البشرية على مدى تاريخها عرفت بالتنقل من حالة إلى حالة حسب مجريات الزمان ومتطلباته، فشهوات الرغبة والاستطلاع في البني آدم لا تكل ولا تفتر، لذا نجده مواكباً للإحداثيات في كل آن. ما أن تقع عينه على شيء إلا لامست حواسه وسرعان ما تشرب الفكرة بحذافيرها، ونقلها إلى محيطه عبر التجارة من ناحية كما للطموح النفسي وأبعاده دور رائد في نقل الإبداعات الفنية بمسمياتها التي هي رونق المجتمع الحضاري وجماليات النهضة، ولا يقتصر لديه معيار أو صفة، فكل بدعة حميدة له فيها طالع. وهذا هو النمط التقليدي في الإنسان. لا يهدأ له بال إلا بالإدراك أنه في صراع دائم مع الحداثة، هي تأتي بالجديد وهو يواكب كي يؤكد ما يحدث عالمياً من تطورات هائلة كادت تغطي على الموروثات التقليدية ليست نسباً لأحد. للدرجة أصبح فيها وجه الشبه بين المجتمعات في كثير من الأحيان إن لم يكن واحداً أقرب. وهذا إنما يدل على العلم بالتعلم. والإنسان موجود متربص من أجل صناعة بيئة متكاملة تليق بالحداثة، من هنا لا يفوتنا أن نرسل برقية إشعار لمواطن شرق دارفور الذي ما زال خارج التغطية. ينظر إلى الآخرين من وراء ثقب الغمامة لا بد له أن يلج من أوسع الأبواب ولا يحق الرفق ويبدأ بالتجوال داخل سوق ولايته الوليدة ويقف ليحصر البرك والمستنقعات التي تتوسط السوق وتحيط به، كما يستنشق الروائح النتنة والكريهة، ويقف طويلاً ويتأمل باعة الخضروات وجزارات اللحوم ومطاعم الأكل كل المواد الغذائية بمشتقاتها داخل خمارات العيفونة. صراحة صحة إنسان الولاية بين الوبائيات والأمراض المستوطنة. وبالله عليك أيها المواطن الكريم، اسأل نفسك بشفافية: هل توجد مدينة في العالم بنفس القدر من القذارة؟ أم هي حالة خاصة؟ أخيراً: النظافة من الإيمان.