جرائم الأطفال من الجرائم التي تثير الرعب والقلق، وذلك عندما تتحول البراءة إلى وحشية مميتة أو مؤذية، بجانب انعدام الرقابة وانتشرت هذه الجريمة في اوساط المشردين والمتسولين بالشارع العام بصوره خاصة، واطفال الاسرة المفككة، ونجد بأقسام الشرطة بولايات السودان المختلفة دُوِّنت العديد من البلاغات في مواجهة أطفال لقيامهم بارتكاب جرائم تمثلت في «الانحراف، العنف، تعاطي المخدرات، التشرد، الاحتيال والسرقة»، واتُّخذت في مواجهتهم إجراءات قانونية بعد أن ثبت للأجهزة الأمنية ارتكابهم لهذه الجرائم، وتمت إحالتهم لمحاكم الأحداث لصغر سنهم، والبعض للإصلاحية مع التوجية والإرشاد المستمر طول فترة وجودهم فيها، وكان الأثر الكبير في تغيير سلوك الأطفال هو الغزو الثقافي لمجتمعات تفتقر إلى الأسرة الممتدة، ويعتقد الخبراء أن ذلك الغزو بدأ مع بداية انفتاح القنوات الفضائية على العالم الثالث. ولتجنب هذه المشكلة التي أصبحت هاجس المجتمع، يقترح الخبراء ابتداع قواعد أمنية وتربوية تبدأ من توفير متطلبات الحياة مثل «الرعاية والتعليم والتوجيه الأسري»، ويشترك في إنفاذ هذه القواعد على أرض الواقع الدولة والأسرة، وتتنوع طرق ارتكاب الجريمة لدى الأطفال بتنوع البيئة التي يعيشون فيها، وكثيرًا ما يشيع استخدام الأطفال لمادة السلسيون القاتلة وهم يبحثون عن راحة البال ونسيان المشكلات التي ألمت بهم وهم في عمرهم الطفولي. نماذج لجرائم الأطفال وأشارت مصادر أمنية تحدثت ل«الإنتباهة» أنه في الأعوام الماضية دون بلاغ في مواجهة «س،أ» يبلغ من العمر«16» عاماً يعمل «صبي ميكانيكي» كان في شجار دائم مع والده، وفي يوم اشتد فيه الشجار قام والده بضربه بصورة مبرحة ما أغضب الابن وبدأ يفكر في قتل والده، وقام بتنفيذ الجريمة مستخدماً السيف الذي كان يحمله.. قام المتهم بتمثيل الجريمة التي ارتكبها.. أفراد المعامل الجنائية صوروا التمثيل وقدموه إلى الشرطة كمستند اتهام كما تم تقديم المتهم لقاضي المنطقة واعترف قضائياً بارتكابه الحادث، وفي بلاغ اخر انه تم القبض على الطفل المتهم «متسول» «أ،م» «14» عاماً تسبب في قتل طفل اخر كانا يتشاجران في الشارع حول «مجرى مياه صرف صحي عميق وممتلئ» وعندما اشتد النقاش قام المتهم برمي المجني عليه داخل المجرى وعندما حضرت الشرطة وقامت باستخراجه بواسطة الدفاع المدني كان الطفل قد فارق الحياة، وتم تدوين بلاغ تحت المادة «130» من القانون الجنائي في مواجهة الطفل واحالته الى محكمة الطفل . انحراف الأطفال أكدت دراسات علم النفس والاجتماع، أن جرائم الأطفال بما فيها العنف ظاهرة غريبة على المجتمع السوداني باعتباره بلداً لا تدفع ثقافته للعنف الأسري والانحراف نحو الجريمة، وفي السنين الماضية كانت تربية الأبناء مبنية على احترام الأبوين مع الخوف والحذر وتجنب الأخطاء التي يترتب عليها العقاب. وأضافت الدراسات أنه في الوقت الحالي تأثر أبناؤنا بالغزو الثقافي والعولمة فجعلت الأبناء تختلف ثقافاتهم من جيل لآخر حتى إن احترام الأسرة بدأ في الزوال، والسياسة التربوية تغيرت بعد نهاية تدخل واهتمام بعض الأسر في التربية التي تكون بسرد القصص المؤثرة على عقول الأطفال.. فغياب الأسرة أثّر على سلوكيات الأبناء في عدم تعلم القيم والأخلاق الحميدة، ومخالطة أصدقاء السوء في جلسات تعاطي المخدرات التي تنتج الجريمة الكبرى، وأشارت إلى أنه وفي هذا العصر يقضي الأطفال أكثر أوقاتهم في مشاهدة أفلام الرعب والعنف التي تكون أكبر من سنهم وتؤثر على عقولهم وتدعوهم لخوض المغامرات التي تتمثل في ارتكاب الجريمة دون رقابة من الأبوين، لانشغالهما بالوظائف وقال علماء النفس والاجتماع إن الشارع وأصدقاء