كان لزاماً عليَّ ولتأصيل فكرة طب وصحة الأطفال وربطها بما جاء في آيات القرآن الكريم... أن أجلس لهذا العالم البروفيسور مأمون يوسف حامد، استشاري طب الأطفال ووزير الصحة ورئيس الهلال الأحمر الأسبق بالسودان... حيث توجهنا له بالأسئلة التالية التي أجاب عنها إجابة علمية مؤصلة... من خلال كتابه «موجز ما يقال». بداية يجب أن نعرف من هو مأمون يوسف... هو من مواليد العيلفون بولاية الخرطوم في عام 1931م، وكان أستاذاً للطب الاجتماعي وصحة الطفل في عام «1968م» وعمل وزيراً للصحة في عام «1989م». وحاصل على الدكتوراة في الطب عام «1968م» من جامعة الخرطوم وجامعة لندن، ودبلوم دراسات عليا في الصحة العامة من جامعة لندن عام «1963م»، وله دبلوم في أمراض المناطق الحارة من جامعة لندن، ودبلوم صحة الطفل من جامعة جلاسقو. ولضيق مساحة العمود وعدم صلاحيته للحوارات نكتفي فقط بالجزء اليسير جداً حول السيرة الذاتية للسيد البروف. ٭ ما هي النصائح التي تقدمونها قبل الزواج ضماناً لصحة المولود سعادة البروف مأمون وأنتم سبق لكم التخصص في هذا المجال؟ يقول البروف: صحة الطفل المولود تتأثر بما يمنحه والداه من التربية والعناية وما يورث من أبويه من جينات «عوامل وراثية» فعلى الزوج معرفة العائلة أولاً للتعرف على هذه الأمراض، ومنها مثلاً أمراض «الهموجلوبين» أو وجود طول أو قصر القامة في العائلة، وبعض الأمراض النفسية والأمراض العصبية ومرض السكر وغيرها. ٭ إذن ما هي نصائحكم للمرأة التي يحدث لها حمل بعد أن تتزوج؟... يجب المتابعة مع اختصاصي التوليد من أول شهر إلى سبعة أشهر بزيارة كل شهر، ثم كل خمسة عشر يوماً وحسب إرشادات الاختصاصي... أيضاً عليها أن تصر على الطبيب المعالج بقياس ضغط الدم وفحص البول في كل زيارة لتجنب المضاعفات التي تضر بالأم والطفل. ثم ماذا يا بروف؟... التأكد من سعة عظام الحوض بواسطة الطبيب المعالج للتحوط للوضع المعافى.. ويقول البروف مواصلاً حديثه: يجب تحديد فصيلة الدم للأب والأم لدرء أية مضاعفات أو لإعطاء الدم للأم في حالة النزيف، وإجراء الولادة في مستشفى آمن أو بالمنزل بواسطة القابلة خريجة مدرسة القابلات... كشف اختصاصي الأطفال على الطفل عند الولادة لتشخيص أي تشوه خلقي يحتاج لمتابعة، تحضير الثدي أثناء الحمل والتأكد من بروز الحلمتين من أجل الرضاعة السهلة. ٭ لكن تلاحظ يا بروف أنكم تربطون كل العمليات الطبية والصحية للطفل بما قال الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله؟ يقول: لبن الأم هو الغذاء الكامل والصحي وسهل الهضم ويحتاجه المولود في الأشهر الأربعة الأولى من عمره «وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ» البقرة الآية «233»، ويساعد لبن الأم على النمو السريع ويرفع معدل الذكاء. أما الرَّضاعة «البزازة» فهي سلاح خطر في يد الأم، لذا يجب تجنب استعمال بزازت البلاستيك. بعض الناس يعتقدون أن الطفل المولود أصغر من سبعة أشهر لا يعيش؟ يقول البروف: لقد سبقنا القرآن الكريم بهذه المعلومة بأن الطفل عمر «6» أشهر يمكن أن يعيش إن شاء الله، حيث يقول تعالى «هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» آل عمران «6»... ويجب على الوالدين ألا يغضبا إذا وجدا تشوهاً خلقياً في طفلهما، لأن الله هو الذي صوره كيف يشاء، فهو القادر على شفائه إن شاء الله... وورد في القرآن الكريم: «هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء» آل عمران «38». ويواصل البروف حديثه حول الطفولة والقرآن ويقول: لقد أصبح الخوف على الأبناء يجعل الكثيرين يجمعون مالهم من حلال وحرام وربا... «قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» المائدة آية «100». ويختم البروف حديثه بخطورة جريمة الزنا، حيث يقول إنه يؤدي إلى كثير من المشكلات منها اختلاط الأنساب، وقد تتزوج المولودة أو الولد أخته وهما لا يدريان، لذا أسوأ الفواحش هو الزنا، حيث يقول تعالى: «وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً» الإسراء الآية «32». ٭ الذي استعرضناه أعلاه جزء بسيط من كتاب للبروفيسور مأمون يوسف حامد استشاري طب الأطفال ووزير الصحة ورئيس الهلال الأحمر الأسبق بالسودان. ٭ الكتاب قيم وجدير بالاطلاع خاصة للسيدات... وكان بالإمكان طبعه وتوزيعه على المستشفيات وصغار الأطباء وغيرهم بغرض الاستفادة منه... بالرغم من أن معلوماته بسيطة ولكنها مهمة جداً جداً. كذلك قصدنا تسليط الضوء على هذا البروفيسور الذي حقيقة لم التقه من قبل ولا حتى عبر هذا الحوار الذي أدرته بيني وكتابه الذي اطلعت عليه جيداً، وجاء تحت عنوان «موجز ما يقال في طب وصحة الأطفال» وهو من ثلاثة أجزاء مع الطفولة والأمومة في بعض آيات القرآن الكريم.