على مدى ست سنوات هي الفترة التي انتظمت فيها خدمة الكهرباء بمحلية القولد بعد إنشاء سد مروي في 2008م.. وبعد إيصال خدمه الكهرباء كان الحلم الأوحد لأهل المحلية هو استقرار الإمداد لكهربائي، بعد أن عاشت المدينة في ظلام دامس منذ أن نال السودان استقلاله إلا من اجتهادات فردية لإضاءة المنطقة عبر وابورات التشغيل الصغيرة الخاصة.. وقد تحقق هذا الحلم عندما شهدت المحلية استقراراً في الإمداد الكهربائي منذ تلك الفترة والى ما قبل دخول شهر رمضان المعظم هذا العام.. وحسب السياسة المتبعة بان ينعم كل أهل محلية بمكتب للكهرباء ليكون قريباً من المشاكل التي تحدث من حيث البلاغات والتوصيلات الجديدة وغيرها، فان ذلك لم يحدث بمحلية القولد وهي المحلية الوحيدة التي لم يتم فيها إنشاء مكتب للكهرباء من ضمن المحليات التي وصلتها خدمه الكهرباء .. وبالرغم من أن عدد المشتركين بمحلية القولد يفوق عددهم المشتركين بمحلية الدبة إلا أن محلية القولد وضخامة المشتركين فيها أصبحوا تابعين لمكتب كهرباء الدبة في كل شيء، وقد استبشر مواطنو محلية القولد خيراً عندما تم تأجير منزل كٌتب على لافتته «مكتب كهرباء القولد» غير انه ظل مغلقاً إلى يومنا هذا.. ثم اجتهدت محلية القولد في عهد معتمدها الحالي أمير فتحي ليكون أمر مكتب الكهرباء واقعاً ملموساً عندما تم تأجير منزل آخر على حساب المحلية وتم تجهيزه بكل الأثاثات والمعدات ومده بالعمال، وإسناد إدارة المكتب للمهندس محمد عواد غير أن المكتب ظل مغلقاً هو الآخر وتم سحب المهندس إلى مكتب كهرباء الدبة، ليتبخر الحلم مرة ثانية وتظل المعاناة باقية ويرجع الوضع إلى مربع الصفر.. ثم بعد متابعات ومطالبات تمت زيارة المحلية مرة أخرى بغرض تأجير موقع مناسب وبالفعل تم تأجير «عمارة القولدير» بالقولد لتكون مقراً لمكتب كهرباء القولد وتم تأسيسه ومده بأفضل المعدات واحدث الاجهزة قبيل دخول رمضان المعظم، وتم وعد أهل المدينة بان المكتب سوف يباشر عمله منذ الأول من يوليو واصطف الناس حول المكتب في الموعد المحدد، والكل يتأبط ملفاته ومشاكله غير أن العنوان الأبرز أمام المكتب كان «هذا المكتب لا يمكن الوصول إليه حالياً».. وتواصلت القطوعات خلال الشهر الكريم بمعدل انقطاع الكهرباء ثلاث مرات خلال اليوم، ولا زالت كذلك دون أن يكون هناك توضيح من ادارة الكهرباء أو اعتذار للمشتركين الذين تضرروا كثيراً بتعطل أجهزتهم الكهربائية المختلفة، جراء تذبذب الإمداد والانقطاع المفاجئ للتيار والعودة السريعة له.. وخلال الأسبوع الماضي وبعد هطول الأمطار انقطع التيار لما يقارب ال«48» ساعة بمحلية القولد بعد سقوط حوالي «18» عموداً بمناطق متفرقة على طول خط الإمداد.. ويشير احد المهندسين في حديثه ل«الإنتباهة» إلى أن خط الضغط المتوسط الذي يمد محليه القولد والذي يبلغ طوله «80» كيلو، يغذي معظم مؤسسات المحلية والمنازل والمشروعات الكبيرة والصغيرة وصهاريج المياه والمؤسسات الحكومية والورش الصناعية وجزءاً من قرى محلية الدبة، هو السبب الرئيس للانقطاع المتواصل للكهرباء في الفترات الاخيرة.. ولم يتضرر مشتركو المحلية فقط من هذا التردي الكبير في الإمداد الكهربائي لمحلية القولد، بل تعداه لأصحاب المشروعات الزراعية الكبيرة والصغيرة وأصحاب مشروعات التروس العليا، حيث أدى الانقطاع المتواصل إلى تلف عدد من المحاصيل نتيجة للعطش وضعف الإمداد. إلى ذلك فقد أصبح أمر افتتاح مكتب للكهرباء بمحلية القولد والانقطاع المتواصل للكهرباء، أمراً محيراً لسكان المحلية البالغ عددهم «80» الف نسمة، وبذلك تطفو مجموعة من الاسئلة التي تحتاج إلى اجابة من قبل ادارة الكهرباء وهي هل أن السبب الرئيس في الانقطاع المتواصل للكهرباء بمحلية القولد سببه إيصال الكهرباء لمشروع زراعي استثماري ضخم بمحلية الدبة، وذلك من نفس الخط الذي يمد محلية القولد بالكهرباء؟ وهل أن مماطلة إنشاء مكتب للكهرباء بالقولد وراءه جهات لها مصالح تتعلق بالاستفادة من شراء سكان المحلية للكهرباء التجارية ؟؟ وهل أن مكتب كهرباء القولد الذي تم تأسيسه حديثاً بأفخم الأثاثات والمعدات لا توجد به حراسة وان كل معداته وأجهزته معرضة للسرقة في أي وقت ؟؟ وهل أن أبواب الموقع الجديد غير مؤمنة تأميناً كاملاً ليحمي الاجهزه من الفقدان؟؟وهل أن توصيلات شركة السويدي الشركة التي أنشأت شبكة كهرباء القولد بها خطأ هندسي ؟؟ وهل أن الاعمدة التي أنشأتها الشركة غير مطابقة للمواصفات؟؟ولماذا عندما تسقط هذه الاعمدة تتلف نهائياً وتكون غير قابلة للاستخدام مره أخرى؟؟ كلها اسئلة حائرة تتطلب الإجابة الشافية من ادارة الكهرباء بالشمالية .!!