تقود اختصاصيتا التغذية العلاجية بمستشفى احمد قاسم سهى فاروق وسارة مهدى، مبادرة نسوية تدعو الى العودة الى الرضاعة الطبيبعة، وتستهدف المبادرة النساء فى القرى والمدن فى العاصمة والولايات، وذلك عبر تقديم رسائل إرشادية وتثقيفية إلى امهات السودان، تتضمن تقديم حقائق علمية بطريقة مبسطة ومفهومة للجميع. وقالت سهى فاروق ل «الصحافة» ان المبادرة تعتمد على الآية الكريمة «الوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة» وتحمل شعار «عفيت منو الراضع لبن امو». وتستهدف المبادرة كل اب حنون وام حنونة هدفهما بناء اسرة سليمة معافاة. وأكدت سهى أن الرضاعة الطبيعية الصحية مسؤولية مشتركة، موضحة أن صحة الأطفال نعمة من نعم الله التي منَّ بها على عباده التي يجب الحفاظ عليها من خلال الممارسات الصحيحة. وتحتوى المبادرة على رسائل صوتية بصوت اطفال صغار تقول بعض نصوصها: «الى امي الحبيبة.. الرضاعة الطبيعية لازم تبدأ خلال النصف ساعة الاولى بعد الولادة.. كمان يا امي الرضاعة المبكرة بتساعد جسمك يرجع طبيعي وبتنظم حدوث الحمل الجديد» . «أمى الحبيبة لبنك فيه كل المغذيات المفيدة لصحة طفلك، والرضاعة الطبيعية تحمي أطفالنا من الامراض والعدوى والإسهالات». «امى الحبيبة اكيد بتعرفي اللبا او السرسوب الموجود في اول ثلاثة ايام من بداية الرضاعة واهميته في تدعيم صحة طفلك، وحتى التؤام تقدري ترضعيهم في نفس الوقت». والرضاعة الطبيعية تنمي شخصية الفرد النفسية والاجتماعية. «أمى الحبيبة معا نشجع الرضاعة المطلقة، يعني رضاعة لبن الام فقط من غير اضافة اية سوائل ولا حتى الماء لغاية الشهر السادس من عمر الطفل، وما تنسي تشربي سوائل كتيرة». «ابوى العزيز وجودك معانا ودعمك الاجتماعي والنفسي مهم جداً». وتختتم كل رسالة بصوت طفل صغير يقول «التوقيع ابناؤكم اجيال المستقبل الاصحاء». وقالت سهى فاروق ل «الصحافة» إن أهم فوائد الرضاعة للأم هي الارتباط النفسي والعاطفي بين الأم وطفلها أثناء الرضاعة الذى يعطي شعورا للأم بالرضاء عن نفسها، لأنها تحافظ على صحة الطفل ونموه. وأيضا يعود الرحم إلى وضعه وحجمه الطبيعي بسرعة أثناء الرضاعة، ذلك لأن امتصاص الثدي يؤدي إلى إفراز هرمون من الغدة النخامية يدعى الاوكسيتوسين الذي يؤدي بدوره إلى انقباض الرحم وعودته إلى حالته الطبيعية. ولو لا ذلك لأصيب الرحم بسرعة بالانتان وحمى النفاس. وتقلل الرضاعة من احتمال الإصابة بسرطان الثدي، ووجد أن المرضعات هن أقل النساء تعرضا للإصابة بهذا المرض الخبيث. وتقول الإحصائيات إن غير المتزوجات أكثر تعرضا من المتزوجات، والمرضعات هن أقل الجميع تعرضا لهذا المرض. وقالت سهى إن لبن الأم معقم جاهز وليست به ميكروبات، وتقل بذلك الإصابة بالنزلات المعوية التي تصيب عادة الأطفال الذين يرضعون بواسطة الزجاجة. ويحتوي لبن الأم على كمية كافية من البروتين والسكر تناسب للطفل تماما، بينما البروتينات الموجودة في لبن الأبقار والأغنام والجواميس عسيرة الهضم على معدة الطفل، لأنها صممت لتناسب صغار تلك الحيوانات، وتكثر لدى الأطفال الذين يرضعون من الزجاجة وفيات مفاجئة غير معروفة السبب، وتدعى «موت المهاد»، بينما هو غير موجود تقريبا لدى الأطفال الذين ترضعهم أمهاتهم. الصحافة