«ويل يومئذٍ للمكذبين الذين يُكذبون بيوم الدين وما يكذبُ به إلاّ كلّ معتدٍ أثيم» ومن عجبٍ «ألاّ يظنُّ اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقومُ الناسُ لربِّ العالمين».. الولاية الشرقية همٌ كبيرٌ لأهل المنطقة الشرقية من جنوب كردفان.. همٌ ومطلبٌ لا يدانية أو يقاربه مطلبٌ أو شيء آخر سواه، وهو خط استراتيجي لجماهير تلك المنطقة طال انتظاره، ومخطئ من يظن أن هناك مناورة أو تفريطاً في هذا المطلب العادل والحق الشرعي الذي تتوافر أسبابه، وتتعدد دواعيه وقد تهيأت ظروفه منذ أمد من الزمان.. ظروف الجغرافية والديمغرافيا والموارد والإرادة.. طلبت في مقالي الأول من الإخوة الذين صاغوا البيان الجبان الذي لا يشبه صفات أهل الشرقية والمملكة الإسلامية، من حيث ما جاء فيه من جبن وخشية مواجهة طلبت منهم إلاّ يجعلوا بيانهم «النكرة» ذاك مجهول الهوية مبتور السند، بل ينبغي أن يكتبوا اسماءهم، ليعرف أهلهم هناك والرأي العام من هم أولئك شذاذ الآفاق الذين انتحلوا شخصية «مجلس شورى قبائل تقلي في أيام «حرمة» شهر رمضان.. شهر الأمانة والإخلاص والصدق، لكن يبدو أنه ينطبق عليهم وصف الآية الكريمة من سورة المطففين التي بدأنا بها هذا المقال. ها هي الفضيحة والكذبة وصفة الانتحال والتضليل جاءت مدّوية تقهقه وشهد شاهد من أهلها من داخل المكتب التنفيذي لمجلس الشوري المشار إليه، أن الذين كتبوا البيان ليسوا أعضاءً في مكتبه التنفيذي، ولم يفوضوا من قبل أحد.. والآن المجلس لم يجتمع قط ليقرر في هذه الفكرة أبداً، ولم تجر أية اجتماعات بخصوص هذه الفكرة، وبالتالي لا علم لمجلس شورى قبائل تقلي بالحالة «الجوكية» التي ظهر بها كاتبو البيان!! الفضيحة الثانية التي كشفت ظهر الانتهازيين المنتحلين لما سمي مجلس شورى قبائل تقلي الذي وقفت عند شخصيته الاعتبارية والقانونية في المقال الأول، هي رد الفعل العنيف والساخط بصوت هادر الذي جاء كالرعد المدّوي من قبل جماهير المنطقة الشرقية التي لم تتوان برهة في أن تصف كاتبي البيان الذي اعترض على مجرد توقيت قيام الولاية الشرقية وليس عدم قيامها، بالعملاء والمرتزقة والخونة والمأجورين والأبناء العاقين، بل قال بعضهم «هؤلاء عمل غير صالح» على نسق قصة ابن نبي الله نوح عليه السلام الذي آمن وكفر ابنه، فكان عملاً غير صالح لقي حتفه غرقاً وسيغرق كاتبو البيان في موجة الجماهير الغاضبة عليهم، لفعلهم الشنيع كما غرق ابن نوح العاق في يمٍ جادت بمائه السماء والأرض معاً. تدفقت علينا مطالب كثيرة، وانهالت علينا الاتصالات من فئات عدة من جماهير الشرقية مؤيدة هذه الكتابات والردود على بيان تحالف الفاشلين، جاءت من الطلاب والشباب والمرأة وقيادات تنفيذية وتشريعية وحزبية وقيادات أهلية واجتماعية واتحادات، وفي الوقت ذاته نددت بشدة واصفة أصحاب البيان بشذاذ الآفاق، وأنهم يعملون لأجل مصالحهم الخاصة ولا علاقة لهم بهموم جماهير المنطقة، وطالبت اتصالات كثيرة بإجراء استفتاء لجماهير المنطقة ليعلم المركز والولاية ماذا تريد جماهير الشرقية. أصحاب البيان الذين يتزعمهم ثلاثة معتمدين سابقين فشلوا فشلاً ذريعاً في محلياتهم أثناء تكليفهم، ومازالت تلاحقهم لعنات الفشل والفساد التي تلازم بعضهم منذ الثانويات، حيث ذكريات «الساردين» في الداخليات، وملفات تتعلق بقضايا أخرى تكشف عنها الايام القادمة، إضافة إلى أكاديميين خاملين.. كلهم ومن لف لفهم ينفذون أجندة جماعة «دفن الليل» الذين كانوا يقدمون معلومات مضللة ومشوهة عن المنطقة الشرقية كشفت عنها رئاسة الجمهورية، حيث صار كاتبو البيان مطية وتُبعاً لأولياء نعمتهم ضد مصالح أهليهم ومنطقتهم مقابل حفنة أرطال من السكر!! كاتبو البيان لهم اتصالات قوية بأجندة الحركة الشعبية والجبهة الثورية الرامية لاجتياح المنطقة الشرقية مرة أخرى، وفتح السبل أمام التنصير وإثارة الصراع الأثني والقبلي وتفكيك المجتمع المتسامح والمتصالح لصالح مشروع الفوضى الإباحية.. وتجمع