التمباك الدخان الشيشة وفي اليوم العالمي لمكافحة التبغ وقد أقيم في المستشفى التعليمي بالحلة الجديدة، اشتركت مع البروفيسور مأمون حميدة وزير الصحة الولائي في حلقة تنويرية بهذا الخصوص، وكان الحديث عن هذه الأنواع الثلاثة وكلها تحتوي على العنصر الأساس وهو النيكوتين. وعليه تطرقنا لمخاطر النيكوتين في حالته الصلبة كتمباك وفي حالته المدخنة بفتح الخاء في الدخان السجائر والشيشة التي تبدأ بمادة صلبة تتحول إلى دخان يملأ الخياشيم. وخير تلخيص للتمباك هو ما جادت به شاعرية الشاعر الحلمنتيشي الدكتور عبد الله الشمباتي الذي أنشد قائلاً: قرفاً في الخشم مكضوم وسيدو يتفتف مالي الجنبو بي بزاغو وريالتو تهتف لا ذوق ولا شعور دايماً عليهو مستف حقة غليدة شيلا يشل خطاك ويكتف ٭٭٭ سيد السفة ديمة عليهو خشمو يبصر يمسك للمجالس بالحديث متقعر إن فقد الصعوت تلقاهو تب متسعر وخازوق إن بقيت بغادي يقعد يجعر ٭٭٭ التمباك قرف لا فيه ذوق لا ظرافة ومو إن سولو كيس لفوهو لفة قيافة والله العظيم إن شرفولو شرافة برضو عفن قرف لو يفتحولو صرافة ٭٭٭ مصيوب البسف مجنون بدور لو فقير بياض اسنانو بالتمباك صبح صفير مالي الجيب وسخ والجبة حتى الزير وكوز الموية ريحتو تخدرك تخدير ٭٭٭ كمان أهل العلم جابو لنا فيه كلام قالوا السفة بتجيب للشفاة آلام سرطاناً عديل يا سادة يا أعلام ما بداويهو نقرة حقة مافي كلام وقد اعتاد بعض أهل السودان تعاطي «التمباك» كإدمان مسكوت عنه. ولو كان عدد سكان ولاية الخرطوم عشرة ملايين نسمة فقد قدرنا أن عدد الذين يتعاطون التمباك قد يصل إلى مليونين كأقل تقدير. ولو كان الشخص يتعاطى جراماً واحداً في السفة الواحدة ويكرر هذه عشر مرات من صبحه لمسائه فإن ما يستهلكه ويبصقه على الأرض يساوي عشر جرامات، ومعنى هذا أن هناك عشرين مليون جرام هي حصيلة ما ينزل على الأرض في ولاية الخرطوم يومياً من تمباك مسفوف. وعليه فإن ما نحصل عليه في الشهر هو «600» مليون جرام تساوي «600000 كيلوجرام» أي ما يعادل سبعة ملايين ومئتي ألف كيلوجرام في السنة. ويكون إجمالي الذي لوث الأرض في السنوات الخمس الماضية من تمباك مسفوف ومبصوق يساوي «36» مليون كيلوجرام أو «36» الف طن. فأين تذهب هذه الآلاف من الأطنان؟ تبقى على الأرض بكميات تراكمية وتتفكك وحداتها وتختلط بذرات التربة.. والمعروف أن حجم الهبأة إذا قل عن «25» مايكرون فإنه تحت أية حركة من الهواء يرتفع إلى أعلى ويظل عالقاً بالجو وهذا ما يحدث لذرات التمباك التي تبقى في الجو ويتعرض الناس لإستنشاقها داخل رئاتهم وتبعات ذلك إزدياد حالات الربو والحساسية والأمراض الأخرى كالسل الذي ينتقل عبر الجهاز التنفسي. كما إن تلك الذرات تتسرب إلى آلاف أزيار الماء في وحدات السبايل وسط الأحياء وإلى الرغيف المعروض مكشوفاً على قارعة الطرقات. وإلى الأطعمة المكشوفة كالشاورما والسندوتشات وغيرها من الأطعمة في الأسواق الشعبية. والأسوأ من ذلك أن أحد طلبتي نقل إليَّ أنه اكتشف أن مديرة روضة أطفال لكي تهدئهم فإنها «تدردم» التمباك في شكل كرات صغيرة تضعها للأطفال خلف أذانهم فيصابون بخمول يجعلهم غير قادرين على «الشيطنة» وإثارة المتاعب.. فحجم الأطفال صغير ودرجة امتصاص أجسامهم للنيكوتين عالية. وعندما يأتي أولياء أمور الأطفال لأخذهم تقوم الست المدير بإزالة التمباك بقطعة مبلولة بكلونيا مما يجعل أولياء الأمور يحمدون للمديرة إنها تعقم أجسام الأطفال بمادة الكلونيا المضادة للجراثيم. فكيف للبروفيسور مأمون حميدة وزير الصحة الولائي أن يحارب هذا النوع من التبغ، وقد انتشرت محلات «ود الريّح للعماري الجيد وود الريّح للعماري الأصلي وود الريّح الأصلي للعماري الأصلي»، كما أن أحدها في السوق الشعبي في الخرطوم، واستجابة لنداءات البروفيسور مأمون حميدة بكتابة تحذير وتبليغ المتمبكين أي الذين يستعملون السعوط، أن السعوط يسبب السرطان فكتب: ود الريَّح ضار بالصحة. «ونواصل».