أكثر من ثلاث ساعات قضيتها أمس داخل حوش التلفزيون بعد غيبة زادت عن الستة عشر شهراً.. بسبب محمد حاتم سليمان وشركائه الجدد الذين استباحوا الحوش والمكاتب والاستديوهات والمكتبة الثروة العظيمة.. وأزاحوا إدارة الإنتاج التجاري، هذه الإدارة المنضبطة في الحصول على الإعلانات والرعايات والتعاقد معها وتوريد عائداتها للدولة.. وتولى الشركاء المهمة ولا يعلم إلا الله كم كانت عائدات التلفزيون من هذه الشركات التي تجتهد هذه الأيام للحصول على أكبر عائد من سوق إعلانات الشهر الكريم وحسبنا الله. نعود لحوش التلفزيون أمس الذي تمثلت فيه روح هذا الحوش بكل معانيها الجميلة الرائعة في الوفاء وترابط العاملين.. وكانت ما أعظمها من ساعات عشناها ونحن نكرم الهرم الإعلامي الكبير الأستاذ الفاتح الصباغ وقد تبارى كل الأوفياء في الحضور والتكريم.. وبالمناسبة لم أجد أياً من وجوه الشركاء الجدد والغرباء على هذا الحوش العظيم وأخلاقياته العظيمة وربما كان هذا من أبرز عوامل نجاح تظاهرة الأمس. فكرة حوش التلفزيون والمنتدى الشهري ابتكرتها إدارة العلاقات العامة والإعلام في عهدها الجديد بقيادة ربانها الماهر الزميل الأستاذ الطيب الصديق الذي يوافق اسمه شخصيته وطبيعته.. وليت الفكرة تتواصل لأن قائمة من يستحقون الوفاء كبيرة. وكان الفاتح الصباغ عظيماً كعادته وهو يعلن قائمة طويلة من رواد العمل في هذا الحوش العظيم وذكر منهم السادة الأجلاء المهندس حسن أحمد عبد الرحيم الذي يرقد حالياً في العناية المكثفة بعد أن أصدر محمد حاتم سليمان قراراً بتكريمه والوفاء له بفصله بخطاب من سطرين من عمله في قناة الخرطوم الدولية. سعدت أمس بلقاء العاملين وتجاذبنا ذكريات السنوات الطويلة في داخل الحوش ومنهم زملاء الستينيات حيث عملت في التلفزيون عام 1969 ونلت أول مرتب في حياتي من عملي بقسم الأخبار.. ومنهم زملاء التسعينيات والألفية بعد العودة من الاغتراب الى داخل الحوش عضواً بمجلس الإدارة ورئيس اللجنة الاستشارية للرياضة ثم مستشاراً للرياضة ومديراً لإدارة البرامج الرياضية ومؤسساً للقناة الرياضية الأولى في السودان منذ العام 1995م التي حملناها وسميناها النيلين وأطلقناها أرضية ثم فضائية قبل أن يلتهمها شركاء محمد حاتم سليمان وكل عائداتها. نقطة.. نقطة أسعدني مشاركة المذيع الشاب أحمد حسن في تقديم فقرات برنامج تكريم الفاتح الصباغ وسبب سعادتي لأنني أمسكت بيده عام 2008م حين فاز بالمركز الأول في مسابقة الأداء الإذاعي في الدورة المدرسية بدنقلا.. وظللت ممسكاً بيده من القطينة وربك حتى أوصلته حوش التلفزيون وقد حكى كل هذا أمس لزملائه وزميلاته المذيعين والمذيعات الشباب وأثبت بذلك أنه ليس من شاكلة ناكري الجميل كما الآخرين وما أكثرهم. الدعوة للمشاركة في حفل تكريم الفاتح الصباغ جاءتني منه شخصياً ثم أردفها منسق الحفل وعريسه الأخ الطيب الصديق وكان حرصي كبيراً للحضور والمشاركة لارتباطي بالصباغ منذ أيام الدراسة في كلية التربية ببخت الرضا لإعداد معلمي المرحلة الثانوية العامة وقد روى عن هذا وعن دور بخت الرضا في إعداده وإعدادنا. شاركت العديد من القنوات التلفزيونية والإذاعية في حفل تكريم الرائد الفاتح الصباغ وأجرت العديد من المقابلات وهذه واحدة من سمات العاملين في هذا الحقل، وأسأل الله ألا تصل إليهم عادات وطبائع شركاء العمولات والإعلانات والرعايات الأخيرة. أتمنى أن تتواصل لقاءات تكريم الرعيل الأول من بناة التلفزيون ولتكن البداية بجيل الستينيات المؤسس وبيننا عدد من الوجوه أطال الله عمرهم ويمكن أن يشمل التكريم والوفاء أسر من اختارهم الله إلى جواره وبعد ذلك لجيل السبعينيات ثم الثمانينيات وهلمجرا. لم أجد الفرصة لأكتب عن مباراة الهلال وفيتاكلوب أكثر مما كتب وعلق الزملاء والتعادل خسارة للهلال لأن من يريد النجاح أن يحافظ على ما عنده ويبحث عما عند غيره وأقصد بما عنده نقاط المباريات الثلاث على أرضه وما عند غيره نقاط المباريات الثلاث في الخارج. وبذا يكون الهلال قد خسر نقطتين فيما كسب فيتا نقطتين غاليتين بل هي أغلى من نقاطه الثلاث التي كسبها من جاره مازيمبي.