بعض كاتبي البيان «الجبان» علاقات قربى وصداقات مع بعض حاملي السلاح والطابور الخامس الداخلي، لذلك يسعون دائماً لتعطيل تقدم القوات المسلحة والمجاهدين لتطهير الأرض وفرض خيار السلام وهيبة الدولة، بإثارة مثل هذه المواقف الشاذة!! سيما وقد ذكرت في المقال السابق أنهم سبق أن أصدروا بياناً نالوا فيه من القوات المسلحة وقوات الدفاع الشعبي، لذلك سموا مطلب قيام الولاية الشرقية بالهم الصغير لأن الهم الأكبر لديهم حماية المتمردين وإطالة أمد الحرب، لأن بعض أسيادهم في جماعة «دفن الليل» تجار حرب وهم ربائب لهم. إن الفضيحة التي تقهقه الآن داخل «سراويل» تحالف الفاشلين كشفت دناءة فعلهم الرخيص وجعلتهم يشبهون حالة «الهمباتة» عندما تدركهم جحافل «الفزع» حيث الاضطراب وغياب العقل.. انظر كيف «ذيلوا بيانهم المبتور المنتحل «في المجهر السياسي ب «مجلس شورى قبائل تقلي» وجاءوا وذيلوا البيان نفسه في «الإنتباهة» ب «مجلس شورى عموم قبائل تقلي» وفي كلا الصيغتين انتحلوا شخصية مجلس الشورى وزوروا، الأمر الذي يترتب عليه الكذب والتدليس والخيانة في صفة جريمة يعاقب عليها القانون. يتحدث أصحاب البيان «المنتحل» عن العفة والحكمة والشجاعة في حفظ حقوق المواطنين الأساسية في المنطقة!! كأنّ على رؤوسنا نحن «قنابير» وعلى عقولنا «زهايمر» لا نحفظ التاريخ والسجلات.. أيّها المنتحلون «فيقوا» من غفلتكم وعنادكم، فإن بأيدينا ملفاتكم والمواجهة قادمة، والحشاس يملأ شبكته ونحن «حشنا» نظيف ما فيه «ملوص». ويتحدث المنتحلون في بيانهم مجهول الهوية الذي كل يوم في شأن، من فضيحة إلى فضيحة وذل، عن أن إعلان الولاية في هذا الوقت يستهدف إرادة السلام والحوار الوطني !! أي سلام وأي حوار تتحدثون عنهم وأنتم تتحالفون مع الشيوعيين والحركة الشعبية وتتواصلون مع المتمردين في الجبل، وتوصلون إليهم مناشيركم عبر الطابور الخامس وتنسقون مع منظمات كنسية معادية للوطن كمنظة «هيامة» النرويجية؟ ويكذب أصحاب البيان «الجبان» كما كذبوا في انتحال شخصية مجلس الشورى بشهادة شاهد من أهلها إن حادبين ومفكرين ودوائر أهلية وقادة اجتماعيين وتنظيمات سياسية تساءلوا عن جدوى المطالبة بولاية شرقية، ونحن نتحداهم أن يكتبوا لنا في بيان جديد مكذوب أسماء عشرة فقط نعم عشرة من أسماء هؤلاء الذين تساءلوا، وكونوا أنتم أنفسكم شجعان كما تتحدثون عن الشجاعة والعفة والحكمة فاكتبوا أسماءكم في ذيل البيان كما نحن نرد عليكم الآن بأسمائنا، علماً بأننا نعرف كل شيء عنكم وعن مواقفكم المخزية لتوجهات أهليكم، وعرفنا تفاصيل اجتماعاتكم الأربعة التي سبقت كتابة البيان الجبان وكان أحدها في منزل «الدكتور».. ونقدم حصة في الجغرافيا والتاريخ المعاصر، حصة «مجانية» لكاتبي البيان الجبان أن «تندلتي» تتبع لولاية النيل الأبيض، وأن «جبل الداير» يتبع لولاية شمال كردفان، وأن «كاكا التجارية» تتبع الآن لدولة جنوب السودان فما علاقة هذه المناطق الثلاث الآن بالمنطقة الشرقية؟ وكما صدقتم في بيانكم الجبان أن المجلس التشريعي بجنوب كردفان أوصى بقيام الولاية الشرقية منذ منتصف التسعينيات، كذبتم في أن مبررات قيام الولاية غير متوفرة الآن، حيث يكذب تلك الدعاية الرخيصة منكم مشهد الموارد والجغرافيا والديمغرافية هناك، وما أنتم إلاّ كذبة فقد انقطعت صلاتكم بالمنطقة قبل سنين، ولا غرو ولا غرابة فأنتم عملاء وأجراء جماعة «دفن الليل» الذين تحدثت عنهم رئاسة الجمهورية بأنهم ظلوا يقدمون معلومات وتقارير مشوهة عن المنطقة الشرقية، وظلوا طوال سني الإنقاذ يتاجرون بقضايا المنطقة ويتكسبون من ورائها. إن المنطقة الشرقية الحاضنة الأساسية لتأييد توجهات الدولة القومية في الأمن والسلام والتنظيم بنسبة تفوق 85%، وهي العمق الإستراتيجي لوحدة السودان، وأي تجاهل من قبل الدولة أو الحزب الحاكم لمطالب الجماهير في تلك المنطقة، يمثل كارثة قادمة.. عليه نقول آن الأوان ليصمت السفهاء ويتكلم أهل الحكمة والرأي والسير النظيفة.