اخوتي الأعزاء قدامى المحاربين ورفقاء السلاح نعود بعد وقفة قصيرة وغياب محسوب فرضته علينا عطلة عيد الفداء المبارك وسفرنا لأداء فريضة الحج، ونبدأ مسيرتنا معكم من خلال صفحتكم «اتكاءة محارب» نجدّد الوفاء لقواتنا المسلحة ونواصل التواصل مع رفقاء السلاح قدامى المحاربين ونبدأ ببعث التهاني للجميع سائلين الله أن تكون كل أيامنا أفراحًا. إخوتي الأعزاء خلال الأيام القليلة الماضية تداخلت الأفراح والأتراح، والاتكاءة وهي تعود لقرائها تسجل في صفحتها اليوم بعضًا من ذلك، ونبدأ بالتهاني بالعيد وبكل المناسبات السعيدة ونحيي قواتنا المسلحة وهي تحتفل بانتصارها في الكرمك وتقيم صلاة عيد الفداء هناك والقائد الأعلى والقيادة والقادة يشاركون أبطال الكرمك انتصارهم الكبير. إخوتي الأعزاء ما تأتي الأفراح إلا وتأتي الأتراح والسنوات تمضي دون إذن والأعمار تقصر ولا نشعر بذلك إلا عندما نفقد عزيزًا لدينا أو صديقًا كان بيننا والأمثال في ذلك كثيرة. خلال قمة الأفراح بعيد الفداء وفي ثالث أيامه يأتيني عبر رسالة بالهاتف نبأ وفاة العميد الركن عبد الوهاب البكري العالم العسكري الجليل، فدعوتُ له وأنا أطوف طواف الوداع مغادراً الحرم الشريف وتطوف بذاكرتي مواقف ومشاركة له وهو يقدِّم خبرته وعلمه وجهده ونحن نرسي قواعد كلية الحرب العليا ونعدّ مراجعها لبداية انطلاقتها فكان سعادة العميد عبد الوهاب متعاونًا مع الأكاديمية يقدم عصارة فكره في مجال الفن التعبوي وعلوم الإستراتيجية مع كوكبة من الخبراء العسكريين الذين استجابوا لندائنا ونحن نعدُّ العدة لقيام أهم مرفق تعليمي رفيع في مجال العلوم العسكرية ألا وهي كلية الحرب العُليا. علمت أن العميد عبدالوهاب شُيِّع بحضور كبير من قادتنا الأجلاء وخاطب الجمع يوم تشييعه سعادة الفريق أول عبد الماجد حامد خليل القائد الذي نجده حضوراً في الأفراح والأتراح رغم ظروفه الصحية يعطي رفقاء الدرب والسلاح حقهم في وفاء وتقدير. قرأتُ في صحيفة الصحافة مقالاً ضافيًا تحت عنوان «تساقط الأشجار العسكرية الكبيرة المثمرة» بقلم الأخ اللواء مهندس الركن «م» عبد الرحمن أرباب يتحدث فيه عن سيرة سعادة العميدة الركن عبدالوهاب البكري موثقاً له ولسيرته وعطائه الكبير وموثقاً لأسرته ولو كانت المساحة تسمح لأعدتُ المقال بكامله لقراء صفحة «الإنتباهة»، وحقيقة عرفتُ من خلال المقال الكثير عن الأخ عبد الوهاب وسيرته وحياته وعطائه وسيرة حياته ما لم أكن أعرفه من قبل، وأضم صوتي للأخ اللواء مهندس ركن عبد الرحمن أرباب منادياً المتحف الحربي ليوثق لهذا القائد العالم ولجميع قادتنا أصحاب المواقف والسيرة الطيبة.. وأُعيد نشر مدخل مقال اللواء الركن «م» أرباب لقراء الاتكاءة إذ جاء فيه. «ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذي إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون» صدق الله العظيم أخيراً وبعد مرور سبعة عقود ونيف من حياته العامرة أصابتنا مصيبة الموت ورحل ركن ركين من أركان أمة القوات المسلحة السودانية وشجرة وارفة ممدودة الظلال مثمرة بفاكهة كثيرة ذلكم هو سعادة العميد الركن عبدالوهاب محمد البكري محمد الذي ووري الثرى بمقابر أحمد شرفي مساء الثلاثاء 8/11/2011م ثالث أيام عيد الأضحى المبارك».. نسأل الله للفقيد واسع رحمته ولأسرته الصبر الجميل. «إنا لله وإنا إليه راجعون»