ظهر الاثنين رن هاتف والي النيل الازرق لينقل له خبراً حزيناً عن رحيل ناظر عموم قبائل النيل الازرق. يس لم يكمل عمله في الخرطوم الذي جاء اليه «كعادته» لتوفير الخدمات لاهل ولايته. عاد لمدينة الروصيرص ليشهد الوداع الاخير للدكتور المك يوسف حسن عدلان. في ذاك اليوم حزنت الدمازين وتوشحت الرصيرص بالسواد وهي تودع رجل عرف بالحكمة والرأي السديد. عرك المك يوسف الحياة وهو سليل سلاطين السلطنة الزرقاء حيث ولد بشرق مدينة سنجة في العام 1924م. تخرج المك من كلية غردون وعمل ضابطاً بقوة دفاع السودان ثم انخرط في سلك الادارة الاهلية منذ الخمسينيات. رحل المك يوسف وهو رئيس لمجلس السلام في الولاية وهو رجل الادارة والسلام منذ ولادته وحتى وفاته. رحل المك عن عمر ناهز الاربعة وتسعين عاماً قضى معظمها وهو يفك طلاسم العقد بين القبائل في مختلف انحاء السودان. الراحل كان قد قدم ورقة في مؤتمر الادارة الاهلية في العام 2013. رفض خلال تلك الورقة تولي الادارة الاهلية بالانتخاب باعتبارات الخبرات التى يربى عليها ابناء الادارة الاهلية من قيم ومبادئ وفتح بيوتهم دوماً للمواطنين. للراحل دور كبير اقتصادياً وادارياً وحل النزاعات والتقاضي وغيرها من المجالات. الوزير السابق بولاية النيل الازرق موسى طه الشائب قال عن الراحل انه كان إدارياً من الطراز الاول ويمتاز بالحكمة وبعد النظر وله مقدرة في حل النزاعات وقد ساهم في كثير من المصالحات القبلية بين قبائل السودان المختلفة الشائب لم ينس الدور الكبير الذي لعبه الراحل في المساهمة في التخطيط لاسترداد الكرمك عند سقوطها الاول في العام 1987م الى جانب مشاركته في جولات مفاوضات السلام المختلفة. نائب والي النيل الازرق بشير البطحاني قال في لحظات الوداع الاخير ان البلاد فقدت رجل قامة له اسهامات كبيرة في استقرار الولاية وهو يمثل ركناً مهماً فيها. وزير المالية بالولاية الدكتور سليمان عمر مطرف قال ان الدكتور المك رجل قامة قل ان يجود الزمان بمثله وهو واحد من ابرز رجالات الادارة الاهلية في السودان يمتاز بالحكمة وبعد النظر. معتمد الدمازين خالد حسن نعى الراحل وتحدث عن مآثره وعدد مواقفه. رحل المك وترك خلفه أساساً متيناً لعمل الادارة الاهلية يقوده ابنه الفاتح. الفاتح هو مستشار والي النيل الازرق للادارة الاهلية واليوم تلقى على عاتقه مسؤولية كبيرة لقيادة دفة الولاية خلفاً لوالده. الموكب المهيب الذي شيع جثمان الراحل يؤكد مكانة الرجل في قلوب اهل النيل الازرق. وما يؤكد تلك المكانة عودة والي النيل الازرق من الخرطوم لتشييع الجثمان قبل ان يكتمل عمل يس في الخرطوم. ألا رحم الله فقيد البلاد والنيل الازرق المك يوسف حسن عدلان. «إنا لله وإنا إليه راجعون»