كمال حامد: قرأت تعليقاً في أحد المواقع لاحد المغتربين يعلق على انعقاد المؤتمر السادس للسودانيين العاملين بالخارج تحت عنوان «المؤتمر السادس.. هل من جديد؟».. والرجل محق في سؤاله ذلك أن هذه الشريحة المهمة لم تحظ بأي اهتمام خلال السنوات الماضية.. ولكنني بعد مراجعة هادئة للاعداد لهذا المؤتمر.. رغم إنني لست من المشاركين في شرف الاعداد هذه المرة ولكنها ملاحظة تجعلني أجيب على السؤال «نعم من جديد». أظن أنني أحد المرتبطين بشدة بقضايا المغتربين بحكم انني اغتربت في التاسع من رمضان العام 1395ه.. ونحن الان في العام 1435ه اي أنني قضيت مقيماً أربعين عاماً بالتمام والكمال في المملكة العربية السعودية رغم أنني قضيت ما يقارب نصفها في داخل السودان ولكن احتفاظي بالاقامة النظامية والكفيل الذي هو أحد أصدقائي الرياضيين المغتربين كما أن هذه الاقامة جعلتني دائم التفكير في العودة مرة أخرى للاستقرار في السعودية وقد فعلتها قبل شهور وقد اكررها. يضاف إلى دوري في التعليق على مؤتمر المغتربين انني كنت عضواً في لجنة الجالية السودانية بجدة والرياض لعدة دورات تحت قيادة العميد الأمين ساتي صالح وعثمان ساتي رحمهما الله.. ويكفي إنني كنت رئيس وفد المغتربين من السعودية في المؤتمر الاول للمغتربين وخلال هذا المؤتمر تم اختياري مقرراً للجنة الاعلام. وكانت التوصيات التي لم تجد التنفيذ. أحس بأن جديداً في هذا المؤتمر السادس برغم انني لست من المشاركين في اعداده ولم أشرف بذلك رغم انني تلقيت خطاباً وقراراً باختياري في اللجنة الاعلامية لهذا المؤتمر وحضرت الاجتماع الاول ورشحوني ثانياً لرئيس اللجنة واعتذرت لظروفي الخاصة وحضرت الاجتماع الثاني ولكن بعد ذلك لم أدع لاي اجتماع بل علمت من إخواني الاعلاميين انه لم يعقد أي اجتماع للجنة من قبل شهر رمضان وحتى تاريخه، ولكن ولله الحمد بأن الزملاء في الاعلام وكافة اجهزته قاموا بدور طيب مقبول حتى اللحظة وهذا نابع من اهتمامهم ومهنيتهم وليس كل عمل ناجح أن تكون قبله وبعده لجنة واجتماعات. الجديد الذي ألاحظه من على البعد هو معرفتي لعدد من الشخصيات القائمة على أمر المؤتمر.. وفي مقدمتهم الوزير الهمام الامير المجاهد أحمد سعد عمر وقد ضرب مرة صدره وقال اسألوني عن تنفيذ توصيات هذا المؤتمر ومن يعرف أحمد سعد عمر ومجاهداته منذ الستينات يطمئن على وعده وكذلك أمين عام الجهاز الأخ السفير حاج ماجد سوار والرجل نعرفه وجربناه ويكفي أنه استهل عمله بالالتقاء برموز من المغتربين والرجل الثالث هو ساعده الايمن الدكتور كرم الله محمد عبد الرحمن وهو مثلنا تماماً اكتوى بنار الغربة وعمل في انظمتها الرياضية والنقابية والاكاديمية وله آراء قيمة ستجد هذه المرة من يسمعها. من خلال تجارب سابقة لتعامل الدولة مع المغتربين يجب استصحاب بعض التجارب الناجحة في جذب مدخراتهم وعلى رأسهم سياسة أحد أفضل وزراء المالية في بلادنا السيد ابراهيم منعم منصور الذي ابتكر في مطلع الثمانينات سياسة حافز التحويل عبر المصارف الوطنية لمن يحول عشرين الف دولار فقط. فكان الحافز مغريياً استفاد منه المغتربون كثيراً ولكم أن تتخيلوا عشرين ألف دولار من كل مغترب من المغتربين الذين اقترب عددهم من المليونين ولكنني أخشى أن يخرج علينا مغترب ويسألني كم من المغتربين يمتلك عشرين ألف دولار فائضة حتى يحولها في ظل هذا الفرق الشاسع بين السعرين الرسمي والموازي.. وغفر الله لنا ولكم.