أذكر أنني في التسعينيات قرأت حواراً صحفياً أجري مع الشيخ بلة الغائب قال فيه إنه عندما يريد أن يعالج مريضاً يحمل معه الجن في سيارته، ووقتها قلت مازحاً لبعض الأصدقاء «جن يشيلو في عربية ما أظنو يكون نافع»، ثم توالت العديد من الحوارات الصحفية مع الرجل، وفي الفترة الأخيرة ركزت بعض الصحف على تنبؤاته والتي شملت الجوانب الاقتصادية والسياسية والرياضية. فعلى الصعيد السياسي قال في أكثر من حوار إن البشير سيحكم السودان «31 سنة وخمسة وعشرون يوماً»، وقال إنه أخبر النميري بكل الانقلابات التي حدثت له لكنه لم يخبر الناس، لماذا لم يعمل نميري بنصيحته طالما كان يثق فيه ويتعامل معه؟، وقال الشيخ بلة في حوار تلفزيوني في قناة أم درمان قبل فترة قصيرة أجراه الصحفي الأستاذ عادل سيد أحمد عبر برنامجه كرسي الاعترفات، إنه ذهب إلى ليبيا بدعوة رسمية بعد أن أخطر عبد الله زكريا مسؤول اللجان الثورية في السودان بأنه شاهد سقوط حكم القذافي، وقال إنه التقى بابن القذافي سيف الإسلام لكنه لم يصدق تنبؤاته ومن ثم عاد للخرطوم ولكن بعد ثلاثة أيام جاءته دعوة وقابل القذافي وقال له إن حكمه سيسقط لكنه لم يصدقه أيضاً، وقال إنه تنبأ بسقوط بن علي وعلى عبدالله صالح كما تنبأ بسقوط مرسي وحسني مبارك، وقال في حوار مع صحيفة المجهر إن السيسي سيحكم مصر «28» عاماً وأن المصريين سيرون منه خيراً كثيراً، أما على الصعيد الداخلي قال لا مستقبل للأحزاب إلا بعد انتهاء حكم البشير، وقال إن الجنوب سيعود للشمال وأن عرمان سيصبح والياً ووزيراً، وكشف في حوار آخر أنه ساعد في العثور على أسلحة مخبأة، وقال الشيخ بلة إنه رفض عرضاً من سياسيين ورهبان في مصر لمساعدتهم في إسقاط حكومة الإنقاذ وعرضوا عليه أربعة مليارات دولار ورفض - طيب ما تشيل إسرائيل- أما على الصعيد الاقتصادي فقد قال في حوار صحفي قبل حوالي عام إن هناك نفطاً كثيراً في منطقة مشرحة الخرطوم -ترحيلها قرب- وأشار إلى عدة مناطق في السودان بها بترول، وقال إن نفط السودان يفوق حجمه الموجود بالممكلة العربية السعودية -بختنا- كما يوجد غاز كبير في الشرق بكميات كبيرة لا توجد في دولة عربية، وأن مناجم الذهب توجد في ولايتي نهر النيل والشمالية - بخت التربالة الغلابة- لكنه قال إنه مملوك للجن -آية الكرسي موجودة- وعن الطائرة الماليزية التي حيرت العالم بكل بأقماره ورادارته الحديثة وغواصاته المتقدمة، قال إنها موجودة في مناطق الجن وركابها أحياء، ثم عاد وقال في حوار آخر إن الطائرة توجد الآن في مكان ما بالأرض لكنه لن يخبر أحداً بمكانها - ده عمل خير ما بي مالك- وفي حوار بالفيديو وحوار آخر قال إنه يتعامل مع الجن المسلم فقط، وأن تقوى الله هي التي تفتح له باب المعرفة -أي الغيبيات- كذلك قال الشيخ بلة إنه يعالج العديد من الأمراض كالسرطان وغيره بواسطة أعشاب عرف أسرارها بواسطة عَالم الجن، وإنه يعالج القضروف في خلال خمسة عشر أو عشرين يوماً، وبعدها يمكن للمريض أن يمشي معافى، كما أشار في حوار آخر أنه يعالج الخرف المبكر -وين ناس الزهايمر راجين شنو-. ولفتت نظري لقطة فيديو لمنزل الشيخ بلة الغائب قبل إجراء الحوار معه حيث بدا المنزل محصناً بالسلك الشائك -طيب ما تخلي شختبور يمنع الحرامية-. أخيراً من آخر ما تناقلته إحدى الصحف مؤخراً، أن الشيخ بله تنبأ بفوز البرازيل بكأس العالم وشاءت الأقدار الربانية أن يكذب هذا التنجيم بهزيمة البرازيل من ألمانيا بسبعة أهداف مذلة، ما أضطر الصحيفة أن تكتب في عنوانها الثاني في الصفحة الأولى«سقوط البرازيل وبلة الغائب» طيب يا شيخ بلة الكورة هينة لكن نحنا خايفين من تنبؤاتك السمحة بدولة الذهب والبترول والغاز في السودان تطلع زي هزيمة البرازيل.
