «ربكة» العيدين عند اهل السودان وزهو الأم ليلة زفاف ابنتها هو التشبيه الاقرب لقادة ولاية كسلا عند زيارة رئيس الجمهورية الاخيرة للولاية. الساعة كانت تشارف الثانية عشرة من صباح يوم الزيارة والآليات تجوب شارع نادي التاكا تجهيزاً له لزيارة الرئيس. منذ وصولنا الى مدينة التاكا وعمال الطرق يعملون لانهاء العمل في ذاك الطريق من نظافة وسفلته وغيرهما من الاعمال. علق احد الزملاء على العمل في ذاك الطريق الذي لم يأخذ شكله الجميل حتى يوم الزيارة، بأن حكومة الولاية ليس لديها ما تفتتحه سواء هذا الطريق. جل المشروعات التي افتتحها رئيس الجمهورية كانت بجهد كبير من ديوان الزكاة وبعض المؤسسات الاخرى. حتى فروع البنوك التى تم افتتاحها ليست للولاية يد فيها. المناسبة كانت عيد الشهيد القومي الثاني والعشرين، والحال أشبه بما يحدث في الاعياد الدينية. لخمة وجوقة وعدم ترتيب، علماً بأن هذه الزيارة معلومة لحكومة الولاية ومنظمة الشهيد منذ عام تقريباً. وكان بإمكان حكومة الولاية تجهيز كل المشروعات والأعمال الخاصة بها قبل وقت كافٍ جداً من يوم الزيارة. حتى مشروعات وسط المدينة التى ابتدعتها حكومة الولاية لم تكتمل، وربما هذا ما جعل الرئيس يقول ان المدينة الجديدة لم تأخذ شكلها الجديد بعد. الرئيس في كسلا افتتح منازل اسر الشهداء ومشروعات أسر الشهداء التى كانت باشراف المنظمة، وأسهم فيها ديوان الزكاة بصورة كبيرة. إلا أن مدير المنظمة ومن بعده وزيرة الرعاية ووالي كسلا لم يذكروا ديوان الزكاة بكلمة واحدة في اللقاء الجماهيري. الرئيس انصف الديوان في ذاك اللقاء وهو يثني على اعمال الديوان، ويقول ان تجربته في السودان تستحق أن يستفاد منها في الدول الإسلامية. فديوان الزكاة يأخذ من الاغنياء ليعطي الفقراء وغيرهم من مصارف الزكاة الاخرى. زيارات الرئيس للولايات دوماً تحمل الكثير من الأسئلة والسلبيات التى قد لا تبدو واضحة للمسؤولين. أجمل ما في اللقاء دعوة الرئيس لمحاربة القبلية ومن يحاولون زرع الفتنة في كسلا وغيرها من ولايات السودان. على حكومة كسلا أن تشكر ديوان الزكاة ومنظمة الشهيد على تلك المشروعات التى افتتحها رئيس الجمهورية ولم يرها الصحافيون. الصحافيون الذين رافقوا منظمة الشهيد عانوا كثيراً نتيجة للإهمال وعدم التنظيم ان كان من المنظمة او الولاية. غداً إن شاء الله نتحدث عن ذلك الاهمال وعدم التنظيم وسوء المعاملة في بعض الأحيان.