قلت في مقال سابق إنه وبالرغم من ترنح الزمالك وتراجع مستواه محلياً وخارجياً بعد هزيمته من فيتا كلوب بالكنغو الا ان ذلك يجب ألا يجعل نجوم الهلال يطمئنون للفوز لأن الكرة المصرية مهما كان مستواها تعتمد على اللعب المنظم والالتزام التام بمهام وواجبات الوظائف ولذلك يجب أن يحترم الهلال الزمالك كناد كبير وعريق بالأداء الجاد والقوي وبالضغط المتواصل على لاعبي الزمالك في حالة فقدان الكرة لحرمانهم من السيطرة وبناء الهجمات وخلق الفرص كما يجب على الهلال أن يستفيد من ميزة سرعة لاعبيه في الانطلاقات بالأطراف والاختراق من العمق ليتفوقوا بذلك على بطء اللاعبين المصريين وعدم قدرتهم على مجاراة سرعة بكري المدينة وكاريكا ونزار. ولكن للأسف خذل الهلال أمس الأول جماهيره العريضة وظهر بشكل ضعيف أمام الزمالك وخرج بنتيجة سلبية لأن مدرب الفريق كامبوس لعب بطريقة دفاعية غريبة وعقيمة جعلت الفريق المصري يسيطر على المباراة ويستحوذ على الكرة وهو الشيء الذي حذرنا منه والأدهى والأمر عدم استفادة الهلال من سرعة لاعبيه مثل بكري المدينة ومدثر كاريكا في الهجمات المرتدة ليخسر الهلال نتيجة المباراة ويمنح الزمالك فرصة استعادة الثقة والعودة للمنافسة من جديد. المدرب البرازيلي كامبوس هو المسؤول الأول عن خسارة الهلال المؤلمة بطريقة اللعب العقيمة التي لعب بها رغم أن الظروف كانت في صالحه فالفريق في حالة معنوية مرتفعة بعد النصر الكبير على مازيمبي وبالإضافة إلى ذلك فإن المنافس لا يعيش أفضل أيامه فقد خسر نتيجة مباراته الأولى أمام فيتا كلوب وخسر الدعم الجماهيري لأن المباراة أقيمت من غير جمهور. ولكن التنظيم الجبان الذي لعب به كامبوس جعل خطوط الهلال غير مترابطة وإيقاعه غير سريع ليفقد الفريق أهم مميزاته وهي الأداء الجماعي واللعب الممرحل ليضطر اللاعبون للإرسال الطويل لكاريكا والمدينة اللذين كانا وسط كماشة دفاعية وحتى الهدف الذي أحرزه كاريكا لم يأت من جملة تكتيكية أو هجمة منظمة وإنما من خطأ دفاعي لأحد لاعبي الزمالك والذي أخطأ في ترويض الكرة لتصل لكاريكا الذي راوغ الحارس ووضعها في المرمى. الطريقة الدفاعية لا تعني أن يلعب المدرب البرازيلي بسبعة أو ثمانية لاعبين في الدفاع فهذه الطريقة لا علاقة لها بكرة القدم الحديثة التي تعتمد على اللعب المتوازن والانتشار الجيد وليس التكتل في الدفاع مثل الأندية الصغيرة. وأخطاء المدرب لم تنحصر في الخطة او التنظيم فقط بل في التشكيلة التي لعب بها والتي شهدت مشاركة خليفة بعد غياب في خط الوسط وقد قدم هذا اللاعب عرضاً سيئاً وكان ضعيفاً في واجباته الدفاعية كما أنه لم يقم بالدعم الهجومي ليفقد الهلال خانة حساسة كان بالإمكان أن يشارك فيها لاعب أكثر جاهزية وحتى عندما أعاده المدرب للدفاع كطرف أيمن لم يختلف أداؤه وكان ثغرة كبيرة في الدفاع. ورغم الأداء السيء للهلال إلا أنه وجد ثلاث فرص كبيرة ولكنها ضاعت بعامل الشفقة وسوء ختام الهجمة مثل فرصة بكري المدينة في الشوط الأول والتي لم يتم استغلالها وفرصة كاريكا في الشوط الثاني وثالثة الأثافي فرصة المهاجم المالي كوليبالي والذي وجد نفسه في مواجهة المرمى بعد تمريرة كاريكا إلا أنه سددها برعونة وتسرع وهناك فرص اخرى ضاعت بسبب سوء تمركز المهاجمين وعدم وجودهم في المكان المناسب. من المهم جداً أن نستفيد من عبر ودروس الخسارة حتى نحقق المطلوب في المباريات القادمة فالهلال ما زال في المنافسة وخسارته أمام الزمالك لا تعني نهاية المطاف فهي مجرد معركة وبالأمس فاز مازيمبي على فيتا كلوب لتتساوى الأندية الأربعة في عدد النقاط بثلاث نقاط لكل. خلاصة القول من المهم أن يبدأ كامبوس مباراته القادمة أمام فيتا كلوب الكنغولي بتشكيلة صحيحة حتى لا يتكرر ما حدث في مباراة الزمالك والتي تأثر فيها الاداء بشكل كبير بسبب سوء الاختيار والذي اضطر فيه المدرب لاضاعة فرص التغيير في معالجة الاخطاء وليس دعم صفوف الفريق لتحقيق النتيجة المطلوبة ومن المهم ايضاً أن يلعب بإستراتيجية صحيحة فمباراة فيتا كلوب لا تحتمل أي خطة خاطئة لأن التعويض في حالة الخروج بنتيجة سلبية سيكون غاية في الصعوبة.