قبل سنوات عديدة كنت في إحدى الولايات وشاهدت امرأة تجوب أسواق عاصمة تلك الولاية طلباً للرزق. كانت تبيع «الثلج» في اجواء صيفية حارقة، وذلك بعد أن تجمع العديد من «المواعين» المثلجة من احياء تلك المدينة. وحتى تكسب رزقها حلال ملكها ديوان الزكاة في تلك الولاية ثلاجة كبيرة ترتزق منها. اكاد اجزم ان فرحة تلك المرأة دامت طويلاً بعد استلامها وسيلة كسب رزق كريمة. وفي شرق السودان يكفي هذا الديوان انه ملك اسر الشهداء منازل تقيهم شرور الحياة. وفي غير الشرق يعمل ديوان الزكاة بهمة ونشاط كبيرين وكأنه المؤسسة الوحيدة التى تقدم الدعم. وكذلك كاد «علي» الطالب النجيب أن يفقد فرصته في اكمال مسيرته التعليمية بإحدى الجامعات السودانية. الرسوم الجامعية اقتربت من حرمان علي من مواصلة دراسته إلا أنه تفاجأ بتسديد تلك الرسوم. اختلف فهم ذاك الشاب للزكاة من سابق عهده وافكاره القديمة. ديوان الزكاة انقذ احد ابناء السودان من عدم مواصلة دراسته، وهكذا هو حال الديوان في الكثير من المجالات. وفي ولاية القضارف استطاع الديوان دفع الرسوم الدراسية لأكثر من سبعمائة وخمسين طالباً في المرحلة الثانوية. وفي رمضان المنصرم قدم الديوان الكثير من الأعمال الجميلة للذين يستحقونها. برنامج الزكاة في القضارف وجد الاشادة والاعجاب من الكثيرين. شيوخ المساجد والخلاوي أشادوا بالديوان.. حكومة الولاية كذلك.. والطلاب والمرأة و.... وكل اهل القضارف اشادوا باعمال الديوان الظاهرة للعيان. وفي الشهر الكريم أيضاً كفل الديوان ستاً وثلاثين الف اسرة بمبلغ فاق تسعة وعشرين مليون جنيه. شيخ خلاوي تقلي الحميلية بالقلابات الغربية وصف الدعم الذي يقدم من الزكاة بالخرافي. وخلاف الخلاوي فرئيس اتحاد الطلاب كان سعيداً جداً بما يقدمه الديوان للطلاب والداخليات بالقضارف وغيرها من الولايات التى تمتلئ بابناء الولاية طلباً للعلم. ربما كل هذه الأعمال هي التى جعلت والي القضارف الضو الماحي يطلق تصريحاته بقلب قوي عن عمل وبرنامج الزكاة في ولايته. الضو وصف برنامج الديوان بالناجح، وقال إن ما يقدمه من أعمال متوازنة يجد الرضاء من كل فئات الولاية. واثنى على دور المكلفين الذين يسهمون بصورة كبيرة في تخفيف حدة الفقر بولايته. غداً ان شاء الله نتحدث عن علاقة المجلس التشريعي بالديوان وكيف يخطط قادة الديوان لتخفيف حدة الفقر في القضارف.. وعن إشادة رئيس الجهورية بهذا الديوان وأشياء أخرى.