يظل الزواج هو هاجس الشباب في هذا العصر، ويشعر الأغلبية بالتردد والخوف من الإقدام عليه حتى تتأخر سن الزواج تبعاً لذلك وسط تبريرات كثيرة منها: عدم تكملة التعليم أو أن يتزوج الأكبر اولاً أو أن يجني المال الكثير فى سنوات لينفق فى ايام بذخا وترفا واستعراضا، أو أنه لم يجد نصفه الآخر بعد لتضخم الذات عنده أو ربما هو عدم الثقة بالنفس أو الخجل من الإصابة بالأمراض او الاضطرابات الجنسية، ويظن أنه لا يصلح للزواج إلا يعلم أن لكل داء دواء ويوجد تخصص طبي معين لهم هم اختصاصى أمراض الذكورة!! أو لماذا أتزوج وأنا اجد ما يجده المتزوج من كل أشكال العلاقات وبكل المستويات بسعر بخس ومن دون التزام بشيء وربما بلا سعر بالكلام «الحنك» أحصل على ما أريد وأتنقل كالفراشة من زهرة لزهرة وربنا غفور!!! فليعلم أنه يتنقل كالذباب من قذارة لقذارة والله شديد العقاب أو ربما لا يميل كليا أو جزئيا إلى الجنس الآخر ويميل لجنسه فقط فهو لا يحتاج الآخر... الخ، كل تلك تبريرات غير حقيقية كليا ربما جزئيا لكن الحقيقي هو: الخوف من تقييد الحريات وترك عادات العزوبية، الخوف من تحمل المسؤولية أو زيادتها من اهتمام ورعاية وإخلاص، الخوف وعدم الثقة فى الآخر بألا يخلص لك ومن نفسك بألا تعرف كيف تحتويه وتدير العلاقة بشكل ايجابي، الخوف من الإنجاب أو عدمه أو رعايته، الخوف من الانفاق المالي والالتزام به وتحسين مستوى المعيشة فالدخول فى زواج يعنى العمل واكتساب الأموال بلا توقف «رجولة»عند الذكورة. يا شبابنا يا ذخيرتنا ويا سندنا وعزنا وفخرنا ثقوا أنكم أقوياء شامخون صامدون قادرون على الإنجاز والنجاح واسألوا الله التوفيق ليس المطلوب منكم إحراز أعلى درجات النجاح ولكن اجتهدوا واسعوا كى لا ترسبوا، فأنما سنة الحياة السعي والمكابدة، لا تهربوا ولا تخافوا فأنتم لم تولدوا ماهرين في فن التعامل مع الشريك أو تحمل المسؤوليات، ولكن من خلال التفاعل والتعايش والاحتكاك ستتعلمون تدريجيا وستكسبون مهارات لم تكن كل وسائل التنشئة الاجتماعية أن تعلمكم لها إلا من خلال هذه العلاقة، ولتعلموا ان أغلب ما تخافونه متضخم عندكم ويظل خيالاً وليس واقعاً وعند مواجهة الزواج تظهر فروق فردية، فالحياة الزوجية بكل مخاوفها واختلافاتها ممتعة وجميلة ومؤكدة ومحققة للذات، واضافة لرصيد إنجازاتك وداعمة لمعنى حياتك فاستشعارانتمائك وأهمية وجودك في حياة الآخرين وتمتعك بحبهم ورعايتهم وقدرتك على العطاء وإسعاد الآخرين بشكل دائم لن تجده إلا في الزواج ... يتبع.