قراؤنا الأوفياء أولاً: تهانينا بالعيد السعيد نسأل الله الحق المنان أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال، ونسأله تعالى وهو الملك الدّيان أن يعيد علينا العيد وعلى أمتنا وشعبنا بالعزة والقوة والتمكين والنهضة والوحدة، ويعيده على بلادنا السودان بالأمن والسلام والاستقرار والوفاق الوطني والنماء والتطور. ونود أن نصرف اهتمامكم مرة أخرى بألاّ تنسوا هموم قضيتنا المركزية.. قضية الأمة.. قضية الصراع بين الإسلام ومشروع اليهود الصهاينة الذين احتلوا الأرض الإسلامية واغتصبوها بتمكين من بريطانيا التي هي مسؤولة الآن مباشرة عن كل تلك الجرائم التي ترتكب في حق الإنسانية هناك في غزة، وحبل أمريكا ودعمها الدائم لإسرائيل، وهي تقتل المسلمين وأطفال المسلمين وحرائر المسلمين في فلسطينوغزة، وإسرائيل الآن ترتكب جرائم حرب في غزة ومن ورائها بالدعم والمساندة والحماية أمريكا وبريطاينا.. وعلى شباب الصحوة الإسلامية أن يدرك هذه الحقيقة ويعيها.. ومن فتاوى شيخ الإسلام العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى قال «لا يجوز محاربة الجماعات الإسلامية في صراعها مع العلمانية، ومن باب أولى لا يجوز حربها وهي تواجه الصهيانة» أه.. بهذه المناسبة نجدد دعوتنا لشباب الإسلام في أنحاء المعمورة أن يهبوا لنجدة إخوتهم المستضعفين في غزة وكل فلسطين وندعو جميع المسلمين أن يتوجهوا بالدعاء والمال والنفس بل كل الوسائل مشروعة في مواجهة إسرائيل وأمريكا.. وهنا يسرني من باب الحث على المعروف والتعاون أن أشيد بالأخ المجاهد من نيالا الذي تفاعل مع «عمود دلالة المصطلح» وما كتبناه قبل العيد عن غزة وما كتب هنا في «الإنتباهة» حيث اتصل بنا وبعث بمبلغ قدره ألفين وثلاثمائة جنيه كدعم شخصي منه لإخوته المنكوبين في غزة، وسوف نوصل هذا المبلغ من جانبنا إلى الإخوة المعنيين باستقطاب الدعم لأهل غزة.. جزى الله خيراً هذا المواطن الصالح من دارفور من نيالا.. دارفور رغم الجراح والألم يخرج أبناؤها ويهبوا لنجدة إخوتهم في غزة وهذا هو الكرم، وهذه هي البطولة وتلك هي شيم ومناقب العظام الكبار، وهذه هي أخوة الإسلام. إن جهادنا لإنقاذ ودعم أهل غزة ينبغي أن يستمر ويدوم مثل ما هو دائمٌ دعم أمريكا لإسرائيل «بالقبة الحديدية أمنياً، وبالڤيتو» الجائر في مجلس الأمن الدولي سياسياً، وعلينا ألاّ نعول على منظمة الأمم المفكفكة، ولا على مجلس الأمن الطاغوتي، ولا على المحكمة الجنائية الدولية، ولا على مجلس حقوق الإنسان في كبح جماح إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل ضد الأطفال والمدنيين والنساء والعزل في الأرض الإسلامية العربية المحتلة، لكن ينبغي أن نعول على قوتنا الذاتية.. قوتنا النابعة من إيماننا وإسلامنا، النابعة من مركز الولاء والبراء الراسخ في عقيدتنا، وهي قوة ضاربة نواجه بها أعداءنا.. أعداء أمتنا الإسلامية. إننا نحيي ونسالم الشعوب الصديقة المحبة للسلام والتعاون في إطار الإنسانية، ونحيي ونسالم المنصفين والعادلين من أبناء الغرب الكافر الذين يرفضون الاعتداء على المسلمين في كل مكان، وما نموذج رئيس مكتب منظمة «الأنوروا» منظمة تشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين في القدس الذي أجهش بالبكاء في حوار مباشر مع قناة الجزيرة، وهو يشاهد المجزرة البشعة التي ارتكبتها إسرائيل ضد الأطفال والعزل في «الشجاعية ودير البلح وبيت حانون ورفح» إلاّ دليل صادق على صدق المشاعر الإنسانية ضد القسوة والانتقام والجرائم ضد الإنسان كل إنسان أينما وجد بغض النظر عن دينه وجنسه وحضارته وثقافته.. فهؤلاء المنصفون هم الذين ينبغي أن يوجه إليهم خطاب الحوار والتواصل والتعاون في رحاب الإنسانية الفسيح، أما القتلة والمجرمون فلا يُجدي معهم إلاّ الإرهاب والتفجير والخطف والقتل وتهديد مصالحهم أينما وجدت، وهذا واجب مقدس ينبغي أن يضطلع به شباب الصحوة الإسلامية في سبيل رد العدوان ومواجهة أعداء الأمة، وهو عمل جليل يُنال به رضوان الله والجنة والنعيم الخالد بعيداً عن حطام الدنيا الفانية الزائلة. كوارث السيول.. مواساتنا وقلوبنا مع الإخوة مواطني محليتي أم بدة وكرري في محنة ونكبة السيول التي هدمت منازلهم وشردتهم في العراء، لقد طفت في جولة واسعة بأمبدة يوم الخميس الماضي، حيث هالني حجم الدمار والخراب الذي خلفته السيول خاصة في محلية أم بدة م «15» وبسؤالنا للأهالي هناك أكدوا أنه حتى الآن لم تصل إليهم إعانات الولاية العاجلة التي تحدث عنها الأخ والي الخرطوم ومنها الخيام!! الناس هناك يعيشون في حالة قاسية نأمل أن تتحرك غرفتا عمليات المحلية والولاية اللتين وجههما الوالي بالتحرك العاجل، لإنقاذ الناس هناك من المأساة، حيث لا يوجد هناك أثر للجان الشعبية، بل الأمر أكبر من طاقة هذه اللجان في الحي والمحلية. أخي عبد المحمود الوداعة تقبَّلك الله بقدر ما كان في العيد من أفراح وسرور كذلك صاحبته أتراح وأحزان، وهذه هي سنة الحياة.. لقد فقد الوسط الصحفي قبل ساعات من العيد الأخ الكريم عبد المحمود الوداعة رئيس قسم التصحيح السابق ب «الإنتباهة» الذي انتقل مؤخراً إلى صحيفة «الصيحة».. الأخ عبد المحمود عرفته من المدققين اللغويين المهرة وأستاذ لغة عربية ذو كفاءة عالية غيبه الموت إثر حادث حركة في طريق التحدي وهو في طريقه مع أفراد من أسرته، لحضور مناسبة العيد وسط الأهل بمنطقة كبوشية نسأل الله تعالى أن يتقبل أخانا عبد المحمود قبولاً حسناً ويلهم آله وأهله الصبر الجميل.. بفقده فقدت الصحافة السودانية أستاذاً لغوياً ومدققاً ماهراً. وإذ ننعيه ننعى فيه أيضاً تواضعه وقلة تكلفه رحمه الله رحمة واسعة. «إنا لله وإنا إليه راجعون»