تعتبر البيوت المحمية تجربة طريقة زراعية حديثة وتقنية للمناطق الباردة واستخدمتها دول الخليج لعدم وجود مساحة كافية للزراعة فهي تتيح الإنتاج الراسي، دخلت السودان وانتشرت بصورة كثيفة في الخمس سنوات الأخيرة لحل مشكلة موسمية الإنتاج كندرة الطماطم، ولكن الطرق المتبعة فيها تفتقر للنواحي الفنية لعدم مراجعة العوامل المناخية ودرجة الحرارة واتجاه الرياح. حذرت الباحثة في وقاية المحاصيل والمختصة في تقييم فاعلية المبيدات د. إنصاف شيخ إدريس المواطنين من تناول الطماطم خلال هذه الأيام لأنها تعتبر ملوثة بسموم المبيدات المرشوشة بها ومن الزراعة المكشوفة وأوضحت أن الزراعة المكشوفة أخطر من الزراعة المحمية لكمية المبيدات بها، وكشفت الباحثة خلال حديثها في ملتقى المستهلك «منتجات البيوت المحمية وحماية المستهلك» عن إدخال البيوت المحمية السودان دون دراسة، معلنة التركيز حالياً على تقييم أصناف مقاومة داخل البيوت المحمية لتقليل استخدام المبيدات، مشيرة إلى عدم وجود رقابة داخلها وإنما رقابة ضمير وإدخال البذور بطرق غير رسمية. ومن جانبه قال المرشد الزراعي المهندس بشرى حبيب الله إن الإنتاج الآن غير آمن وتنعدم الرقابة الذاتية، وتحدى أن تكون الطماطم آمنة، مؤكداً إدخال 221 مصاباً بالسرطان إلى مستشفى الذرة كل 20 يوماً رغم تعدد الأسباب. وطالب خبراء في مجال الزراعة والأغذية والمبيدات بوقفة رسمية وشعبية لإصدار قانون للرقابة الغذائية يواكب التطورات للإشراف على سلامة المبيدات، فيما تعهدت برلمانية بتشريعي الخرطوم بالسعي لوضع القانون. وفي ذات الأثناء اتهم خبير شركات عربية تعمل بالبلاد بإنشاء بيوت محمية غير مطابقة للمواصفات، ودعا البنك المركزي للاهتمام بتوفير العملة الصعبة للمبيدات أسوة بالأدوية، كاشفاً عن أن 70% من المبيدات الموجودة بالسوق تدخل عن طريق التهريب وتكون غير مطابقة للمواصفات، وأكد أنها تتسبب في انتشار السرطانات والفشل الكلوي، في وقت اعترف فيه خبير آخر بوجود فوضى في استخدام المبيدات، وكشف عن وجود طماطم بالسوق غير صالحة للاستخدام الآدمي. وكشف عضو المجلس القومي للمبيدات السر عمر عن دخول مبيدات غير مطابقة للمواصفات تدخل عبر التهريب من مصر عبر الولاية الشمالية، وأشار إلى أن هناك شركات عربية أنشأت بيوتاً محمية بالسودان غير مطابقة للمواصفات وتستغل الخريجين للعمل فيها، وأوضح أن الحكومة تستورد 30% من الاحتياج الفعلي للمبيدات بينما تدخل الكمية المتبقية عبر التهريب. ومن جهته اعترف المختص في مجال البيوت المحمية صلاح قرناص بوجود مخاطر على المستهلك جَراء سوء وفوضى استخدام المبيدات، وقال إن مدخلات الإنتاج تدخل البلاد عن طريق العلاقات الشخصية، وأفاد أن وزارة الزراعة كونت لجنة لمراجعة البيوت المحمية وفرغت منها بنسبة 75% من القطاع العام، مناشداً القطاع الخاص بالرجوع للجنة. وفي اتجاه موازٍ بشر قرناص بإنتاج كميات كبيرة من الطماطم في رمضان سيتم توزيعها في أكشاك محددة لمنع تدخل السماسرة لرفع الأسعار، وقال إن الإنتاج الموجود بالسوق من الطماطم غير صالح للاستهلاك الآدمي.