السوء من المؤثرات السريعة على سلوكيات الأطفال ويعلمونهم أشياء لم يكونوا متربين عليها، وينحرفون بهم في طريق المخدرات والسرقة والتفوه بألفاظ بذيئة والإساءة لكل كبير وللوالدين، فيجب على الأبوين متابعتهم والتعامل معهم بطريقة مقنعة مع حواجز الاحترام.. كما أكدوا أن من الضروري الشراكة بين الوالدين في التربية، لأن الآباء تركوا زمام الأمور للأمهات فيجب أن تقسم عليهم حتى يشعر الأبناء بتكامل الاهتمام حتى يعيشوا في أسرة لها قواعد صحيحة، فالأسرة هي المسؤول الأول أمام المجتمع والدولة. وفيما يخص أطفال الشوارع أضافوا أن الدولة هي المسؤولة عنهم وعن تحسين أوضاعهم المعنوية والمادية مما يكون التشرد أصل الجريمة باعتباره السبب الرئيس لارتكابها، والعامل النفسي يكون لهم مبررًا لتعاطي المخدرات واستخدام مادة السلسيون، والفقر والحاجة مبرر للسرقة والاحتيال. مشكلات نفسية كشفت الدراسات إن كل النزلاء بالإصلاحية مشكلاتهم وحالتهم النفسية تعود إلى خلل في الأسرة أو التشرد وعدم وجود مأوى لهم، وتتم المعالجات بصورة سليمة حتى يخرجوا للمجتمع في وعي تام.. وأضاف علماء النفس أن انحراف الأطفال نحو الجريمة لا يأتي من فراغ سواء كان طفلاً سوياً أو غير ذلك، وقالوا إن طريقة التربية تتحكم بشكل كلي في الطباع والأخلاق لذا على الوالدين مراعاة حقوق أبنائهم عليهم وتوفير كل مستلزماتهم، ليست بالضرورة ان تكون مادية فالطفل يحتاج للدعم المعنوي قبل المادي والتفهم لأحوالهم وتفقد خصوصياتهم كي يحس بالرعاية.. وأكدوا أن الوالدين يمارسان في كثير من الأحيان تمييزاً وتفرقة بين الأبناء وهذا هو سبب كراهيتهم لوالديهما لأن التمييز يولِّد الحقد والغيرة، فيجب المساواة في المعاملة بينهم وحضّهم على القيم الرفيعة حتى لا يتأثروا بالمجتمع الخارجي.. وأشار العلماء أن الأطفال يتأثرون بالمشكلات الأسرية خاصة بين الوالدين، فقد يشكل ذلك أزمة نفسية حادة للطفل ما يدعوه لترك المنزل والتشرُد في الشوارع. امرأة تتعرض للتهديد ليلاً من قبل ثلاثة متهمين بشندي شندي: الخرطوم: مي عزالدين تعرضت امرأة للاعتداء من قبل ثلاثة متهمين في وقت متأخر من الليل داخل منزلها بمنطقة شندي، الامر الذي دعاها الى الاسراع وابلاغ الشرطة وخلال التحري افادت ان المتهمين الثلاثة اخبروها بوجود خلافات قديمة مع زوجها، وقالوا لها ان زوجها اخذ منهم مبالغ تخصهم ولم يرجعها لهم، ما أضطر المتهمين أن يتسلقوا المنزل ليلاً واضافت ان المتهمين اكدوا ان لديهم اذن تفتيش ولكنها لم تسمح لهم بذلك فلاذوا بالفرار من جانبها اعدت الشرطة فريقاً من المباحث لتطويق المنطقة والقبض على المتهمين. عصابة متفلتة تهجم على أسرة وتعتدي عليها بالسواطير الخرطوم: نجلاء عباس تواصل شرطة محلية كرري محاولات القبض على عصابة متفلتة تهجمت على اسرة داخل منزلها باحد مناطق امدرمان وقال مصدر ل«الإنتباهة» إن العصابة تسللت الى منزل احد المواطنين بغرض السرقة، وافادت اقوال الشاكي ان العصابة مكونة من أربعة متهمين مسلحين باسلحة بيضاء «السواطير» وسرد الشاكي تفاصيل الواقعة بمحضر التحري بالشرطة، ان العصابة دخلت الى المنزل وقامت بسرقة بعض المجوهرات الذهبية ومبالغ مالية وعندما احس صاحب المنزل بوجود حركة مريبة استيقظ محاولاً ان يوقفهم، لكن احد المتهمين فاجأه بالضرب على رأسه ما اسقطه ارضاً مغشياً عليه، بينما قام اخر بجرح ابن الشاكي الذي حاول مع والده توقيف المتهمين الا انهم اخذوا المسروقات ولاذوا بالفرار واتجه الشاكي لقسم الشرطة ودون بلاغ في مواجهة المتهمين لما اصابة هو وابنه من اذى جسيم، وبدورها قامت الشرطة بتطويق المنطقة لتتمكن من القبض على العصابة.