لولا أن هتلر كان مصاباً بالزهري لما نشبت الحرب العالمية. شيء تحت بنطلون رجل يقتل ستين مليوناً ويهدم العالم (وبارك الله فيه لما فعله باليهود) قالوا: لولا أن زوجة ماكميلان كانت تخونه ما نشبت حرب السويس. يعني أن زوجة نكدية وزوج (خرع) كانا هم السبب في خراب هائل. قالوا: لو أن أنف كليوباترا كان أصغر لتغير وجه العالم. .. يعني أن شهوة رجل كانت هي السبب في جرجرة ملايين الناس من أسرهم إلى البحار إلى المعارك.. إلى الموت..!! قالوا قالوا التاريخ ما يصنعه هو هذا. .. ونحن السودان نصيبنا المتأخر من التاريخ ما يقوده هو شيء آخر. (2) السبت الماضي محطة إذاعية تعيد لقاءً مع خضر حمد سجل أيام الستينيات. وكتاب كاريكاتير أمامنا وفيه رئيس الجمعية الماسونية السودانية وبعيون مهتاجة يصرخ ووجهه الى السماء. : يا مهندس الكون.. يا صمد همد كمد كاشف الاسرار خضر حمد. خضر حمد الستينيات كان يكتب عن شيء واحد يدير السودان .. هو الجمعية الماسونية. ونجلس الى من نلقاه (داخل وخارج) السودان وكلهم ينتهي بأن شيئاً واحداً يدير السودان. الماسونية!! والسبعينيات محفل عطبرة هو ما يأتي بالنميري للحكم. ثم هو من يطرد النميري حين يتجه اسلامياً. .. قبلها نقص كيف ان الماسونية هي من صنع ثورة اكتوبر لإنقاذ تمرد الجنوب من الإبادة. وما يسمى (المنظمات) ليس أكثر من ثوب آخر للماسونية هذه. ثم صنعت قرنق. ثم ما بعد قرنق. وعام (2000م) الجمعيات هذه حين تشعر بأن قرنق يهزم تخطط لما بعد قرنق. ومدرسة مثل مدرسة نيام ليل في الجنوب يبعثها الناس من تحت الركام.. ويدعون الطلاب.. كان هذا عام 2000م. وسبعة عشر طالباً فقط كانوا هم العدد كله.. ثم..؟ ثم شيء غريب يحدث. قبل الامتحان إلى الجامعات بقليل تزدحم المدرسة بألف طالب من أطراف السودان.. ألف!! ومن يحملهم إلى هناك كان هو (طائرات) جمعيات معينة. ثم امتحانات دون رقابة.. دون رقابة.. ثم زحام بجامعات العاصمة بالذات. .. ثم!! كانوا هم قادة كل تمرد بعد ذلك. (3) كل أزمات السودان إذن.. بواسيره.. وزهريه.. وخياناته و.. و.. هي ما يصنع سياسة السودان لسنوات طويلة. لكن شيئاً يحدث الآن. وكلمة (حوار).. هي جزء مما يحدث الآن .. وهي مضللة. .. وما يحدث الآن هو تخطيط استراتيجي. .. وكله تخطيط القاموس الذي يشرحه يقول إن رجلاً واحداً عبقري اقتصادي.. هو الذي أقام ألمانيا. = ألمانيا ما بعد الحرب = من تحت الركام. الركام بأسوأ وبكل معاني كله ركام. ومثله الرجل الذي بعث اليابان من الركام ذاته .. لكن. مهندس الاقتصاد ينجح لأنه يجد حاكماً مثل المستشار يومئذٍ (كونراد اديناور) يحاضر البوندستاج البرلمان الألماني عام 1950م لثلاث ساعات ثم يقول بعدها : برلين الآن مقسمة وبعد أربعين سنة نعيدها واحدة. وأعادوها بعد تسعة وثلاثين سنة. اديناور هذا كان هو من يدعم العبقري الاقتصادي وهذا يقيم ألمانيا جديدة.. لأن شيئاً يسمى التخطيط كان هناك. .. والياباني المهندس ينجح الى درجة جعلت بيته اول بيت وآخر بيت في اليابان يزوره الإمبراطور. وهناك الشارع كله يسجد حين يعبر الإمبراطور من هناك (4) التخطيط يقول إن المجتمع المتماسك يستطيع أن يكون معجزة في النهوض والسودان متماسك. ويكفي أن السودان تحاربه امريكا منذ ربع قرن ولا يسقط، وتحاربه الماسونية منذ نصف قرن ولا يسقط. .. القوة الذاتية دون تخطيط كانت تصنع هذا. الآن.. القوة الذاتية هذه تلتفت سراً إلى التخطيط .. والسودان يبدأ.. يبدأ. والحوار جزء صغير من الأمر كله.