مدينة نيالا حاضرة جنوب دارفور تلك المدينة العريقة التى احتلت موقعها الريادى بين مدن السودان المتطورة والمتحضرة، لكنها مرت بظروف عصية بفعل حرب دارفور التى جعلتها محاطة بمعسكرات النزوج واكتظت بالسكان بصورة مخيفة جعلتها ان تكون حقل تجارب لكل شيء ومستودع للاجرام، ما جعل لجنة امن الولاية تلجأ لتطبيق قانون الطوارئ من اجل اعادة الرونق والامان لهذه المدينة التى فاقمت من مشكلاتها الامنية والظواهر الاخرى قضية اصحاح البيئة والنفايات المتكدسة ببعض الاحياء والاسواق وحتى بعض المرافق الحكومية، ما جعل القائمين على الامر بمجلس ترقية الاصحاح بالتعاون مع وزارتى الصحة والتخطيط العمرانى، ان يطلقوا اسبوعاً للنظافة بمدينة نيالا الكبرى بمشاركة كافة فعاليات المجتمع والقوات النظامية المختلفة تحت شعار«نحو مدينة نظيفة» وقال والى جنوب دارفور اللواءآدم محمود جارالنبى خلال تدشينه اسبوع النظافة باستاد نيالا، إن حكومته بمجرد حلول فصل الخريف شكلت غرفة طوارئ وعكفت على متابعة الوضع للتحسب ومجابهة أى كوارث محتملة، وتفادى اضرار الخريف من توالد للذباب والباعوض وكذلك معالجة المياه الراكضة والبرك، واضاف جارالنبى وانهم بعد أن قضوا على المظاهر المخلة بالامن اتجهوا نحو اصحاح البيئة التى بها يكون العقل سليماً فى الجسم السليم وقال ان اسبوع الاصحاح سيكون انطلاقة قوية للمحافظة على البيئة، ومن ناحية اخرى أكد جارالنبى ان ولايته ستتعافى تماماً من تعقيداتها الامنية بنهاية هذا العام حتى تجعل العام 2015م عاماً للتنمية والايرادات والايفاء لكل العاملين بمستحقاتهم، ودعا جارالنبى خلال مخاطبته مشروع وجبة الافطار التى اقامتها منسقية الشرطة الشعبية بالولاية للارتكازات التأمينية لنيالا الخميس الماضى، الى ضرورة تفعيل المجتمع وان تظل الاجهزة الامنية متيقظة بجانب تعزيز الوجود الشرطى نهاراً بالاحياء نتيجة لحدوث بعض السرقات النهارية، وقطع بعدم التراجع نهائياً عن الاجراءات الامنية المتخذة، ودعا المشككين بأن يبحثوا لهم وجهة اخرى غير الولاية وتابع «لابد ان نكون صاحين لان المتربصين يستغلون اكتظاظ المدينة بالسكان لذلك لابد من تفعيل الادوات القانونية لاجهاض الجريمة قبل وقوعها، من جانبه قال مدير شرطة الولاية اللواء احمد عثمان انهم بدأوا يمزقون فاتورة الاعاشة للاجهزة الامنية نتيجة لتفاعل المجتمع مع اجهزته الامنية، وانهم اوشكوا على ترك الحديث عن الامن والترتيبات الامنية والاتجاه نحو الاعمار والتنمية، من جهته وصف قائد الفرقة «16» م اللواء السر حسين الشرطة الشعبية، بالرافد القوى للشرطة والقوات المسلحة داعياً اياها لمزيد من العطاء لتأمين الاسواق وقطع دابر المجرمين والنهابين، مشدداً على ضرورة التوسع وانتشار الشرطة الشعبية فى الاحياء حتى تتفرغ بقية مؤسسات الشرطة والجيش لمهام أخرى. وبينما كشف منسق الشرطة الشعبية بالولاية احمد الدرديرى محمد عن تجهيز كتيبة لدرء الكوارث بمعداتها لمجابهة اى كارثة ومشاركة «400» من افراده فى مشروع اصحاح البيئة الذى انطلق بنيالا، اعلن جاهزيتهم القصوى لمزيد من الاستعداد فى سبيل الامن والاستقرار بجانب الاستعداد لحماية الموسم الزراعى وفض اى احتكاكات قد تنشب بين المزارعين والرعاة، بجانب الاستعداد لتأمين الانتخابات المقبلة، وقال ان وجبة الافطار بمثابة تحلية للمرابطين فى الثغور لتأمين المدينة وممتلكات المواطنين. وفى سياق اسبوع الاصحاح قال رئيس اللجنة العليا لدرء الكوارث بالولاية وزير التخطيط اللواء عيسى انهم يهدفون لجعل نيالا فى مصاف المدن المتقدمة بالبلاد فى مجال الاصحاح، واضاف بعد اليوم مافى بركة او مياه راكضة او باعوض، وسيتم ردم كافة الحفر والمستنقعات من اجل نيالا خالية من المظاهرالمتعلقة بتردى البيئة، بينما وصف وزيرالصحة عمر سليمان انطلاقة مشروع اصحاح مدينة نيالا، بالخطوة بالمهمة خاصة وان وزارته رفعت شعار هذا العام عاماً للاصحاح الشامل بكافة محليات الولاية وتابع «نحن كوزارة صحة اكبر مستفيد من هذا الاصحاح لانه يمثل وقاية من الاصابة بالكثير من الامراض التى لها علاقة بتردى البيئة، ونحن كوزارة مشاركون فى حملة الاسبوع بالرش ونقل النفايات، وهناك جهات اخرى تعمل فى مجال المياه وكذلك ردم البرك وتصريف المياه الراكضة» وقال عمر إن وزارته ستطبق قانون صحة البيئة الذى اجازه تشريعى الولاية مؤخراً من اجل المحافظة على البيئة، وفيما اكد معتمد بلدية نيالا عبدالرحمن حسين قردود ان نيالا تعيش فى وضع امنى جيد، بفضل الخطط الامنية التى وضعت، طالب اللجان الشعبية والواجهات وقطاعات المجتمع بالمشاركة الفاعلة فى مشروع اسبوع الاصحاح فى الاحياء والمرافق الحكومية والاسواق تحقيقاً لشعار نيالا مدينة آمنة ومستقرة.