تصدرت مشاركة كبار السن تصويت المصريين في الانتخابات الرئاسية يوم أمس «الإثنين»، ولوحظ كثافة في الحضور من كبار السن والأقباط في صدارة اللجان في مقابل ضعف الشباب الذين يمثلون ثلثي تعداد السكان، ولم يتركز ذلك في مناطق معينة؛ بل امتد ليشمل محافظات مصر كلها، فى إعلان واضح من جانب الشباب عن رأيهم في هذه الانتخابات، كما توفي أحد المسنين في لجنة حدائق القبة بالقاهرة عقب الإدلاء بصوته، وفي السياق أكد المستشار خالد أيوب، رئيس لجنة 39 في مدرسة محمد كريم بسيدي جابر بالإسكندرية، أن الإقبال ضعيف حتى أنه أقل من الاستفتاء على دستور الدم يناير 2014، مشيراً إلى أن اللجنة مستمرة حتى الساعة التاسعة مساء ويمكن مد الوقت إلى ما بعد التاسعة مضيفاً: «احنا مستنيين»! وكشف أن اللجنة بها 3891 صوتاً وبعد استبعاد المصريين بالخارج صار عدد المصوتين 3716 نافياً وجود أية مشكلات سوى عزوف الناخبين عن المشاركة. في الإطار نفسه أشاد التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب باستجابة المصريين الواسعة للمقاطعة في انتخابات الرئاسة، لافتاً إلى أن مقاطعة المصريين للانتخابات بالتوازي مع حشودهم الثورية الغاضبة، تعتبر وفاء عظيماً لدماء الشهداء وحقوق المعتقلين والمصابين من الانقلاب العسكري الذي عصف بمصر، وتُجرى الانتخابات الرئاسية المصرية، التي يمتلك فيها قرابة 54 مليون ناخب مصري حق التصويت تحت إشراف 16 ألف قاض من القضاء والنيابة، يتولون الإشراف على 13 ألفاً و899 لجنة انتخابية فرعية، في حين يتولى الإشراف على تلك اللجان الفرعية 352 لجنة انتخابية عامة على مستوى الجمهورية. في وقت قال فيه منسق حملة شعب مصر محمود نفادي أن أعضاء حملته في منطقة مصر القديمة، تمكنوا من رصد عمل لجنة خاصة بالانتخابات الرئاسية المصرية، بدون قاض، وقيام موظفي اللجنة بتوجيه الناخبين البسطاء الراغبين، لانتخاب المشير عبد الفتاح السيسي، على حساب المرشح الآخر حمدين صباحي، فيما قال تقرير أصدره موقع «ويكي ثورة» الذي يرصد ويوثق أحداث ثورة 25 يناير المصرية، إن عدد المعتقلين والملاحقين أمنياً وصل منذ الانقلاب الذي قاده المشير عبد الفتاح السيسي في 3 يوليو 2013، وحتى 15 مايو 2014 إلى أكثر من 41 ألف مقبوض عليه أو متهم في واقعة أو قضية في جميع محافظات مصر، وهو أكبر عدد معتقلين في تاريخ مصر حتى الآن بحسب الموقع في وقت تجرى فيه الانتخابات، هذا وقد أدلى السيسي بصوته في أحد مراكز الاقتراع في القاهرة، وأدلى بتصريحات صحفية قال فيها إنه يتوقع أن يكون الإقبال على التصويت كبيراً، على حد تعبيره، كما أدلى صباحي بصوته في لجنة انتخابية بحي المهندسين، وقال للصحافيين لدى دخوله رداً على سؤال عن توقعه لنتائج التصويت ما زال الوقت مبكراً للحديث عن اتجاهات التصويت لأن المصريين لم يصوتوا بعد، وحصل السيسي على 95% من أصوات المصريين في الخارج، لكن استطلاعاً للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث ومقره واشنطن يشير إلى صورة أكثر تبايناً داخل مصر، إذ قدر أن 54% من المصريين يؤيدون السيسي، في حين أن 45% لا يؤيدونه. دولياً خصصت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية افتتاحيتها للانتخابات الرئاسية في مصر، وقالت الاندبندنت إن الانتخابات التي تجري في مصر ليست حقيقية، لأن المشير السيسي لا يتنافس معه إلا مرشح واحد، وأضافت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية ودول الخليج رحبوا بعودة الانسداد بمصر، واعتبرت الصحيفة أن وصول السيسي إلى الحكم سيكون إعلان وفاة الربيع العربي ودفنه، فيما اعتبرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أن مصر شهدت عرسها الديكتاتوري، مشيرة إلى أن عزل جماعة الإخوان المسلمين يعد أكبر القرارات الديكتاتورية التي تم اتخاذها منذ ثورة يناير 2011، وقالت الصحيفة في مقال لها أمس، إن القمع سيزداد أكثر بعد فوز قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، برئاسة الجمهورية الذي صرح بأنه لن يكون للإخوان دور سياسي أثناء حكمه، وأوضحت أن مصر اليوم تنتخب رئيساً جديداً ولكن بشكل ديكتاتوري، بدون مشاركة جميع التيارات السياسية، مما يثبت أن مصر تعود للنظام الأسبق، نظام مبارك وأعوانه، مؤكدة على أن مطالب ثورة يناير 2011 لن تتحقق بعزل الإخوان لأنها اندلعت على أساس الحرية والمشاركة السياسية، من جانب آخر نفت وزارة الداخلية المصرية أمس تقريراً أذاعه التلفزيون الرسمي في وقت سابق بشأن إلقاء قنبلة محلية الصنع أمام لجنة انتخابية في المحلة الكبرى بمحافظة الغربية شمالي البلاد، وكتبت وزارة الداخلية على صفحتها الرسمية على «فيسبوك» إن حقيقة الواقعة هي صدور أصوات من عادم إحدى السيارات.