منى النور: لم يعد لصوص المال بحاجة للمخاطرة بسرقة البنوك ملثمين ومستخدمين الأسلحة كما كان في السابق، فقد أصبح بإمكانهم اليوم الجلوس في غرفة صغيرة والضغط على ذر الكمبيوتر الخاص بهم والدخول على اليوتيوب للتعرف على كيفية سرقة معلومات من موقع لأية مؤسسة، فقد بسطت وسهلت التعاملات الإلكترونية على اللصوص عملية السرقة، فكل ما يحتاجونه في هذه العمليات عقلية متدربة على استخدام البرمجيات والإلكترونيات للدخول على موقع البنك أو المؤسسة واستخدام بيانات الزبائن بعدها. وتعرف القرصنة الإلكترونية أو المعلوماتيَّة بأنها عمليَّة اختراق لأجهزة الحاسوب بواسطة شبكة الإنترنت. وينفذ هذه العملية شخص أو مجموعة أشخاص متمرسين في برامج الحاسوب وطرق إدارتها وفي الغالب هم شباب على دراية تامة بعالم الحاسوب. وازدادت هذه الظاهرة بشكل كبير مع استخدام تقنية الشَّبكات حيث يشمل الاختراقُ الهجومَ على شبكات الحاسوب من قبل مخترقي الأنظمة الإلكترونيَّة ومنتَهِكي القوانين. وتمثل جرائم المعلوماتية أعتى أنواع الإجرام الدولي الخطير والمنظم وتتمثل خطورتها في سهولة ارتكابها وصعوبة الوصول لمرتكبها وآثارها المدمرة على النواحي الاجتماعية والاقتصادية. وبحسب مراقبين فإن المخاطر التي تتعرض لها الشركات والبنوك جراء هجمات القراصنة على الإنترنت هي الأكبر من الكوارث الطبيعية والأزمة الاقتصادية العالمية في أثرها على هذه الشركات وأن المخاطر المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والأكثر تهديداً من التهديدات التقليدية هي نتيجة للانتشار السريع للأجهزة النقالة ووسائل الإعلام الاجتماعية سريعة النمو. ومن أشهر المواقع السودانية التي اخترقها القراصنة الموقع الإلكتروني للمجلس الهندسي السوداني، وقالت المجموعة التي نسبت نفسها لجماعة القرصنة العالمية «أنونيموس» إنها اخترقت الموقع لموقف السودان الداعم لسد النهضة الإثيوبي. وعالمياً يتجه الهاكرز إلى القطاعات الغنية فكانت هناك هجمات على القطاع النفطي في العام 2012، في حين كانت الهجمات مركزة على القطاع المصرفي. ويرى خبراء أن بإمكان الهجمات المعلوماتية الموجّهة بدقة تعطيل الأنشطة الاقتصادية والسياسية والإدارية لأي بلد. وكشف مستشارون قانونيون وخبراء جرائم معلوماتية عن اختراقات بنكية وعمليات سطو تقنية في بعض البنوك بالخرطوم إضافة لعمليات تسلل لحسابات مصرفية. وقال المستشار عز الدين فضل الله علي الوكيل السابق لنيابة التحقيقات الجنائية وجرائم المعلوماتية إن الجريمة الألكترونية تنفذ بواسطة صغار السن. وقال المستشار عبد المنعم عبد الحافظ خبير جرائم المعلوماتية ووكيل نيابة المعلوماتية السابق ل «الإنتباهة» إن جرائم المعلوماتية في 2012 بلغت 120 بلاغاً عن جرائم القرصنة وإشانة السمعة والاغتيال والسرقة وانحسارها في 2013 بنسبة «40%» بفضل جهود الشرطة، وحذر من خطورة جرائم مواقع التواصل والاستخدامات السالبة لشبكة المعلومات الدولية وتهكير المواقع، وقال إن تهكير موقع وزارة الداخلية في السابق يمكن أن يفتح الباب أمام تهكير أي موقع آخر، وعزا ذلك لعدم تبليغ المجتمع وجهلهم بوجود نيابة متخصصة وعدم الثقة في الجهات المسؤولة في قدراتهم على اكتشاف المجرمين. مؤكداً أن القانون رادع فيما يتعلق بإشانة السمعة فقط، ولكنه غير رادع في جرائم الهكر والاختراقات. ونفى أن يكون القراصنة من صغار السن فقط، وقال هناك شبكات إجرامية ومنظمة تعمل على تهكير المواقع والشبكات. ونصح عبد الحافظ بضرورة وضع برامج حماية لكلمات السر، وقال إذا شعر الشخص بوجود فايروس عليه استبعاده، مضيفاً أن هناك عمليات تصيد كنوع من الاحتيال بواسطة إرسال رسائل. كاشفاً عن إرسال رسائل لمؤسسات مالية كبيرة في دبي وبعض الدول المجاورة بغرض القرصنة، كاشفاً عن اختراقات لأكبر متجر ذهب في الوطن العربي حدثت به جريمة سرقة ضخمة.