نعم.. حقاً وصدقاً.. وبالشواهد والبراهين القاطعة لولا قيام الليث فوق عرينه ملك العرين ثعالب وأباعر نعم والله.. وأذئبة.. وظربان.. وبنات آوي.. وحمر، ولا اعلم لابن آوى جمعا غير بنات آوى.. وحمر تصلح جمعاً لحمار ولأحمر.. وكل أحمر حمار وليس كل حمار أحمر. ولكن الليث قام البارحة فوق عرينه وكشر عن أنيابه .. وزأر فأجفلت الخفافيش واصطكت ركب النعام.. وصرصرت الهوام.. وحق لها.. التقى حراس الشريعة البارحة بقاعة الشهيد الزبير وتقاسموا ليذودون عن حماها.. وليصدنَّ عنها غوائل الشر الصادرة عن كل تجمع. وكل تآمر بالرغم من أن الجموع رخم والمتآمرون مرتزقة. لقد خلا السودان وصفا لأهله.. الذين هم أهله.. ويجب أن تُقرأ هذه الرسالة وتستقر في تلك الأفئدة الفارغة والقلوب الخربة.. ويجب أن يعلم كل الطيف العلماني الدهري اللاديني والمعادي للإسلام بأن باطن أرض السودان خير لهم من ظاهرها.. وأن جنوب السودان أرحب لهم من شماله.. وأن ضلالهم وفجورهم وسحتهم خير له ألف مرة شريعة الغاب من شريعة الوهاب. وخير لهم أن يطمئنوا إلى أن الدغمسة قد قبرت يوم قبرت نيفاشا.. وأن السودان الجديد هلك قبل نيفاشا وهو يتلظى الآن في نيوسايت، وأن لهذا الدين رباً يحميه، وأن الله قد أوكل لهذا الدين حراساً يحرسونه. وأنهم قد آلوا على أنفسهم ألا يُلدغوا من جحر واحد مرتين.. حتى ولا من جحر الإنقاذ.. وهم يقولون للحركة الإسلامية خير لك ألف مرة أن تخلعي عنك هذا الثوب الخلق المرقع المُسمى المؤتمر الوطني.. وترفلي في ثوبك الأنيق الجميل الفضفاض الذي كستك إياه سنوات المجاهدة والدعوة والأسر والكتائب والصيام والقيام، ثم سنوات المجاهدة الحقيقية في أحراش الجنوب وغاباته.. وأحراش النفس وغاباتها. ثم جاءت سنوات المؤتمر الوطني منذ دستور 98م العلماني، أي دستور نيفاشا الانتقالي، حيث انتقلت الحركة الإسلامية وأبناؤها وفلذات كبدها وشيوخها من غابات الجنوب إلى ادغال الخرطوم.. وأدغال الخرطوم أشد ظلمة وأشد برودة من غابات الجنوب.. إن كثيراً من النفوس التي انضمت الى المؤتمر الوطني عند إعلانه قد صبت من الاسمنت تماما مثل القلاع والحصون التي تعيش فيها. والحركة الإسلامية تحتاج الآن - بعد أن أخرجها الله من أحراش الأرض وأحراش النفس في الجنوب.. أن تتوجه إلى الله سبحانه وتعالى ليخرجها من أدغال الاسمنت ومن أنفس الاسمنت الباردة الرطبة الزخمة.. ولن تفعل ذلك إلا بالخلاص من المؤتمر الوطني.. وأظن أن هناك في الحركة الإسلامية من وهبه الله سبحانه وتعالى من الحكمة وحسن التقدير ما يدرك به مجريات الأمور، ويعلم علم اليقين أن المؤتمر الوطني قد استنفد أغراضه، وأن الذين جاءوه من خارج الحركة الإسلامية قد بدأوا يعودون إلى قواعدهم سالمين غانمين.. ولا أقول يتسللون لواذاً.. وإلا بالله فليجب من قيادات المؤتمر الوطني من شاء؟ أين رياك قاي اليوم؟ هل كان من قيادات الجنوب من هو أشد ولاءً والتزاماً في انتمائه للمؤتمر الوطني من رياك قاي؟ وهل هناك من هو أشد عداءً ومبازرةً لقرنق ومجموعة أبنائه وأولاده وبطانته؟ إذا كانت الحركة الإسلامية حتى هذه اللحظة لم تدرك هذه الحقيقة فقد تودع منها!! ولكنني أظنها قد أدركت وفهمت.. وبقي عليها أن تنضو عنها ثوب الرياء فإنه يشف عما تحته من العلمانية.. وقد آن للحركة الإسلامية أن تعود إلى سربها وتغرد فيه كما كانت تغرد. وعليها أن تعيد ولايتها على ربيبتها الإنقاذ، وأن تعود بها في يمينها.. وأن تغلق الباب أمام هذه اللجان التي كونها الثعالب والغربان والأبعرة والنعام والرخم والأذئبة والتي اصبحت تعج بها الساحة عجيجاً بل تئط بها أطيطا. ولتعلم الحركة الإسلامية ومعها الإنقاذ أن الساحة لم تعد تتسع لأكثر من لجنة واحدة سلطانية إسلامية قومية.. لا يختلف فيها اثنان على معنى.. حكومتهم واحدة.. ومرجعيتهم واحدة.. ومصطلحهم واحد.. وقبلتهم واحدة ودينهم واحد.. ودستورهم واحد.. أما أصحاب اللجان.. ومديرو الندوات.. واللقاءات ومعدو الحشود، فنحن نقول لهم: »كل هذا الذي تعدون وتطبخون.. إن كان مألولا فتزقموه.. وإن لم يكن مأكولا فبلوه واشربوا مويته« فقد تراصت الصفوف.. وسلت السيوف.. وشحذت الأقلام.. فمن أراد أن يدغمس دغمسناه.. ومن أراد أن يتطاول قصرناه.. ومن أراد أن يتعالى على الشريعة بسيفها قاتلناه.. وليت نملة عاقلة من نمل العلمانية والشقاق وحاشا للنمل أن يكون فيه مثل هذا أن تصيح بهؤلاء المتطاولين، ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم حراس الشريعة بأقدامهم وهم يشعرون.