لو سألت عن الحزب الجامع لكل الأحزاب يمينها ووسطها ويسارها ويسار اليمين ويمين اليسار ووسط اليمين ووسط اليسار.. ويسار الوسط.. لو سألت عن الماعون الجامع لأهل البلاد بكل لهجاتهم ودياناتهم وسحناتهم.. لو سألت عن المتكأ والملتقى الجميل الذي يضم »العربي والزنجي والحلبي« فقل الهلال.. واستشهد بفرحة الجمعة التي أشعلها الأزرق في كل مكان.. وهلالاب هلالاب مين زينا..! على أسطح المنازل.. على الحافلات والعربات الخاصة والأمجادات والركشات ترتفع أعلام الهلال وفي البيوت والمكاتب ومجالس المدينة كلها، فالقاسم المشترك الأعظم لمواد حديثها هو السيد الهلال الذي قدر وفعل.. ووعد وأوفى. وقال وصدق.. وعاهد فأؤتمن.. ورمى وأصاب.. وانتصر وأسعد.. وياهو ده الهلال.. وهلالاب والأجر على الله..! بتقدير جيد جداً نفذ الهلال ما هو مدروس ومخطط ومحسوب وكسب مازيمبي »العنيد والغتيت« بهدف »إنما إيه إنما هدف« وبست نقاط.. ثلاثة وضعها في رصيده وثلاثة أخرى حرمها منه بحساب انه المنافس الأول والأخطر على إحدى البطاقتين المؤهلتين لربع النهائي.. وباختصار فالفريقان قدما مباراة هي أقرب للنهائي من حيث القوة والإثارة.. والتكتيك والتكنيك.. وبقدر ما كان مازيمبي شاطراً كان الهلال أشطر وبشطارته حسم اللقاء.. و«بالطريقة دي الهلال ده بيكتل ليهو زول«..! كان من حق الشامتين على الهلال أن يشمتوا وللمشفقين عليه أن يشفقوا، فمازيمبي الذي نعرفه ويعرفونه.. هو الأقرب لمنتخب إفريقيا.. فإدارة الفريق وعلى مدى سنوات ضمت كل »نوار« الكرة الإفريقية إلى فريقها فلم تترك مدافعاً ولا لاعب وسط ولا مهاجماً موهوباً إلا وضمته.. أضف الى ذلك التعاقدات الميسورة والحياة السهلة التي يوفرها النادي للاعبيه.. عموماً مازيمبي فريق كبير جداً وصاحب إمكانات عالية وخبرة تراكمية.. والهلال »المحترم« انتصر على كل ذلك فهل من معترض؟ ما أظنش..! بالمناسبة الزمالك المصري هو أيضاً كبير من كبار إفريقيا ليس لأنه يلعب في دوري الثمانية الكبار لكنه كبير بتاريخه وجماهيره وإنجازاته.. ومن سوء حظ الزمالك أنه وقع في مجموعة الأقوياء التي يواجه فيها الهلال ومازيمبي.. والأزرق الذي صرع مازيمبي وأغلق ملفه.. فتح ملف الزمالك وبالتأكيد فمدخل احترام الخصم الذي هزم به مازيمبي هو الذي سيدخل به على الزمالك.. ومازيمبي أخذ حقو وميت عقبة بعدو ويا الزمالك ارجى الراجيك..! لا مرة ولا اثنتان بل ثلاث أشرت فيها »بالصريح والواضح« للتراجع الكبير الذي لازم وظل يلازم مهند الطاهر من مباراة لمباراة بل حتى في التدريبات.. فمهند غير المهند حالياً أصبح يفضل أن يكون »ضيف شرف« كل مباراة أكثر مما هو لاعب ويرتاح أن يكون اللاعب رقم »12« للخصم أكثر مما يكون اللاعب رقم واحد للأزرق.. مهند الطاهر الآن يغرد خارج سرب الهلال.. مهند الآن »كراعو ما في« و«راسو دايش«.. وأصحى.. أصحى يا غزال..! أشفق المشفقون على الفارس سيف مساوي وهو يتمدد مصاباً وزملاؤه يضعون أيديهم على رؤوسهم وقفزت الشفقة من سيف الهلال مساوي ووصلت إلى الهلال نفسه بعد ان حملته سيارة الإسعاف الى المستشفى.. وزادت الشفقة وسيمبو الذي لم يشارك حتى في الدوري الممتاز يدخل بديلاً لمساوي وكانت المفاجأة ان سيمبو ظهر كمدافع قوي متزن.. بإمكانات عالية مؤكداً على ظلم النابي له.. وسيمبو المدافع الفولاذي قبل ان يخرس الذين يتحدثون عن حاجة الهلال لمدافع وفر على الهلال آلاف الدولارات التي كانت ستدفع لمدافع قد يبقيه نابي جديد ظلماً بدكة البدلاء..! الأداء القوي والعنيف والشرس.. والاندفاع الرجولي للنجمين عبداللطيف بويا وبكري المدينة يتلخص كله في أن كرة القدم لعبة رجال.. تقبل »القلع« و«الدفر« و«الخبت« و«الضرب« و«العفص« و«المدافرة«.. والالتحام والاقتحام.. وترفض »التمليس« والمهادنة والتطييب.. أيوه مساوي وبكري المدينة رجال أولاد رجال.. وشباب حارة و«الكورة كده«.. والما بقدر على كده.. يا مهند الطاهر يدي الهلال »عرض أكتافو«..! تجاهلت الصحف »الصفراء« انتصار الهلال والأمر عادي.. والمريخ قرر ألا يلعب الهلال بالقلعة الحمراء والأمر عادي.. وتمنى بعض المريخاب هزيمة الهلال أمام مازيمبي والأمر عادي.. ومجلس المريخ »البخيل« بخل حتى من تقديم التهانئ للهلال والأمر عادي.. فكل سالب يحدث من المريخ الخارج من البطولة الإفريقية من مرحلة الأساس تجاه هلال المجموعات عادي.. وغير العادي ألا يتمنى المريخاب للهلال الموت، والهلالاب يتمنون للمريخ الحياة.. ولا حياء لبعض المريخاب..!